محكوم بالإعدام في البحرين: أسرتي كبش فداء لإرضاء الإمارات

السبت 28 فبراير 2015 09:02 ص

قال المعتقل البحريني المحكوم بالإعدام «عباس السميع» ذوالـ«25 عاما»، في فيديو مصوّر من داخل السجن إنه راض بما قسمه الله له بكل اطمئنان وثقة ومن دون خوف، مؤكدا أن أن عائلته كانوا كبش الفداء الذي أراده النظام إرضاء لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوصى «السميع» الشعب البحريني بمواصلة النضال، ومجابهة الظلم، ووحدة الصف، والالتفاف حول رموز الثورة، ومساندة الجمعيات والحركات والتيارات التي تعمل لصالح الشعب.

وكان موقع «البحرين اليوم» قد بث مقطع الفيديو الذي سرّب من داخل سجنه، يوم الخميس 26 فبراير/ شباط، وتزامن ذلك مع صدور حكم الإعدام المتوقع ضدّه من قبل محكمة بحرينية على خلفية قضية «تفجير الدية»، التي قتل فيها شرطي إماراتي قبل حوالي العام.

وأثار خطاب «السميع» وتسجيله من داخل السجن غضب السلطات، إذ أمر وزير الداخلية البحريني بتشكيل لجنة تحقيق فيه.

ووجه «السميع» من خلال التسجيل المصور خطابا حمل عدة رسائل للشعب ولعائلته وللنظام معتبرا ذلك أمانة عليه للقضية وللتاريخ، وأكد في الفيديو براءته وأن زجه في القضية لم يكن سوى «قرارا سياسيا».

واستعرض«السميع» سلسلة الاستهدافات التي تعرضت لها عائلته منذ أن استشهد عمه «حسن طاهر السميع» في أحداث التسعينيات، وأشار إلى أن مسلسل استهدافه بدأ في العام 2008 حيث اتهم في قضية ما تسمى «بالحجيرة» وكان دليلهم عليه هو أنه كان يريد أن يثأر لدم عمه الشهيد، وأكد أنه بقي خلال الثلاث سنوات الأولى من ثورة 14 فبراير/شباط مطاردا حتى اعتقل في مارس/ آذار 2014.

وكشف «السميع»  عما صرح له به المعذبون في غرفة التعذيب، من أنهم «سيلفقون له تهمة التفجير، لأنه كان من المفترض، وفق قولهم، قد تمت تصفيته منذ زمن»، مؤكدا على تعرضه لتعذيب وحشي ونفسي لا يطاق، وأنه وعائلته كانوا كبش الفداء الذي أراده النظام إرضاء لدولة الإمارات العربية المتحدة ولمواليه.

وخلال الخطاب الذي أدلى به من داخل سجنه أكد «السميع» أنه لن يعول في تخليصه من محنته لا على الرأي الدولي ولا «المكرمة» الملكية، إنما على العزم والإصرار حتى يحصد الشعب ثمار هذه التضحيات.

رسائلة

ووجه رسالته الأولى إلى شعب البحرين واصفا إياه بالشعب الأبي، الذي لن يعجز حتى تحقيق مطالبه، وموصيا إياه بمواصلة النضال، ومجابهة الظلم، ووحدة الصف، والالتفاف حول رموز الثورة، ومساندة الجمعيات والحركات والتيارات التي تعمل لصالح الشعب.

كما وجه رسالة لعائلته افتخر فيها بصبرهم وصمودهم واطمئنانهم، بما كتب الله له ولهم، مؤكدا أن إيمانه بقضيته هو نتاج تربية عائلته، وتغذيتهم له مما يجعله يرفع رأسه فخرا بالانتماء إليهم.

وخاطب «السميع»  علماء الدين الذين يشاركون الناس الثورة واصفا إياهم بالعمائم الثائرة، ومؤكدا أنهم ركائز الثورة، وحضورهم شعار لحراك الثورة، كما خاطب آباء وأمهات الشهداء، واعتبرهم بؤرة الثورة، كما وجه تحيته للحرائر الثائرة، النساء اللاتي يحافظن على حضورهن الفاعل في الثورة، واعتبرهم شرف الثورة، وأن صرخاتهن تهز الظالم، ودعاؤهن به تسديد وتوفيق، وصمودهن شموخ وإباء.

وأكد «السميع»  للشباب بأنهم درع الثورة، وأن بوعيهم وبفكرهم وحراكهم وعزيمتهم تنتصر الثورة، موصيا إياهم بالربط ما بين العلم والعمل والجهاد في سبيل الله والوعي والاستمرارية في تطوير الحراك الميداني.

ووجه رسالته الأخيرة إلى «الجلادين» واصفا إياهم بالضعفاء في نظره، وقال إن إصرارهم على التعذيب دليل هزيمتهم، وتلفيق التهم من دون دليل هو نتيجة لإفلاسهم، وأنه وبالرغم من مطاردته لثلاث سنوات جعلهم في حيرة من أمرهم لأنه كان يمارس حياته الطبيعية رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها.

وكان «عباس السميع» ضمن المتهمين العشرة الذين أدينوا بتفجير «الديه» في مارس/ آذار 2014، باعترافات انتزعت تحت التعذيب الوحشي.

من جهتة أخرى، نشرت صحيفة الوسط شهادة رسمية من مدرسة «الروابي» تثبت براءة المحكوم «السميع»، الشهادة المحررة بتاريخ الثالث من أبريل/نيسان 2014 جاء فيها أن المعتقل الذي يعمل كمدرس لمادة التربية الرياضية في المدرسة كان في الدوام عند وقوع حادثة «الدية».

وكانت محامية «السميع» أكدت بأن المحامين يتعذر عليهم تقديم دفاع موضوعي وجدي لعدم تمكينهم من الاطلاع على أدلة النيابة العامة. وقالت إنه رغم مطالبة الدفاع بالحصول على هذه الأدلة في كل جلسة، إلا أنه لم يتمكنوا من الاطلاع عليها.

وأضافت المحامية أن أدلة براءة المتهمين قد تم استنباطها من خلال أوراق الدعوى وأقوال شهود الإثبات، الذين استمعت إليهم المحكمة، وكذلك من خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة.

  كلمات مفتاحية

البحرين إعدام عباس السميع تفجير الدية

الإمارات: تأجيل النطق بالحكم في قضية «بوعسكور» إلى 18 مايو المقبل