قالت هيئة الانتخابات التونسية إنها أحالت إلى القضاء مقطع فيديو مثير للجدل يظهر فيه نجل رئيس البلاد المدير التنفيذي لحزب «نداء تونس»، «حافظ الباجي قائد السبسي»، في يوم الانتخابات، وهو يحث الناخبين على التصويت.

وأشارت إلى أن هذا المقطع يعد خرقا للصمت الانتخابي، وقد يترتب عليه خسارة «نداء تونس» لبعض المقاعد في الانتخابات البلدية الأخيرة.

وأكد عضو الهيئة، «رياض بوحوش»، إحالة مقطع الفيديو إلى القضاء.

وأضاف: «لقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص هذا الفيديو الذي فيه خرقا للصمت الانتخابي وتمت إحالته إلى القضاء».

كما أشار، في تصريح إذاعي، إلى أن أكثر من 90% من الأطراف السياسية المشاركة في الانتخابات لديها تجاوزات تتعلق بخرق الصمت الانتخابي، وتجاوز سقف التمويل الانتخابي، لافتا إلى احتمال إسقاط بعض قوائمها أو اللجوء إلى القضاء لاتخاذ ما يراه مناسبا.

كان «نداء تونس» نشر عبر صفحته على «فيسبوك»، فيديو لـ«حافظ قائد السبسي»، قبل 4 ساعات من انتهاء التصويت في الانتخابات البلدية؛ حث فيه التونسيين إلى النزول للمشاركة في التصويت.

وقال نجل الرئيس التونسي في المقطع: «مشروعنا الوطني أصبح مهددا، وما يحدث الآن يخدم المشروع المعادي (في إشارة للشمروع الإسلامي)، والتوازن السياسي أصبح مهددا، وخلال الساعات نستطيع تغيير أشياء كثيرة».

ووفقا لوسائل إعلام تونسية، أثار المقطع امتعاضا واسعا لدى عدد كبير من السياسيين والناشطين، الذين اعتبروه  «يخرق الصمت الانتخابي»، ودعوا هيئة الانتخابات إلى اتخاذ إجراءات «عقابية» ضد حزب «نداء تونس».

وفي الانتخابات البلدية التونسية، التي جرت الأحد الماضي، تصدرت القوائم المستقلة النتائج بنسبة 32.9%، وحل حزب «حركة النهضة» (إسلامي ديمقراطي) ثانيا بنسبة 29.68%، ثم حزب «نداء تونس» (وسطي ليبرالي) ثالثا بـ22.17%.

و«حركة النهضة» و«نداء تونس» شريكان في حكومة الوحدة الوطنية.

ويأمل التونسيون أن تساهم المجالس البلدية المنتخبة في تعزيز المسار الديمقراطي وتحسن الخدمات والبنى التحتية المتردية.

ويُنظر إلى تونس على أنها النموذج الوحيد الناجح في ثورات الربيع العربي، التي انطلقت من هذا البلد أواخر 2010، وأطاحت بنظامه الحاكم وأنظمة حاكمة في مصر وليبيا واليمن.