قال الصحفي المصري المعتقل «حمدي مختار علي» في رسالة كتبها من داخل محبسه بسجن «طرة»، جنوبي القاهرة، بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة» الذي يحل كل عام 3 مايو/آيار، إن «السلطات المصرية تحتفل بنا، لكن على طريقتها الخاصة».

وانتقد مراسل صحيفة «الحياة»، الشهير بـ«حمدي الزعيم»، استمرار حبسه للعام الثاني على التوالي باتهامات فضفاضة، دون دليل أو قرينة، قائلا: إن «الحبس الاحتياطي في مصر تحول من مجرد تدبير مؤقت ليكون عقوبة بلا حكم»، مضيفا: «ندور في حلقة مفرغة من تجديد أوامر الحبس».

واعتقل «الزعيم» مع صحفيين آخرين، بمحيط نقابة الصحفيين، وسط القاهرة، 26 سبتمبر/أيلول 2016، أثناء تصويرهم لتقرير صحفي.

ووجهت النيابة للصحفيين الثلاثة اتهامات بـ«الانضمام لجماعة إرهابية» و«الترويج لأخبار كاذبة» و«الإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي» و«الدعوة للتظاهر دون ترخيص».

وفي 10 يناير/كانون الثاني 2017، أحالت نيابة وسط القاهرة القضية إلى نيابة أمن الدولة لاستكمال التحقيقات بها، واستمر حبس الصحفيين احتياطيًا لمدة 19 شهرًا حتى الآن، دون إحالتهم للمحاكمة.

وأضاف: «لا زلت أتذكر الثالث من مايو/آيار من عام 2017، فى هذا اليوم احتفلت السلطات فيه بتجديد حبسي، ويأتي هذا العام أيضا ويتم تجديد حبسي قبل الثالث من مايو بنحو يومين».

وتابع: «هنا حيث يتجمع الزملاء من حملة الكاميرا والقلم، التهمة واحدة والسبب أيضا واحد أنك تعمل بالحقل الصحفي».

وانتقد «الزعيم»، حملات التخوين لزميل الزنزانة «محمود شوكان»، الفائز بجازة «يونسكو» لحرية الصحافة 2018، قبل أيام، قائلا: «منذ القبض علي وجدت تخاذل من بعض المحسوبين على مهنة الصحافة، وهو ما أدى إلى أن تدور الدائرة عليهم، والآن هم معنا داخل السجون لم يشفع لهم ما قدموا من تنازل عن نصرة زملائهم».

واختتم رسالته التي نشرها موقع «مدى مصر»، بالقول: «في اليوم العالمي لحرية الصحافة نتقدم لكل زملاء العمل الصحفى من حملة الكاميرا والقلم، إلى كل الزملاء القابعين داخل السجون دفاعًا عن مهنتهم. كل عام وأنتم بخير، ثابتين على موقفكم مدافعين عن مهنتكم، واثقين من يوما تكون حرية مهنتنا الموجودة حقيقة واقعة شاء من شاء وأبى من أبى».

وفي 29 أبريل/نيسان الماضي قررت الدائرة 167 جنايات القاهرة، المنعقد بزينهم، إخلاء سبيل «حمدي الزعيم» وآخرين بتدابير احترازية، ثم في اليوم التالي قبلت الدائرة 15 جنايات القاهرة، استئناف النيابة على قرار الإخلاء، كما أمرت باستمرار حبسهم 45 يومًا.

وتحتل مصر المرتبة 161 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2017 الصادر عن «مراسلون بلا حدود».

كما تحل مصر في المركز الثالث في حبس الصحفيين، ومعظم الصحفيين السجناء في مصر يعانون من ظروف صحية سيئة، وفق تقارير حقوقية.