شبهت صحيفة الأخبار اللبنانية رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» بولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» على خلفية الإقالات الجماعية التي نفذها «الحريري» في تيار المستقبل الذي يتزعمه بعد انتهاء الانتخابات النيابية اللبنانية.

وقالت الصحيفة إن «تيار المستقبل وبشكل مفاجئ وجد نفسه أمام انقلاب شبيه بذاك الذي نفذه بن سلمان في الرياض على الفاسدين، لكن هذه المرة كان بطل الحدث رئيس الوزراء اللبناني الذي أطلق حملة إقالات واسعة طالت خلالها رؤوسا كبيرة كانت بجانب الحريري نفسه بالإضافة إلى كوادر أخرى كانت سببا بإخفاقه في الانتخابات النيابية اللبنانية».

وفي مقال له بالصحيفة اللبنانية بعنوان (ليلة الانقلاب الأبيض.. الحريري يثأر لخسارته من تيار المستقبل)، كشف الكاتب «ميسم رزق» عن تفاصيل الإقالات الجماعية ضد العديد من المسؤولين والكوادر في «المستقبل».

وأشار الكاتب إلى أن «الحريري اتخذ هذه الخطوة بعد أن شعر أن التيار تحول إلى بيئة حاضنة لذوي المصالح تسوق نفسها ليس إلا، بالإضافة إلى أن غياب المرجعية الناظمة والافتقار إلى الإدارة المركزية أديا إلى اتساع حجم نفوذ بعض الظواهر المناطقية، وبالتالي ازدياد حالة التشظي في الأطراف».

وأضاف أن «الحريري تقمص شخصية بن سلمان لساعات وأطلق حملة الإقالات ضد مسؤولين وكوادر في منسقيات بيروت والبقاعين الغربي والأوسط والكورة وزغرتا في الشمال اللبناني، بالإضافة الى إعلان مدير مكتبه نادر الحريري عن استقالته».

وبحسب مصادر للأخبار فإن «الحريري عاش لحظات صادمة خلال إعلان نتائج الانتخابات، وما زاد الطين بلة، مسلسل الاتهامات داخل التيار، والأهم انفضاح أمر عدد من الكوادر ممن عمِلوا في الانتخابات لمصلحة خصوم الحريري في بيروت والشمال والبقاع الغربي».

ومساء الأحد، غرد «الحريري» على «تويتر» قائلاً: «النظريات والتكهنات حول ما جرى كثيرة، باختصار أقول إن الإقالات التي حصلت لها سبب واحد هو المحاسبة، جمهور المستقبل قال كلمته وأنا سمعتها، وتطلعات الناس وآمالها لن تخيب أبداً، سبق أن قلت للكل إن سعد الحريري 2018 غير (ما قبله)، وتبقى كلمة شكر من القلب لجهود نادر الحريري».

واستقال مدير مكتب «الحريري» من منصبه الأحد في خطوة مفاجئة جاءت بعد تعثر «تيار المستقبل» في الانتخابات البرلمانية.

وفيما لم يعرف سبب الاستقالة، أعلن «الحريري» السبت، إجراء تعديلات واسعة على حزبه، عقب «تعثره» في تحقيق نتائج مهمة بالانتخابات البرلمانية.

يشار إلى أن «تيار المستقبل» (سني)، بزعامة «الحريري»، خسر 13 مقعداً، وحصل على 21 (من أصل 128 هم إجمالي عدد مقاعد المجلس).

وقال «الحريري»، عقب ظهور النتائج: «كنا نراهن على نتيجة أفضل وعلى كتلة أوسع»، لكنه قال إنه «سعيد بالنتيجة».

وعلى الرغم من ذلك، يبقي «الحريري» كزعيم للسنة بقيادته أكبر كتلة في البرلمان، ما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة.