السفراء الأجانب يغيبون عن تدشين احتفالات نقل السفارة الأمريكية للقدس

الاثنين 14 مايو 2018 05:05 ص

دشنت (إسرائيل) الأحد الاحتفالات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في تحرك سلط غياب معظم السفراء الأجانب عنه الضوء على مخالفته للإجماع العالمي.

ويأتي افتتاح السفارة الجديدة المقرر الإثنين في أعقاب اعتراف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في ديسمبر/كانون الأول بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وهو قرار قال إنه أوفى من خلاله بتعهدات سياسية أعلنها الساسة في واشنطن على مدار عقود وأضفى الصبغة الرسمية على الواقع على الأرض.

وثار غضب الفلسطينيين من تغيير «ترامب» السياسة التي التزمت بها الإدارات السابقة والتي كانت تربط بقاء السفارة الأمريكية في تل أبيب بإحراز تقدم في جهود السلام.

وتلك المحادثات مجمدة منذ 2014، وتشعر دول كبرى أخرى بالقلق من أن التحرك الأمريكي قد يشعل الاضطرابات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وعلى الحدود مع قطاع غزة، حيث عززت (إسرائيل) قواتها قبيل افتتاح السفارة.

وتقول معظم الدول إن وضع القدس يجب أن يتحدد في تسوية السلام النهائية، وإن نقل سفاراتها الآن سيستبق اتفاقا من هذا القبيل.

وفي كلمته أمام شخصيات بارزة، منها وزير الخزانة الأمريكي «ستيفن منوتشين» و«إيفانكا» ابنة «ترامب» وزوجها «جاريد كوشنر»، بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، حث رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» الدول الأخرى على أن تحذو حذو واشنطن.

وقال: «انقلوا سفاراتكم لأن هذا هو الشيء الصحيح.. انقلوا سفاراتكم إلى القدس لأن ذلك يدعم السلام وذلك لأنكم لا تستطيعون أن تقيموا السلام على أساس من الكذب»، مضيفا: «في ظل أي اتفاق سلام يمكنكم أن تتصوروا أن القدس ستظل عاصمة لـ(إسرائيل)».

وزينت القدس بأكاليل زهور على جوانب الطرق صممت على شكل العلم الأمريكي وبملصقات مكتوب عليها «ترامب يجعل (إسرائيل) عظيمة مجددا».

وقال الوفد العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة إن الإدارة الأمريكية اختارت للأسف أن تتحيز لمزاعم (إسرائيل) بشأن مدينة تحظى منذ قرون بتقديس في جميع الأديان.

وأضاف في بيان أن نقل السفارة الأمريكية يمنح الحياة لصراع ديني بدلا من سلام كريم.

وقالت (إسرائيل) إن كل الدول التي لديها بعثات دبلوماسية وعددها 86 تلقت دعوة لحضور تلك المناسبة وإن 33 أكدت الحضور. ومن بين الذين حضروا اللقاء مندوبون من جواتيمالا وباراغواي، اللتين ستفتتحان سفارتيهما في القدس هذا الشهر.

اجتماع عاجل

بدوره، أعلن سفير فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، «دياب اللوح»، أنه طلب من مجلس جامعة الدول العربية عقد اجتماع عاجل لمواجهة قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.

وقال السفير الفلسطيني: «لا بد أن ينتج عن الاجتماع قرارات وإجراءات عملية ترتقي الى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية»، حسب وكالة «وفا».

وشدد الدبلوماسي الفلسطيني على ضرورة توصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية تؤكد سعيها الجاد لإبطال قرار الولايات المتحدة وأية قرارات مماثلة لدول أخرى تحذو حذوها بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة (إسرائيل) ونقل سفارتها إليها.

وأعلنت دول عدة رفضها المشاركة باحتفالات دعت إليها الولايات المتحدة بنقل سفارتها لدى (إسرائيل) إلى القدس بينها روسيا وألمانيا والنمسا وبولندا وإيرلندا ومالطا والمكسيك والبرتغال والسويد، فيما لم يرد ممثلا رومانيا والنمسا على الدعوة حتى الآن.

وحضر الاجتماع بوزارة الخارجية ممثلون من المجر ورومانيا وجمهورية التشيك، لكن لم يحضره أي ممثلين للدول الغربية في الاتحاد الأوروبي، مما يشير إلى انقسام داخل التكتل حول قرار ترامب بخصوص القدس.

وامتنعت الدول الغائبة عن الاجتماع عن التعليق يوم الأحد.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في (إسرائيل) على موقع تويتر يوم الجمعة إن الاتحاد سوف «يحترم الإجماع الدولي على القدس.. بما في ذلك مواقع البعثات الدبلوماسية لحين إيجاد حل للوضع النهائي للقدس».

وأمام باب العامود القديم في القدس، أخذ الإسرائيليون يرقصون في احتفال آخر يوم الأحد بمناسبة الاستيلاء على البلدة القديمة من القوات العربية في حرب 1967.

ويعتزم الفلسطينيون التظاهر احتجاجا على تدشين مراسم نقل السفارة يوم الإثنين، انطلاقا من أحياء عربية متاخمة لموقع السفارة في القدس.

وعلى الحدود مع غزة، نظم الفلسطينيون احتجاجات أيضا مع استعداد (إسرائيل) للاحتفال بالذكرى السنوية السبعين على تأسيسها، وهو حدث يطلق عليه الفلسطينيون اسم «النكبة» حين نزح مئات الآلاف من ديارهم.

وقتل ما يربو على 40 فلسطينيا في أحدث أعمال العنف.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس نقل السفارة الأمريكية للقدس واشنطن إسرائيل