«جيوبوليتيكال فيوتشرز»: إيران و(إسرائيل).. التصعيد لا يعني الحرب

الخميس 10 مايو 2018 10:05 ص

تستعد (إسرائيل) وإيران للأسوأ منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أن الولايات المتحدة سوف تلغى الصفقة النووية الإيرانية.

وفي منتصف ليل 8 مايو/أيار تصاعدت الأعمال العدائية بعد أن أطلقت إيران ما يصل إلى 50 صاروخا (هناك اختلاف في التقديرات العددية) على مرتفعات الجولان في حين ردت (إسرائيل) بعملية جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في سوريا.

ووفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الصواريخ تسببت في «ضرر محدود» بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، ولكنها لم تسبب أي خسائر بشرية. واتهمت (إسرائيل) فيلق القدس التابع للحرس الثوري بالمسؤولية عن الهجوم.

ولكن هذا ليس اندلاعا للحرب، حيث تبقى الأمور قيد السيطرة لكن كلا الجانبين في حالة تأهب، مع تزايد وتيرة عدم الاستقرار بشكل ملحوظ.

وسبق أن تم اختراق أجواء الجولان عبر سوريا في أكثر من مناسبة خلال الحرب السورية. واتهمت (إسرائيل) إيران بانتهاك مجالها الجوي بطائرة بدون طيار في وقت سابق من هذا العام. لكن هذه هي المرة الأولى منذ الحرب الأهلية السورية التي تتهم فيها (إسرائيل) إيران بشن هجمات فعلية على أراض تسيطر عليها.

ولكن هذا ليس اندلاعا للحرب. إن عشرين صاروخا لا يمثل استجابة إيرانية ساحقة، وهي لا تكفي لتشبع أنظمة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية وإحداث أضرار حقيقية.

وتبقى حقيقة أن سلاح إيران الأكثر فتكا، حزب الله، لم يشارك في الهجوم دليلا واضحا على عدم رغبة طهران في تصعيد كبير. فإذا كانت إيران تريد شن حرب، فإنها ستفعل ذلك عبر وكلائها، وسيقدر عدد الصواريخ المطلقة حينها بالآلاف.

ولكن هذا لا يعني أن ذروة العنف قد انتهت بالضرورة. وعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» من روسيا في 9 مايو/أيار ليؤكد أن روسيا ستعرقل أي رد إسرائيلي في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك (إسرائيل) أو حزب الله ليسا في وضع جيد الآن، وهما يأملان أن بعض الضربات المحدودة سوف تكون كافية لحفظ ماء الوجه دون خطر الانجرار لحرب شاملة.

ومع ذلك، فكلما زادت (إسرائيل) من استهدافها لأصول حزب الله وإيران كلما كانت إيران مضطرة للرد بشكل أكبر. ولا يتطلب الأمر أكثر من سوء تقدير واحد مثل قائد محلي يطلق صاروخا بعيد المدى على تل أبيب، لتحفيز متوالية أحداث ربما تقود إلى الحرب.

لكن في الوقت الحالي لا يزال الجانبان في حالة تأهب مشددة، مع أعمال عدائية محدودة ومركزة. ويعد إطلاق صواريخ إيرانية مباشرة على (إسرائيل) للمرة الأولى عنوانا جيدا وسترد (إسرائيل) على طريقتها، ولكن ذلك لا يعني أن الأمور في طريقها لتصعيد أكبر.

المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز

  كلمات مفتاحية

إيران (إسرائيل) سوريا حزب الله الجولان