طالبت مجلة أمريكية محسوبة على اليمين اليهودي في واشنطن، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتجريد تركيا من عضويتها فيه، بسبب ما قالت إنها «عوامل جعلت تركيا الآن مختلفة كليا عن تركيا التي انضمت إلى الحلف».

وقالت مجلة «فرونت بيج»، التي يصدرها مركز «دافيد هورويتز فريدوم» للدراسات والسياسات العامة فى أمريكا والمعروفة بتبنيها نهجا معاديا للعرب والمسلمين، إن حاكم تركيا الآن الرئيس «رجب طيب أردوغان»، هو «إسلامي عثماني متسلط لا يشترك في أي شيء مع شركائه في حلف الناتو، بل إنه تحول إلى عقبة في طريق الحلف».

وعددت المجلة 12 سببا لمطالبتها بطرد أنقرة من حلف الناتو، وهي:

1- سجل حقوق الإنسان: زعمت «فرونت بيج» أن «أردوغان» استخدم التعذيب والإخفاء القسري لمعارضين، والاعتقالات الجماعية وسيلة للحكم، مؤخرا، مستشهدة بتقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، في هذا الشأن.

2- استخدام الأجانب كرهائن: قالت المجلة إن تركيا اعتقلت قسا أمريكيا، وصحفيا ألمانيا، ومواطنين تشيكيين، وجنودا يونانيين، مؤخرا بتهم تتعلق بالإرهاب وانتهاك السيادة والتجسس، وتقايض دولهم على تسليمهم رعاياهم مقابل تسلم مطلوبين لأنقرة لدى أمريكا وألمانيا وتشيكيا واليونان.

3- دعم تنظيم «الدولة الإسلامية»: زعمت المجلة أن أنقرة من أبرز داعمي التنظيم، وذلك رغم أنه تورط في هجمات على الأراضي التركية، مدعية أن «أردوغان» كان متفقا في البداية مع التنظيم، وأنه أمر المخابرات التركية بدعمه، واشترى منه النفط، وسمح لعناصره بعبور الحدود والأراضي التركية، لكنه انقلب عليه مؤخرا.

4- دعم «حماس»: اعتبرت «فرونت بيج» أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا يتفق مع «حماس» على تبني أيدولوجية جماعة «الإخوان المسلمون»، رغم أن المنظمة الفلسطينية باتت مصنفة إرهابية في كل من (إسرائيل) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والسعودية ومصر، على حد قولها.

وقالت المجلة إن تركيا سمحت بحرية الحركة لأفراد حماس داخل أراضيها، وجمع التبرعات.

5- الخيانة وإفشاء الأسرار: زعمت المجلة الأمريكية أن المخابرات التركية سلمت إيران قائمة بأسماء عشرة عملاء يعملون لمصلحة (إسرائيل) على أراضيها بشكل خفي، وهم مواطنين إيرانيين، وأن أنقرة حصلت على تلك المعلومة، خلال تعاون سابق مع جهاز (الموساد) الإسرائيلي.

وأضافت أن رئيس المخابرات التركية «هاكان فيدان» تلقى الضوء الأخضر من «أردوغان» لتسريب تلك الأسماء إلى إيران، والتي حكمت عليهم بالإعدام.

واعتبرت «فرونت بيج» أن تلك الواقعة تثبت أن تركيا غير مؤتمنة على الأسرار الاستخباراتية للناتو، وأنها يمكن أن تسرب معلومات خطيرة لخصوم الناتو، والذين باتوا شركاء لتركيا حاليا، إيران وروسيا.

6- شراء الأسلحة من خصوم الناتو: اعتبرت المجلة الأمريكية أن شراء تركيا منظومة «إس-400» الروسية يتعارض مع مصلحة حلف الناتو وأمنه الاستراتيجي، على اعتبار أن روسيا أبرز خصم للحلف، وأكثر مسبب للتوتر في القارة الأوروبية حاليا.

7- ابتزاز أوروبا بالمهاجرين: قالت «فرونت بيج» إن «أردوغان» استمر في ابتزاز الأوروبيين وتهديدهم بإغراقهم باللاجئين السوريين والعراقيين، في حال عدم تلبية مطالبه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ودخول المواطنين الأتراك إلى أراضي أوروبا دون تأشيرة.

8- الاختلاف مع الناتو والغرب حيال سوريا: اعتبرت المجلة أن إقدام تركيا على محاربة التنظيمات الكردية المنخرطة مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وكذلك معركة عفرين، التي عارضتها دول أوروبية، على رأسها ألمانيا، أثبت أن تركيا لا تلقي بالا بوجهات نظر شركائها الأوروبيين والأمريكيين في (الناتو).

9- مساعدة إيران: قالت «فرونت بيج» إن تركيا ساعدت إيران على خرق العقوبات الدولية عليها بسبب أنشطتها النووية، وزعمت أن البنوك التركية قايضت النفط الإيراني بالذهب، حتى ارتفعت قيمته بشكل كبير.

10- الخطاب المعادي للسامية والغرب: اعتبرت المجلة أن هذا من أقوى الأسباب التي يجب أن تدفع حلف الناتو لطرد تركيا، حيث تعددت خطابات «أردوغان» ضد (إسرائيل) واليهود، وقارن (إسرائيل) بالنازيين الألمان، وزعم أن (تل أبيب) خططت للانقلاب على الرئيس المصري السابق «محمد مرسي».

ولفتت المجلة إلى مهاجمة «أردوغان» لنظام الفائدة العالمي، معتبرة أنه يستهدف بهذا الانتقاد أغنياء اليهود حول العالم الذين يعملون وفق هذا النظام ويدعمونه.

أيضا، أوضحت المجلة أن «أردوغان» بدلا من أن يستجيب لطلبات فرنسية بحذف آيات من القرآن تحض على العنف و(الجهاد)، وصف الغرب بـ«الحقير»، وانتقد كتابات يهودية ومسيحية.

ولم تنس المجلة الأمريكية اليمينية إلى الإشارة إلى عبارة قالها «أردوغان»، منذ نحو عام، ومثلت تحديا كبيرا للغرب، وهي: «نحن لا نهتم بما يقوله الغرب، نحن فقط نهتم بما يقوله الله..».

11- معاداة اليونان: اعتبرت المجلة أن تركيا دأبت على انتهاك سيادة اليونان عدة مرات، في بحر إيجة، معتبرا أن ذلك الأمر يعد مقدمة لحرب تركية يونانية، وهي في نهاية المطاف مضرة بتماسك حلف الناتو.

12- احتلال شمال قبرص: زعمت المجلة أن تركيا احتلت قبرص في 1974، وعملت على تغيير العرق اليوناني في الأراضي التي استولت عليها، وأحلت محله العرق التركي، معتبرة أن التصرف التركي في قبرص كان مشابها للتصرف الإيراني في سوريا حاليا، وبذلك تكون أنقرة قد انتهكت المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

واختتمت المجلة بالهجوم على الرئيس التركي ووصفته بـ«المؤذ، والسفاح، والمعادي للسامية والغرب»، وقالت «قد حان الوقت لأن يقف معه الناتو على مفترق طرق، ويطرد بلاده من عضويته».