لماذا أزعجت نتائج الانتخابات الماليزية السعودية والإمارات؟

الاثنين 14 مايو 2018 04:05 ص

أكد الكاتب والإعلامي الفلسطيني «عزام التميمي» في مقال نشره في موقع «ميدل ايست آي» البريطاني، أن نتائج الانتخابات الماليزية أزعجت الإماراتيين والسعوديين.

وأشار إلى أن ما يعبر عنه الأكاديمي والمعلق السياسي الإماراتي «عبدالخالق عبدالله» في تغريداته ليس مجرد آراء شخصية، فالرجل في الأغلب يعبر عن مواقف يتبناها حاكم الإمارات الفعلي، ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

ولذلك يمكن أن يُفهم مما ورد في تغريدة أخيرة له أن مشاعر السخط والإحباط تهيمن على «محمد بن زايد»، وربما على حلفائه في الرياض، بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية في ماليزيا.

 

وقال «التميمي» إنه «بغض النظر عما جرى بين مهاتير محمد وأنور إبراهيم وما مر به الرجلان من مراحل وفاق وصراع ومكر ودسائس ثم مصالحة عبر تاريخ علاقتهما الطويلة، ليست الديمقراطية وحالتها الصحية في ماليزيا ما يشغل الأكاديمي الإماراتي وولي عهد أبوظبي».

وأوضح أن «الإمارات ومعها شريكتها المملكة العربية السعودية هما اللتان مولتا الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، محمد مرسي، وهما اللتان أحبطتا الثورات العربية في كل مكان وأعاقتا عجلة التغيير والانتقال الديمقراطي»، حسب قوله.

وبحسب الكاتب: «فكما لا يمكن أن يكون عمر مهاتير محمد هو السبب وراء هذا الشعور بالاستياء، وإلا فماذا يمكن أن يقول هؤلاء الإماراتيون عن عاهل المملكة العربية السعودية بجوارهم الذي نال منه ألزهايمر وأقعده الخرف».

وتساءل الكاتب عن السبب الحقيقي من وراء سخط الإماراتيين على نتائج انتخابات ماليزيا؟

ورأى أنه «لابد أن السبب يكمن في خسارتهم لحليف مقرب، هو رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، الذي يتهم باختلاس مليارات من أموال الدولة الماليزية في عمليات مشبوهة بالتعاون مع مسؤولين كبار في الإمارات العربية المتحدة وفي المملكة العربية السعودية».

ولفت إلى أنه قبل شهور قليلة عرضت قناة البي بي سي التليفزيونية الثانية BBC2 فيلماً وثائقياً من ثلاثة أجزاء بعنوان «آل سعود.. عائلة في حالة حرب».

وتبدأ وقائع الجزء الثاني من هذا التحقيق الصحفي من العاصمة الماليزية كوالالمبور حيث خرج جمهور من الناس في مظاهرة للتعبير عن غضبهم من تعرض دولتهم للنهب بعد اختفاء ما قيمته عدة مليارات من الدولارات من المال العام كانت مودعة في شركة اسمها 1MDB، والتي هي بمثابة صندوق الثروة السيادي الماليزي الذي من المفروض أن تعود استثماراته على الشعب الماليزي.

 

 

وأكد الكاتب أنه في عددها الصادر في الثلاثين من يونيو/حزيران 2017، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً جاء فيه أن سفير الإمارات في واشنطن «يوسف العتيبة» متورط حتى النخاغ في فضيحة اختلاس أموال من صندوق الاستثمار الماليزي 1MDB وأن الأموال المختلسة تقدر بما يقرب من 4.5 مليار دولار.

وبحسبه فالآن، أما وقد خرج «نجيب رزاق» من السلطة، ولم يعد مستبعداً أن يقدم للمحاكمة، تخشى كل من أبوظبي والرياض أن يكون من ثمار الهزيمة الانتخابية المهينة التي لحقت بحليفهم في كوالالمبور إجراء تحقيق أكثر شفافية يكشف بالضبط عما حصل للمليارات التي اختفت بشكل غامض وشارك في اختلاسها من الدولة الماليزية أمراء سعوديون وإماراتيون.

واختتم الكاتب مقاله قائلا: «أما وقد بدأ في ماليزيا عهد جديد، فمن المأمول أن يعرف الشعب الماليزي، ومعه بقية العالم، في المستقبل القريب، حقيقة ما جرى للأموال التي اختلست وحقيقة ما كان يحيكه حكام الإمارات والسعودية في الخفاء».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإمارات السعودية ماليزيا عزام التميمي ميدل ايست آي مهاتير محمد

أبوظبي تسعى لبيع بنك متورط في فضيحة فساد بماليزيا