أعلنت السفارة الإسرائيلية في مصر تنظيم احتفاليتها بمناسبة ذكرى مرور 70 عامًا على قيام ما يسمى بدولة (إسرائيل)، وهي الذكرى المعروفة بـ«النكبة» لدى العرب والفلسطينيين.

ونشرت صفحة «إسرائيل في مصر»، التابعة للخارجية الإسرائيلية، على «فيسبوك»، صورا لمنصة الاحتفال، وقد وضع عليها العلمين المصري والإسرائيلي متجاورين، فيما أظهرت صورة أخرى السفير الإسرائيلي في مصر «دافيد غوبرين» خلال كلمته.

وقالت الصفحة إن الاحتفالية أجريت «بمناسبة عيد الاستقلال الـ70 لدولة (إسرائيل) في فندق ريتز كارلتون في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية (وسط القاهرة)».

وحضر المراسم لفيف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلون للحكومة المصرية (لم تذكر أسماء أي منهم).

وقال السفير «غوبرين»، في الحفل، إن «الشراكة المتينة بين مصر و(إسرائيل) تشكل قدوة ومثال لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم اجمع حتى يومنا هذا».

وأضاف: «ومع ذلك نحن اليوم في أوجّ معركة السلام (..) هذه المعركة تستوجب التغيير الواسع في الوعي والإدراك، وتحتّم خلق جو يسوده التسامح والتعارف على الآخر والصبر».

وتابع: «لا شك في أن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة ومستمرة، لكنها ضرورية لجعل السلام ينتشر ليس فقط بين الحكومات بل يعمّ أيضا بين الشعوب».

واستطرد السفير الإسرائيلي: «نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لـ(إسرائيل): لا تعتبر عدوا بل شريك في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي».

وأشار إلى أنه «كان الاعتقاد يسود في الماضي أن التعاون في مجال معيّن يأتي بالضرورة لصالح طرف على حساب الطرف الثاني، لكن مع مرور الوقت أدركنا أنها ليست بالضرورة لعبة خاسرة، بل وجدنا في أوجه التعاون المختلفة ثمارا يربح منها الجميع».

ولفت «غوبرين» إلى أن اتفاقية الغاز (الموقعة بين القطاعين الخاصين في مصر وإسرائيل في فبراير/شباط الماضي) تخدم مصالح الطرفين وتشكل دليلا على هذه الثمار.

وختم حديثه بالقول: «يبقى الأمل أن تفتح الاتفاقية الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى».

وحسب المنشور، «استمتع الضيوف بعشاء إسرائيلي خاص، أعده الشيف شاؤول بن أديريت مع فريق طهاة الفندق».

 

 

ودفع دفء العلاقات بين مصر و(إسرائيل)، التي توطدت بعد وصول الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للحكم في 2014، إلى إعادة تنظيم (تل أبيب) مناسبات رسمية من جديد، في قلب القاهرة.

وقامت السفارة بتوزيع مئات الدعوات على وزراء وبرلمانيين ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وصحفيين مصريين لحضور الحفل، بأحد الفنادق الفاخرة في قلب القاهرة.

ونشرت مجلة «روز اليوسف» المصرية، صورة للدعوة التي وزعتها السفارة الإسرائيلية يظهر خلالها موعد ومكان إقامة الاحتفال.

ورغم توقيع مصر و(إسرائيل) على اتفاقية سلام في العام 1979، بعد 3 حروب خاضها الجانبان، إلا أن العلاقات على المستوى الرسمي ظلت تدار من خلف الكواليس، مراعاة لمشاعر غضب في الأوساط الشعبية في مصر تجاه (تل أبيب).

لكن منذ قدوم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للحكم في يونيو/حزيران 2014، تعززت العلاقات بشكل غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب، وبشكل علني، وهو الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، بعلاقات تحولت من «العداء» إلى «التحالف»، بينما وصفت تعليقات في الصحف العبرية الرئيس المصري بـ«الكنز الاستراتيجي» و«الهدية» لدولتهم المزعومة.