ما إن حصل على الوظيفة الجديدة، حتى كوفئ على نهاية خدمته لدى الهيئة الإماراتية بالاعتقال والتعذيب والصعق ثم الاتهام بالتجسس والعمالة.

إنه المستشار والمدرب في هيئة المواصلات العامة الإماراتية «نعيم عباس» أسترالي الجنسية الذي لم تشفع له سنوات عمره الـ63، أو خدمته التي قاربت على 10 سنوات في هيئة المواصلات العامة منذ 2009 في النجاة من السلطات الإماراتية.

ووفقا لبيان صحفي للحملة الدولية للحريات في الإمارات «ICF UAE» (مقرها بريطانيا)، فقد قامت سلطات الإمارات بتعذيب المواطن الأسترالي «عباس» بعد أن عمل كمستشار ومدرب في هيئة المواصلات العامة منذ 2009، وعندما تقدم إلى وظيفة في قطر للعمل مع هيئة الطرق والمرور في قطر، وقبل الوظيفة لاحقته سلطات الإمارات وألقت القبض عليه بتهمة التجسس في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2017.

وأضافت الحملة الدولية أن سلطات الإمارات مارست التعذيب الوحشي بحق «نعيم عباس» خلال احتجازه في أحد السجون الإماراتية، واستخدمت معه كافة الوسائل غير الإنسانية من تهديد بالصعق بالكهرباء والضرب والصفع وتوجيه الإهانات بشكل متعمد على أيدي مسؤولي الأمن الإماراتيين.

كما كشف البيان تفاصيل وظروف اعتقال السائق الأسترالي فأوضحت أن السائق تم اعتقاله عقب حصوله على موافقة بالعمل في نفس مهنته كسائق مع هيئة المرور والطرق في قطر في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، واحتجز في أحد مراكز الاعتقال وتعرض للضرب والتعذيب والصفع ووضعه على كرسي كهربائي طوال ليلتين دون حركة داخل زنزانته، كما تعرض للإهانات اللفظية والتعذيب الجسدي من قبل حراس السجن على مدار عدة أيام على أيدي ضابط بعينه.

وفي أول رد فعل من قبل الحكومة الأسترالية، ذكرت وزيرة الخارجية الأسترالية «جوليا بيشوب» أن بلادها طلبت بشكل رسمي بحث قضية المواطن الأسترالي المعتقل في سجون الإمارات الذي تعرض للتعذيب مع المسؤولين الإماراتيين.

وكانت مجموعة من موظفي القنصلية الأسترالية في الإمارات التقت السائق «عباس» للوقوف على حالته، وكشف لهم ما تعرض له من تعذيب على أيدي سلطات الإمارات.

ووثقت القنصلية واقعتين بالتعذيب والاعتداء الجسدي على «عباس» داخل السجن، ورفعت القنصلية مذكرة عاجلة إلى وزيرة الخارجية الأسترالية.

وتواجه الإمارات انتقادات حقوقية حادة، حيث يتزامن البيان الأخير مع توقيع 235 ألف شخص على عريضة عبر الإنترنت للضغط على سلطات الإمارات للإفراج عن مدرس كمبيوتر بريطاني محتجز تعسفيا في الإمارات وفق قانون الجرائم الإلكترونية.

ووجهت والدة البريطاني «كريستيان ويلكي»، «برايت ساميتر»، نداء إلى السلطات الإماراتية للإفراج عن ولدها المحتجز في سجن العين في الإمارات منذ 6 أشهر، وذلك بتهمة إرسال برقية مشاركة على تعليق على حسابه على «فيسبوك» على الإنترنت بطريق الخطأ.

وأطلقت والدة البريطاني عريضة عبر الإنترنت لجمع توقيعات للضغط على سلطات الإمارات للإفراج عن ابنها، ودعت جميع البريطانيين إلى توجيه نداء إلى وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» للتواصل مع سلطات الإمارات للإفراج عن ابنها من سجن العين الإماراتي.