تركيا تحذر من تراجع دول عربية وإسلامية عن نصرة القدس

السبت 12 مايو 2018 11:05 ص

حذرت تركيا من وجود تراجع وتردد في العالم الإسلامي، «وخاصة داخل جامعة الدول العربية»، فيما يخص قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

وقال وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، في كلمة ألقاها، السبت، في ملتقى الصحفيين العرب بمدينة إسطنبول: «إن تركيا لن تلتزم الصمت، وستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية حتى لو سكت الجميع حيال قضية القدس وأحجموا عن نصرة فلسطين».

وأضاف تعليقا على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس: إن «قرار الولايات المتحدة خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله».

وتابع «لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد، وخاصة جامعة الدول العربية».

وأضاف «نلاحظ تراجعاً في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية جراء تخوّفات من الولايات المتحدة».

واعتبر «جاويش أوغلو» أن «هذا خطأ فادح جداً لن يصفح عنه التاريخ والأمة، وعلى هذه الدول ألا تمارس ضغوطاً على الأردن وفلسطين».

وتأتي تصريحات «جاويش أوغلو» مع قرب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث حددت واشنطن يوم الإثنين الموافق 14 مايو/أيار الجاري موعدا لذلك.

والجمعة، قال الإعلامي والباحث بمركز «بيغن» للدراسات، «إيدي كوهين» إن شخصيات عربية وخليجية ستشارك في احتفال نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى مدينة القدس المحتلة، والمزمع إقامته، منتصف مايو/أيار الجاري.

وتعهد «إيكوهين» بنشر أسماء «الضيوف العرب والخليجيين» الحاضرين للحفل وصورهم.

وغرد «كوهين» عبر حسابه بـ«تويتر»، ناقلا عن ما وصفه بمصدر إسرائيلي نافذ جداً، قائلا: «شخصيات عربية وخليجية سوف تشارك في حفل نقل السفارة.. تفاصيل وأسماء وصور بالقريب العاجل نوافيكم بها من حقكم الاطلاع والتصفيق لنا بحرارة».

وتواصلت، خلال الأيام القليلة الماضية، الاستعدادات لافتتاح سفارة واشنطن بالقدس، الإثنين المقبل، بالتزامن مع  الذكرى الـ70 لقيام ما يعرف بدولة (إسرائيل) في 14 مايو/آيار 1948، أو «النكبة» لدى الفلسطينيين والعرب.

وأعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتبار القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها؛ ما أشعل غضبًا في الأراضي الفلسطينية، وتنديدًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا واسعا.

التطورات في اليمن

وفيما يتعلق بالتطورات في اليمن، قال «جاويش أوغلو»، إن أوضاع هذا البلد مأساوية جدا، وينبغي في أقرب وقت استئناف المباحثات من أجل وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحل السياسي.

وبين أن من أولويات السياسة الخارجية التركية المساهمة في حل أزمة اليمن.

وعلى صعيد آخر، أوضح أن تركيا تتابع أيضا التطورات في ليبيا، وتدعم وتشجّع جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة هناك.

أما بالنسبة إلى الأزمة السورية، فأكد وزير الخارجية التركي على ضرورة حلها من أجل القضاء على الإرهاب بالكامل، وتحقيق الاستقرار وإنهاء الفوضى والحرب.

ولفت إلى أن أنقرة تولي أهمية كبيرة للحل السياسي في سوريا، وتساهم بشكل كبير من أجل تحقيقه في مختلف المسارات، مثل أستانة وسوتشي وجنيف.

وأوضح أنه قد يكون لدى بعض الدول واللاعبين أجندة مختلفة بشأن سوريا، إلا أن الأجندة الوحيدة بالنسبة لتركيا هي الحفاظ على وحدة هذا البلد وأمنه واستقراره.

وقال إن هذه الرؤية تشمل أيضًا العراق، معربًا عن أمله في أن تحقق الانتخابات البرلمانية الحالية (انطلقت صباح اليوم السبت) الاستقرار لهذا البلد.

وأضاف: «نعتقد أنه من الضروري تجاوز هذه المشاكل بين الأخوة في المنطقة خلال أقرب وقت».

الأزمة الخليجية

من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية التركي أن تأثير الأزمة الخليجية، على سبيل المثال، لا يقتصر على البلدان الـ5 المعنية، وإنما يطال الدول العربية والإسلامية ويزعجها.

وأفاد أن ثمة أخطاء أخرى وقعت على خلفية تلك الأزمة، مثل ممارسة ضغوط على دول أخرى لإجبارها على الوقوف في صف معين، وكذلك جعل بعض الدول مثل الصومال في موقف صعب.

وشدد على أن استغلال الدول التي تعاني من أوضاع صعبة لتحقيق أهداف سياسية أو إجبارها على الوقوف في صف ما، ليس موقفا عادلا أو إنسانيا.

ودعا إلى حل الأزمات عبر التشاور بين الأشقاء، بدلا من اللجوء إلى حلول مفروضة من دول خارج المنطقة.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

  كلمات مفتاحية

تركيا القدس نقل السفارة الأمريكية الأزمة الخليجية جامعة الدول العربية

تركيا تنقل مجزرة (إسرائيل) في غزة إلى أجندة المجلس الأوروبي

«العوضي»: تركيا تتطهر من علاقتها بـ(إسرائيل) ودول تتدنس بالتطبيع

وزير فلسطيني يدعو السياح المسلمين للتدفق نحو القدس