أعلن وزير الداخلية اللبناني، «جهاد المشنوق»، اليوم الإثنين، نتائج 14 دائرة انتخابية من أصل 15، مشيرا إلى أن النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التي شهدتها البلاد، أمس الأحد، ستعلن خلال 48 ساعة على موقع الوزارة الإلكتروني.

وقال وزير الداخلية في مؤتمر صحفي، إن نتائج دائرة  عكار ستعلن رسميا يوم غد الثلاثاء، كما شدد على أنه لم يُفقد أي من صناديق الاقتراع، ولكن تأخر التسليم فقط.

وأضاف: لا أنكر وجود بعض الشوائب في ظل القانون الجديد لكن المهم أننا أنجزنا هذه الانتخابات.

واعتبر الوزير أن «24 ساعة ليست وقتا طويلا، وقد ساهم التعداد الإلكتروني في إنجاز 14 دائرة من أصل 15، حتى مساء اليوم الإثنين».

وأظهرت نتائج أولية، اليوم الإثنين، إحراز تحالف «حزب الله» و«حركة أمل» تقدما كبيرا، على حساب تياري «الوطني الحر»، الذي ينتمي إليه رئيس البلاد، «ميشال عون»، و«المستقبل»، بقيادة رئيس الوزراء، «سعد الحريري».

وإذا تأكدت النتيجة فستمثل دفعة سياسية لـ«حزب الله» المدجج بالسلاح مع حصول الأحزاب والشخصيات المؤيدة لترسانته القوية على أغلبية بسيطة (النصف زائد واحد) في البرلمان.

وقالت «رويترز» إنها أجرت حسابات، استنادا إلى نتائج أولية تم إعلانها، أشارت إلى حصول «حزب الله» والجماعات والشخصيات المنتمية إليه على ما لا يقل عن 67 مقعدا من أصل 128.

ومن بين حلفاء «حزب الله»، حركة أمل الشيعية، بزعامة «نبيه بري» والتيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس «ميشال عون»، وغيره من الجماعات والشخصيات الذين يعتبرون سلاح «حزب الله» قوة للبنان.

وأظهرت النتائج غير الرسمية أن السنة المدعومين من «حزب الله» أبلوا بلاء حسنا في مدن بيروت وطرابلس وصيدا وهي معاقل لـ«تيار المستقبل» بزعامة «الحريري».

لكن «حزب الله» مني بخسائر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك-الهرمل الانتخابية، وحصل معارضو الحزب على مقعدين من أصل عشرة هناك، أحدها ذهب لحزب القوات اللبنانية بينما نال «تيار المستقبل» المقعد الآخر.

ويبدو أن حزب «القوات اللبنانية» المناهض لحزب الله، وهو حزب مسيحي، قد حقق فوزا كبيرا حيث تضاعف تمثيله إلى 15 مقعدا من ثمانية مقاعد، وفقا لمؤشرات غير رسمية.

ووفق أرقام أعلنها مراقبون، بلغت نسبة الإقبال 49.2%، مقارنة مع 54% خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت قبل 9 أعوام.

وتنافس 597 مرشحًا بينهم 86 امرأة، منضوين في 77 لائحة، للفوز بأصوات 3.7 ملايين ناخب مسجلين على لوائح الشطب، للوصول إلى البرلمان.

وجرت الانتخابات وفق قانون جديد على النظام النسبي، مع حق اختيار مرشح مفضل في اللائحة المقفلة، لكن في الدائرة المصغرة (القضاء)، بعدما اعتادوا الاقتراع وفق النظام الأكثري منذ ما قبل الاستقلال.

ومن المنتظر أن تفرز نتيجة الانتخابات ميزان قوى جديدا يرسم على مدار أربعة سنوات مقبلة طريقة تعامل لبنان مع عدد كبير من التحديات، أبرزها التعقيدات الإقليمية للقضية السورية، والتي تورط لبنان بها على أكثر من صعيد، أبرزها صعيد اللاجئين السوريين، وكذلك علاقة حزب الله بإيران، وتدهور علاقة لبنان بدول الخليج بسبب هذا الأمر.