اعتبر الكاتب والإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» أن العالم الإسلامي بحاجة ماسة إلى تحالف من نوع جديد بين السعودية وتركيا، مؤكدا أن مثل ذلك التحالف «يكفل تحجيم التوغل الإيراني في المنطقة ويدعم الموقف التفاوضي للرياض وأنقرة مع طهران».
وأكد «خاشقجي»، خلال حوار له مع موقع «ترك برس»، أن العلاقات التركية السعودية تمر بحالة من «التبريد المتعمد» من الرياض، نتيجة للموقف السعودي من الإسلام السياسي، قائلا، إنه لا يوجد ما يبرر هذا الموقف، وأن محاولات الرياض دفع أنقرة إلى معاداة الإسلام السياسي «مستحيلة تماما».
لكنه اعتبر أن العلاقة بين الرياض وأنقرة «لا تزال جيدة رغم التبريد»، مستشهدا بمسارعة السفارة السعودية في أنقرة بنفي تسرييات الإعلام المصري لتصريح من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بأن محور الشر في المنطقة يتمثل في تركيا و«الإخوان»، قائلة إنه كان يقصد «الإخوان» فقط، ولم يقصد تركيا من قريب أو من بعيد، وهو ما اعتبرته أنقرة تبريرا كافيا لإغلاق الموضوع.
وكشف أنه كان من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي تركيا قبل زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، لكن الأمور تأجلت «في سياق التبريد الذي تمارسه السعودية على العلاقات».
وقال إن «بن سلمان» يريد طرد إيران من المنطقة بأي ثمن وبشكل متسرع، ولا يراعي الأبعاد الدولية والإقليمية المتشابكة، وأبرزها عدم وجود توافق بين القوى الدولية والإقليمية الأخرى على هذا الأمر، لكن ولي العهد لا يزال مؤمنا أن أمريكا تستطيع بمفردها إنجاز هذا الأمر.
وأضاف أن «تودد بن سلمان للإسرائيليين كان من أجل دفع تل أبيب ثمنا مقابل ذلك، وهو ما تريده السعودية بأن تقاتل (إسرائيل) من أجلها لإخراج إيران من المنطقة وهو أمر مستحيل أن يحدث على أرض الواقع».
وشدد على أن تركيا تجسد بحق النموذج الإسلامي للديمقراطية الحقيقية التي يعتمد فيها النظام على دعم الشعب، وأن الانتخابات التركية لا يعرف أحد نتائجها قبل فرز الأصوات وإعلان النتائج، على عكس بعض البلدان التي تعلن نتائجها قبل الانتخابات، وأنه لا مجال للتشكيك بالديمقراطية التركية.
