«فورين بوليسي»: قرار «ترامب» لن يمنع امتلاك إيران للسلاح النووي

الأربعاء 9 مايو 2018 08:05 ص

ناقشت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية قرار الرئيس «دونالد ترامب» الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، معتبرة أن هذا القرار لن يدفع طهران للتخلي عن طموحاتها في امتلاك السلاح النووي.

وقال الأكاديمي الأمريكي «ستيفن وولت» في مقالة نشرتها المجلة: «أخيرا خنع ترامب لأنانيته، والحسد النكد لباراك أوباما والداعمين المتشددين له والمستشارين الصقور الجدد له وفوق كل هذا جهله وخرج من خطة العمل الشاملة للفعل».

وتابع: «سيكون قراره مع قرارات أخرى الأكثر تأثيرا ومهزلة في السياسة الخارجية. ولابد من معرفة أين سنذهب من هنا، فقرار ترامب لا يهدف لمنع إيران الحصول على السلاح النووي، فلو كان هذا غرضه لحافظ على الاتفاقية النووية التي شهد الجميع أنها منعت إيران من مواصلة طموحاتها النووية».

واعتبر «وولت» أن «الولايات المتحدة هي الطرف الذي فشل بالوفاء بتعهداته.. ولا يهدف ترامب من تمزيق الإتفاقية لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة ودعم بشار الأسد وحزب الله، فلو كان هذا ما يريده لحافظ على الإتفاقية التي تمنعها من الحصول على السلاح النووي ولتعاون مع بقية الدول للضغط عليها».

ومضى بالقول: «لن يستطيع ترامب جمع التحالف الدولي نفسه الذي دعم الاتفاقية بل لن يدفع إيران للتفاوض بعد اكتشافها أنه لا يمكن الوثوق بواشنطن».

وأكد الأكاديمي الأمريكي أن «الهدف هو إرضاء (إسرائيل)، والجناح المتطرف من اللوبي الإسرائيلي- إيباك ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والصقور الذين يمثلهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو».

وأردف: «وهؤلاء يخافون مع حلفاء أمريكا في المنطقة من الاعتراف يوما ما بإيران ومنحها مستوى من التأثير. فليس التسيد الإقليمي هو الذي تريده إيران ولكن الاعتراف بأن لها مصالح إقليمية يجب التعامل معها. وهذا أمر بغيض على الصقور الذين يريدون الحفاظ على عزلة إيران ونبذها للأبد».

وأضاف «وولت» أن «الصقور يرون أن هناك طريقين لتغيير النظام في إيران. الأول من خلال ممارسة الضغط على إيران على أمل حدوث انتفاضة شعبية تطيح بحكم الملالي. أما الثاني فهو دفع إيران لاستئناف برامجها النووية وهو ما يعطي واشنطن المبرر لشن هجوم عسكري عليها».

وتابع: «بالنسبة للخيار الأول فهو مجرد تعلل بالأماني، فقد استمر الحصار على كوبا مدة 50 عاما ولم ينهار نظام فيديل كاسترو. ولم يؤد حصار استمر ستة عقود أو يزيد على كوريا الشمالية لانهيار النظام فيها كما ولم يمنعها من مواصلة البحث عن السلاح النووي».

وكشف أن «الصقور شعروا بالجذل قبل أشهر عندما اجتاحت إيران تظاهرات وتوقعوا انهيار النظام»، مضيفا: «أمريكا شهدت تظاهرات أوسع منذ وصول ترامب للحكم فهل يعني هذا تغييرا قريبا للنظام في البلاد».

وأشار الأكاديمي الأمريكي إلى أنه «في الوقت الذي تساعد العقوبات على دفع المعارضين للتفاوض وتغيير مواقفهم لكن الخروج من الإتفاقية النووية لن يركع إيران. وحتى لو حصل تغيير في النظام فلن يحصل استقرار في إيران».

واعتبر أن «خيار المواجهة الذي يقوم على فرضية توجيه ضربة عسكرية على طريقة صقور بوش (الصدمة والترويع) على أمل دفع الإيرانيين للانتفاضة والتخلص من حكامهم، فهذا سيناريو مضحك، ففي اللحظة التي تغير فيها الطائرات الأمريكية والإسرائيلية على إيران فسيكون رد فعل السكان هو دعم حكامهم والتعبير عن حس الولاء للوطن».

وأكد أن «الغارات الإسرائيلية أو الأمريكية لن توقف طموحات إيران النووية وربما أخرتها لعام أو عامين. بل ستقنع كل إيراني بضرورة تأمين سلاح ردع، تماما كما فعلت كوريا الشمالية. ولو اندلعت حرب إقليمية وخسرت فيها أرواح وبذرت فيها أموال فسيتحمل مسؤوليتها ساكن المكتب البيضاوي، ولن يستطيع إخفاء الحقيقة من خلال حرف اللوم على الآخرين او كتابة تغريدات على التويتر».

وأوضح «وولت»أن «ترامب لا يقدم سياسة خارجية منضبطة كما وعد ناخبيه عام 2016 ولا يقوم بتصحيح أخطاء سلفه الكثيرة بل ويجرنا ترامب إلى السياسة الخارجية الساذجة غير الواقعية وغير المقنعة التي تبناها جورج دبليو بوش في ولايته الأولى».

المصدر | الخليج الجديد + فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

فورين بوليسي ترامب الاتفاق النووي السلاح النووي العلاقات الإيرانية الأمريكية