أصدرت حركات المقاومة الفلسطينية، لا سيما «حماس» و«الجهاد الإسلامي» توجيهات لكافة أعضائها، وطلبت من المتعاطفين معها، الاحتشاد، غدا الإثنين وبعد غد الثلاثاء، على المناطق الحدودية لقطاع غزة، استعدادا لذروة حراك «مسيرات العودة» بالتزامن مع ذكرى النكبة، واحتفال (إسرائيل) بعيد ما يعرف باستقلالها، وكذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، منتصف مايو/أيار الجاري.

وتوقعت مصادر ألا يقل عدد المستجيبين لتوجيهات وطلبات «حماس» و«الجهاد الإسلامي» عن 100 ألف متظاهر سلمي، إضافة إلى فصائل فلسطينية أخرى أكدت أنها ستحشد أنصارها ومحبيها على الشريط الحدودي للقطاع، مثل «الجبهة الشعبية» وبقية الفصائل المشاركة في «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار»، بحسب «الحياة».

كما توقعت مصادر أخرى أن يصل عدد المحتشدين خلال الساعات المقبلة إلى 700 ألف فلسطيني على حدود القطاع، لإعلان رفضهم «صفقة القرن» الأمريكية التي تقضي بحل القضية الفلسطينية على أرضية التنازل عن كافة الثوابت، وعلى رأسها القدس وحق العودة.

وشددت الهيئة الوطنية على سلمية الحراك، وعدم اللجوء إلى العنف، أو محاولة قص أو اجتياز السياج الفاصل الذي أقامته (إسرائيل) للفصل بين غزة وبقية الأراضي المحتلة.

وتستعد (إسرائيل) لـ«أسبوع خطير» على حدود غزة، لكن مصادر توقعت ألا تفسد (تل أبيب) بنفسها «أجواء الاحتفالات والفرحة» المصاحبة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، خلال ساعات، خصوصا أنها معنية أكثر من ذي قبل بتبريد جبهة غزة تحسبا لاندلاع مواجهة قد تكون وشيكة على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان.

ووفقا للقناة العاشرة العبرية، قرر الجيش الدفع بثلاثة ألوية قتالية إلى الضفة وحدود القطاع، تشمل نشر 11 كتيبة عسكرية على حدود غزة في محاولة لمنع المتظاهرين من اجتياز الحدود.

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ضابط كبير بجيش الاحتلال تخوفه من حدوث «عمليات اقتحام جماعية للحدود، وخطف جنود وإلقاء قنابل وعبوات»، متوقعا مشاركة أكثر من 100 ألف فلسطيني فيها.

وأضافت الصحيفة أن الجيش يتوقع انتشار المتظاهرين على طول الحدود مع القطاع من خلال 17 نقطة احتكاك، إضافة إلى تظاهرات عنيفة في الضفة، مع مخاوف من دخول القدس على خط الأزمة، خصوصا غدا خلال افتتاح مقر السفارة.

وتستعد (تل أبيب) للاحتفال بمناسبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووجهت الدعوة إلى عدد كبير من المسؤولين الأجانب والسفراء لحضور الحفل.

وقالت صحيفة «هآرتس» إن 3 دول في الاتحاد الأوروبي سيشارك سفراؤها في الحفل، وهي هنغاريا وتشيكيا وبلغاريا.

وأضافت أن 12 دولة رفضت الدعوة للمشاركة في الحفل، بعضهم لأسباب تقنية، وآخرون من حيث المبدأ مثل روسيا وألمانيا وأستراليا وبولندا وأيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد.

ولم يرد ممثلا رومانيا والنمسا، وهما دولتان تتمتعان بعلاقات صداقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، على الدعوة حتى الآن.

وليس معروفا ما إذا كان ممثلون عن دول الخليج سيشاركون في الحفل أم لا، لكن الإعلامي والباحث الإسرائيلي «إيدي كوهين» أكد حضور بعضهم، متعهدا بتوثيق الأمر بالأسماء والصور.