سقطرى والقدس.. تركيا تتخلى عن صمتها وتنتقد الإمارات

الأحد 13 مايو 2018 06:05 ص

يبدو أن تركيا قررت الخروج عن صمتها، والتحرر من مراعاة اعتبارات كثيرة كانت تمنعها من الكلام، وكان هذا التطور من أنقرة مسايرا لتصعيد غير مسبوق لأوضاع إقليمية وعربية في طريقها لأن تغير شكل المنطقة، بل مصير الأمة تماما.

الجمعة والسبت الماضيين شهدا تصعيدا تركيا لمواقفها ضد الإمارات ودول أخرى لم تسمها، بسبب قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والحرب في اليمن، وسيطرة القوات الإماراتية على جزيرة سقطرى اليمنية.

الأمور بدأت الجمعة، ببيان مفاجي من الخارجية التركية، اعتبر أن «ما يحدث في سقطرى يشكل تهديدا جديدا لوحدة أراضي اليمن وسيادته، المؤكد عليهما في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

ورغم أن أنقرة لم تذكر أبوظبي بالاسم، لكن متابعين اعتبروا أن البيان إدانة واضحة للتواجد الإماراتي في سقطرى، ويمس بشكل ضمني السعودية وطريقة تعاملها مع الملف اليمني، قائلا إن «اليمن يمر بفترة صعبة للغاية جراء الصراعات المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، ويصعب عليه تحمل مشاكل وخلافات جديدة».

وبينما كان المحللون يعكفون على قراءة ما وراء بيان الخارجية التركية، خرج وزير الخارجية ذاته «مولود جاويش أوغلو»، السبت، لينتقد ما اعتبره «تراجع موقف دول داخل الجامعة العربية من قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بل ضغطها على الأردن وفلسطين لقبول الأمر»، في إشارة واضحة إلى الإمارات أيضا، والسعودية بطبيعة الحال.

وقال «جاويش أوغلو»، في كلمة له في مؤتمر ضم صحفيين عربا بإسطنبول: «قرار الولايات المتحدة هذا خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله، لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد خاصة جامعة الدول العربية».

وأضاف: «نلاحظ تراجعا في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية، جراء تخوفات من الولايات المتحدة، وهذا خطأ فادح جدا لن يصفح عنه التاريخ والأمة»، مطالبا هذه الدول «ألا تمارس ضغوطا على الأردن وفلسطين».

وفيما يتعلق بالتطورات في اليمن، قال الوزير التركي: «أوضاع هذا البلد مأساوية جدا، وينبغي في أقرب وقت استئناف المباحثات من أجل وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والحل السياسي»، مضيفا: «أولويات السياسة الخارجية التركية المساهمة في حل أزمة اليمن».

كما انتقد «جاويش أوغلو» بشكل غير مباشر السياسات الإماراتية تجاه الصومال، قائلا: «تأثير الأزمة الخليجية، على سبيل المثال، لا يقتصر على البلدان الـ5 المعنية، وإنما يطال الدول العربية والإسلامية ويزعجها».

وتابع: «ثمة أخطاء أخرى وقعت على خلفية تلك الأزمة، مثل ممارسة ضغوط على دول أخرى لإجبارها على الوقوف في صف معين، وكذلك جعل بعض الدول مثل الصومال في موقف صعب».

وشدّد على أن «استغلال الدول التي تعاني من أوضاع صعبة لتحقيق أهداف سياسية أو إجبارها على الوقوف في صف ما، ليس موقفا عادلا أو إنسانيا».

يبدو من تلك التطورات أن أنقرة، التي حاولت مرارا تحسين علاقاتها مع الرياض، ومحاولة ضبط العلاقة المتوترة مع أبوظبي، قررت أخيرا أن تغير من سلوكها، وكان عدم التصعيد مع الإمارات في الأساس قائما على احترام رغبة السعودية في ذلك، لكن وصول التطورات بالمنطقة إلى نحو غير مسبوق من التنسيق مع (إسرائيل) وزيادة معاناة الشعوب، والنفخ في نار الأزمات، دفعت أنقرة إلى التحرر من اعتبارات كثيرة.

ومثلت تصريحات ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في القاهرة، والتي نقلها الإعلام المصري بحفاوة ثم تراجعت عنها سفارة المملكة لاحقا، حينما قال إن محور الشر في المنطقة هم «الإخوان المسلمون» والعثمانيون والإيرانيون، مؤشرا على اتجاه تطورات العلاقة مع تركيا، التي أصبح الطرفان يأملان فقط في بقائها على مستواها الحالي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية الامارات اليمن سقطرى القدس تصعيد مولود جاويش أوغلو