«الغارديان»: «ترامب» استعان بشركة تجسس إسرائيلية لتشويه الاتفاق النووي

الثلاثاء 8 مايو 2018 10:05 ص

كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلا عن صحيفة «الأوبزرفر»، أن مساعدي الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، استعانوا بوكالة استخبارات إسرائيلية خاصة لتنظيم حملة «قذرة» ضد أفراد رئيسيين من إدارة «أوباما» ساعدوا في التفاوض بخصوص الصفقة النووية الإيرانية.

وقد اتصل أشخاص في معسكر «ترامب» بمحققين خاصين في مايو/أيار من العام الماضي للحصول على معلومات خاصة حول «بن رودس»، الذي كان أحد كبار مستشاري «باراك أوباما» للأمن القومي، و«كولين كاهل»، نائب مساعد «أوباما»، كجزء من محاولة مدروسة للتشكيك في الصفقة.

التنقيب عن أمور شخصية

وتأتي هذه الاكتشافات الاستثنائية قبل فترة قليلة من الموعد النهائي الذي قدمه «ترامب» إلى اليوم 8 أيار/مايو لإلغاء أو مواصلة الالتزام بالاتفاق الدولي الذي يحد من برنامج إيران النووي، ويكشف سعي «ترامب» لشن حملة قذرة على تراث «أوباما».

وقال «جاك سترو»، الذي كان مشاركا في جهود سابقة لتقييد الأسلحة الإيرانية بصفته وزيرا للخارجية أن «هذه مزاعم غير عادية وصادمة، ولكنها توضح أيضا مستوى عالٍ من اليأس من جانب ترامب وبنيامين نتنياهو، ليس لتشويه سمعة الصفقة بشكل رئيسي ولكن لتقويض سمعة من أبرموها».

وقال دبلوماسي بريطاني سابق رفيع المستوى يتمتع بخبرة واسعة في التفاوض على اتفاقات السلام الدولية، طالبا عدم الكشف عن هويته: «إنه لأمر شائن للغاية أن يفعل ذلك».

وقد وعد «ترامب»، «نتنياهو» بأن إيران لن تمتلك أسلحة نووية أبدا، وأشار إلى أن الإيرانيين اعتقدوا أنهم يستطيعون «فعل ما يريدون» منذ التفاوض على الاتفاق النووي في عام 2015.

وقال مصدر لديه تفاصيل عن «حملة الحيل القذرة»: «كانت الفكرة إن الأشخاص الذين يعملون لصالح ترامب سيشككون في أولئك الذين كانوا محوريين في إنجاز الصفقة، مما يسهل الانسحاب منها».

ووفقا للوثائق، فإن المحققين الذين تعاقدت معهم وكالة الاستخبارات الخاصة، تم إخبارهم بأن ينقبوا في الحياة الشخصية والمهنة السياسية لـ«رودس»، وهو نائب سابق لمستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، و «كاهل»، وهو مستشار أمن قومي لنائب الرئيس السابق «جو بايدن»، وقد كانوا يبحثون عن أي تورط شخصي مع جماعات الضغط الصديقة لإيران، وإذا كانوا قد استفادوا شخصيا أو سياسيا من اتفاق السلام.

كما يبدو أن المحققين طلب منهم الاتصال بأمريكيين إيرانيين بارزين بالإضافة إلى صحفيين مؤيدين للاتفاق -من صحف نيويورك تايمز، وذا أتلانتيك و موقع فوكس (VOX)، وصحيفة هآرتس الإسرائيلية- والذين كانوا على اتصال دائم مع «رودس» و«كاهل»، في محاولة لتحديد ما إذا كانوا قد انتهكوا أي بروتوكولات من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية الحساسة.

ويعتقد أنهم نظروا في التعليقات التي أدلى بها «رودس» في عام 2016 لصحيفة «نيويورك تايمز»، والتي اعترف فيها بالاعتماد على صحفيين عديمي الخبرة للتأثيرعلى الرأي العام لتأمين الصفقة.

ومن المفهوم أيضا أن حملة التشويه أرادت إثبات ما إذا كان «رودس» من بين أولئك الذين دعمو طلبا من مستشارة «أوباما» للأمن القومي «سوزان رايس»، لكشف هوية مسؤولي «ترامب» الانتقاليين الذين تم رصدهم وهم يتورطون مع عناصر أجنبية.

وعلى الرغم من تأكيد المصادر أن الاتصال وخطة الهجوم المبدئية، قد تم تقديمها إلى المحققين الخاصين من قبل ممثلي «ترامب»، فإنه ليس من الواضح مقدار العمل الذي تم تنفيذه فعليا، وإلى متى استمر أو ما ترتب على المعلومات التي اكتشفت.

من غير المعروف أيضا ما إذا كانت هذه العمليات السوداء تشكل فقط جزءا من تعاون أكبر بين «ترامب» و«نتنياهو» لتقويض الاتفاق أو ما إذا استهدف المحققون أفرادا آخرين مثل «جون كيري»، الموقّع الأمريكي الرئيسي على الصفقة.

وقال كل من «رودس» و«كاهل» إنهما ليس لديهما فكرة عن الحملة ضدهما، حيث قال «رودس»: «لم أكن على علم، وعلى الرغم من كون هذا محزنا إلا إنني لست مندهشا، وأود أن أقول إن التنقيب عن الحياة الشخصية لأشخاص بسبب أنهم كانوا ينفذون مسؤولياتهم المهنية في مناصبهم كمسؤولين في البيت الأبيض هو شيء سلطوي تقشعر له الأبدان».

الاتفاق النووي مهدد

وقد أشار «ترامب» مرارا وتكرارا إلى نيته في إلغاء الاتفاق الإيراني، واستنكره على أنه «أسوأ صفقة على الإطلاق»، وفي خطاب ألقاه في يناير/كانون الثاني، اتهم الرئيس الأمريكي سلفه بأنه «تقرب من النظام الإيراني من أجل المضيّ قدما في الصفقة النووية الإيرانية المعيبة بشكل كارثي».

واتهم «نتنياهو» إيران بمواصلة إخفاء وتوسيع نطاق أسلحتها النووية بعد صفقة عام 2015، وعرض ما زعم أنه «دليل جديد وقاطع» على الانتهاكات.

ومع ذلك، ردت القوى الأوروبية بما فيها بريطانيا بالقول بأن ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي تعزز الحاجة إلى الحفاظ على الاتفاق.

وفي الأسبوع الماضي، حث الأمين العام للأمم المتحدة «ترامب» على عدم التخلي عن الصفقة، محذرا من أن هناك خطرا حقيقيا من الحرب إذا لم يتم الحفاظ على اتفاقية 2015، وفي اليوم التالي، ظهرت تفاصيل عن بعض دبلوماسية الظل غير العادية التي قام بها «كيري»، حيث التقى بمسؤول إيراني رفيع المستوى في نيويورك لمناقشة كيفية الحفاظ على الصفقة.

هذه هي المرة الثانية خلال شهرين تقريبا التي يلتقي فيها «كيري» بوزير الخارجية «جواد ظريف» لوضع خطط على ما يبدو لإنقاذ اتفاق قضوا سنوات في التفاوض حوله خلال إدارة «أوباما».

وقال «سترو»، الذي كان وزيرا للخارجية بين عامي 2001 و 2006: «اتسمت الحملة ضد الاتفاقية النووية الإيرانية بسوء الاستغلال والمعلومات الخاطئة، وهذه الاتفاقية أفضل فرصة لضمان ألا تطوّر إيران برنامجا للأسلحة النووية أبدا، ومن الجنون الإشارة بأن التخلي عن الصفقة يمكن أن يفعل أي شيء عدا تهديد الأمن الدولي».

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

ترامب نتنياهو الاتفاق النووي إيران