«يوسف ندا» يكشف عن اتصالات عدة للمصالحة مع «الإخوان»

السبت 12 مايو 2018 12:05 م

كشف مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة «الإخوان المسلمون»، «يوسف ندا»، عن تلقيه اتصالات في سنوات 2014، و2016 و2017، تتناول إمكانية المصالحة بين الجماعة والنظام المصري.

ورفض «ندا»، الكشف عن تفاصيل أو أسماء من تواصل معه، إلا أنه شدد على بدءه مباحثات واجتماعات، واستعداده لبدء ذلك (مجددا) إذا أتيحت له الفرصة، وفقا لما نقلته عنه وكالة «الأناضول».

قادة بالجيش

وأشار إلى أنه تلقى اتصالا في 2014 من أناس قال إنهم «يشغلون مناصب مرموقة في الجيش المصري، وكذلك اتصال من وزير لفترة طويلة (لم يسمه) قال لي إنك تحاول أن تقيم السلام في كل مكان في العالم، لماذا تنسى بلدك؟، يجب أن تأتي وتحاول إيجاد طريقة، أنت من جماعة الإخوان والمشكلة الآن تخص الجماعة».

«ندا» الذي بدا مرحبا بلعب دور وساطة لمصلحة بلاده مصر، أكد أن الجماعة «تضحي بوقتها وحياتها في صالح البلاد وليس النظام».

وأوضح أن الإخوان مستعدون لإقرار مصالحة مشروطة، كما قال أكثر من مسؤول بالجماعة ذلك، ردا على سؤال بشأن مبادرة القيادي السابق بالجماعة «كمال الهلباوي» التي طرحت الشهر الماضي، لحل الأزمة السياسية بمصر.

استعداد

وقال «ندا» «(نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين) إبراهيم منير، والإخوة القدامى المسؤولون، قالوا مرارا إننا مستعدون ولسنا منغلقين (للتجاوب مع تلك الدعوات) (..) إذا كان الله سبحانه وتعالى أجرى حوارا مع الشيطان، كما تعلمنا ذلك في القرآن، فلماذا لا نجري حوارا؟».

ونهاية الشهر الماضي، قال «منير» في مقابلة مع قناة «الجزيرة مباشر»، إن الجماعة مستعدة للتفاوض مع النظام بثلاثة شروط، هي أن يكون الحوار مع شخص «مسؤول وليس سفيرا»، وأن يشمل الحوار جميع الرافضين لـ«السيسي»، وأن يسبق الحوار إطلاق سراح «السجناء السياسيين»، وبينهم الرئيس الأسبق «محمد مرسي».

وأشار «ندا»، إلى رفضه أن يقابل سفير مصر في بيرن، بناء على اتصال من مصدر مصري (لم يسمه)، وقال: «طلب مني أن أطرح ما أرى على السفير المصري في بيرن (لم يسمه) وهو سيقدم تقريرا بكل ما تريد»، مؤكدا أن هذا (أي السفير) ليس مستواه/مؤهلا للوساطة.

رسائل

وكشف عن اتصالات أجريت معه وأرسلت له رسائل بشأن الأزمة المصرية في 2016 و2017، وتم إعلان هذه الرسائل، وأغلبها يتحدث عن رفض الأوضاع القائمة بمصر وتدعو لإيجاد حل.

ولفت إلى أن إحدى الرسائل من ضباط (لم يسمهم)، تتحدث عن أخطاء الإخوان عندما كانوا في السلطة، مؤكدا أن هناك بعض الأخطاء لا يمكن إنكارها، ولكن هذا لا يسمح بإسقاط رئيس أو تشكيل حكومة ودستور جديدين، وإلغاء إرادة الأمة.

وأوضح «ندا»، أنه بعد هذه الرسائل من الضباط، لم يحدث أي تواصل بينه وبين هذه المجموعة، وسمع بعد ذلك أن (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) «أقال بعض الشخصيات من المخابرات وأعاد هيكلة أجهزة الاستخبارات بالبلاد».

وأضاف: «نحن منفتحون، وعلينا أن نرى ما هي الفائدة، ليس فقط لصالح الإخوان المسلمين ولكن الفائدة التي يمكن أن تعود لصالح بلاد المسلمين في كل مكان، لأن ما يجري في كل مكان الآن يلحق أضرارا بالمستقبل، ليس فقط في مصر ولكن في كل المنطقة».

وتابع المفاوض السابق الأبرز لجماعة الإخوان: «لا أستطيع التوقف عن محاولة إقرار السلام، ليس فقط في منطقتنا، فقد اعتدت على التوسط لإقرار السلام بين دول، وتاريخي معروف جيدا في هذا الأمر».

وتساءل: «كيف أتوقف عن مهمة فرضها الله علينا؟ وهي أن نحقق السلام فيما بيننا، بين المسلمين في المقام الأول، وبعد ذلك يمكننا أن نقوم بذلك بالتوازي بين جميع البشر، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين».

لا استسلام

ومضى قائلا: «مستعدون ومنفتحون للتعامل مع أي شخص، ولكن بطبيعة الحال لا يعني ذلك أن علينا الاستسلام».

وتمسك «ندا» بأهمية إعادة «مرسي» للحكم، لأنه لم يفرض نفسه على الشعب المصري، ولم يقم بتزوير الانتخابات، ولم يتحكم في القضاء بالبلاد.

وتابع أن الانتخابات التي أسفرت عن فوزه برئاسة مصر عام 2012 «كانت حرة ونتائجها صحيحة، وبالتالي لا يمكن إجباره على الإقالة من منصبه».

وعن رؤيته للمشهد المصري الحالي، رأى «ندا» أن «مستقبل البلاد وحاضرها تحاصره الديون، والفقر يواجه الشعب»، معتبرا أنه «لا مستقبل أمام الاقتصاد المصري».

تيران وصنافير

ووجه انتقادات للسلطات المصرية بشأن اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية التي أقرت بين عامي 2016 و2017، بالتنازل للرياض عن السيادة المصرية على جزيرتي «تيران وصنافير» في خليج العقبة، واعتبر إياها «بيعا للميراث المصري الجغرافي».

وعُرف تاريخ «ندا» (87 عاما) بلعب دور الوساطة قبل نحو 25 عاما بالقرن الفائت، لا سيما بين السعودية واليمن، والسعودية وإيران، والحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ، وله صداقات مع رؤساء ومسؤولين عرب سابقين.

وعلى مدى أكثر من 4 سنوات، تبنت أطراف عدة، بينهم مفكرون مصريون وأحزاب ودبلوماسيون غريبون، مبادرات لتسوية سياسية تنهي حالة الانقسام المجتمعي في البلاد، وتقود إلى مصالحة شاملة، لكن دون جدوى.

وما لبثت أن تراجعت تلك الفعاليات في السنوات الأخيرة مع انتخاب «السيسي» للمرة الثانية رئيسا للبلاد حتى 2022.

وكرر «السيسي»، أكثر من مرة، بأن قرار الحوار مع الإخوان «بيد الشعب»، ويعيب عليهم عدم القبول بانتخابات رئاسية مبكرة كانت مطروحة قبيل الإطاحة بـ«مرسي».

بينما يقول الإخوان إنهم يواجهون محاكمات بحق آلاف من قياداتهم وكوادرهم، ويرفضون الأحكام الصادرة ضدهم.

وأعلنت الحكومة المصرية، في ديسمبر/كانون الأول 2013، «الإخوان المسلمون» جماعة «إرهابية»، وذلك بعد الانقلاب على «مرسي» منتصف 2013، بقيادة «السيسي»، الذي كان حينها وزيرا للدفاع وقائدا للجيش.

وقبل أيام، صادق «السيسي»، على قانون «تنظيم إجراءات التحفظ والحصر واﻹدارة والتصرف في أموال الجماعات اﻹرهابية واﻹرهابيين»، الذي يستهدف مصادرة أموال جماعة «الإخوان» ومعارضي الانقلاب العسكري في البلاد.

  كلمات مفتاحية

يوسف ندا مصالحة الإخوان تيران وصنافير السلام الجيش المصري مباحثات السيسي مرسي