أوضح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الخميس، لنظيره الإيراني «محمد حسن روحاني» موقف تركيا من قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وأبلغه أنها تعتبر القرار خاطئاً.

وأكّد «أردوغان»، في اتصال هاتفي، لنظيره الإيراني، أنّ أنقرة تدعم الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم بين إيران ودول (5+1)، بحسب مصادر في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.

وإلى جانب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تناول «أردوغان» و«روحاني»، كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية القائمة بين بلديهما.

والأربعاء، قال الرئيس التركي إن الولايات المتحدة ستكون الخاسرة بعد أن انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، واصفا هذا القرار بالخاطئ الذي ستترتب عليه آثار سلبية على المنطقة والعالم.

وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأمريكية قال الرئيس التركي إن كثيراً من البلدان ستنزعج من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، متسائلاً: «لماذا نفتح المجال أمام خلق أزمات جديدة؟»، لافتا إلى أن أمريكا ستكون الخاسرة لأنها لم تلتزم باتفاقية أبرمتها، مشدداً على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات لأنه لا يمكن تعطيل أو إبرام الاتفاقيات الدولية حسب الأهواء، «هذا أمر غير مقبول».

أمر مثير للقلق

في السياق ذاته، قال متحدث الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران من جانب واحد، أمر مثير للقلق، مشيراً إلى أن إلغاء اتفاقية أبرمت نتيجة مباحثات مطولة ومبادرات دبلوماسية، من جانب واحد، يزعزع مصداقية الولايات المتحدة.

وشدد على أن بلاده لا تريد لأي دولة في المنطقة أن تمتلك السلاح النووي، وأولويتها هي تطهير المنطقة برمتها من هذا السلاح.

واعتبر «قالن» أن قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، يحمل معه خطر حدوث عدم الاستقرار، ونشوب توترات وصراعات جديدة في المنطقة.

خطوة خاطئة

ووصف المتحدث باسم الحكومة التركية «بكير بوزداغ» إعلان «ترامب» الانسحاب من الاتفاق بـ«الخطوة الخاطئة»، قائلاً إن «ترامب سيدرك الخطأ الذي ارتكبه خلال فترة قصيرة»، مشيراً إلى أنه من غير الممكن لواشنطن جني نتائج صحيحة عبر الإقدام على خطوات خاطئة.

وأضاف «بوزداغ»، في مقابلة تليفزيونية الأربعاء، أنه من الواضح أن الإدارة الأمريكية تبنت سياسة جديدة حيال الملف الإيراني، وقررت تفعيل خطة جديدة مكونة من مرحلتين، الأولى هي الانسحاب من الاتفاقية النووية، والثانية تتمثل في فرض عقوبات على طهران.

خطوة مؤسفة

وكانت الخارجية التركية اعتبرت في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران «خطوة مؤسفة».

وقال البيان إن «التقرير الدوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد أن إيران تتصرف وفقاً للاتفاق، ونعتبر اتخاذ الولايات المتحدة قراراً بالانسحاب من الاتفاق خطوة مؤسفة».

تطورات سيئة

ورأى وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك «عمر تشيليك» أن قرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق «ينطوي على مقاربة ستفتح الباب أمام تطورات سيئة للغاية».

واعتبر «تشيليك» في بيان الأربعاء أن المساعي الرامية للإضرار بذلك الاتفاق خاطئة للغاية، مشيراً إلى أن «الاتفاق النووي مع إيران يشكل أرضية مهمة، وأن تقارير هيئة الطاقة النووية الدولية تؤكد التزام طهران ببنود الاتفاق، ومن ثم فإن انسحاب واشنطن لا يخدم المشهد العام».