إضراب شامل بفلسطين بعد ارتقاء عشرات الشهداء.. و«مسيرات العودة» مستمرة

الاثنين 14 مايو 2018 07:05 ص

أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، الثلاثاء، إضرابا شاملا في الأراضي الفلسطينية كافة؛ حداداً على ارتقاء 55 شهيدا على الأقل وإصابة قرابة 2800 فلسطيني.

كما أكدت الهيئة، مساء الإثنين، استمرار فعالياتها يوميًّا، وفي أيام الجمَع المقبلة، داعية جماهير الشعب الفلسطيني المشاركة في تشييع جنازات الشهداء.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتقى 55 مواطناً، وأصيب 2771 آخرين، برصاص قوات الاحتلال، وقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال مشاركتهم في مخيمات العودة شرقي قطاع غزة في إطار «مليونية الزحف».

ومن بين الشهداء 7 أطفال دون سن الثامنة عشرة، بينهم طفلة، فيما بلغ عدد المصابين من الأطفال 225 طفلا، إضافة إلى 79 سيدة.

وعن تصنيف حالات الإصابة وفق درجة خطورتها، فقد صنفت جراح 54 حالة بالحرجة جدا، و76 خطيرة، و1294 متوسطة، و1374 طفيفة، فيما أصيب 1359 شخصاً بالرصاص الحي، و14 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و155 شظايا بالجسم، و263 إصابات أخرى، و980 بالغاز.

كما استهدف الاحتلال بشكل مباشر الطواقم الطبية، ما أدى إلى ارتقاء شهيد من المسعفين، وإصابة 17 آخرين، وتضرر 5 سيارات بشكل جزئي، كما أصيب 12 صحفياً.

 

فيما تقدمت وزارة الصحفة الفلسطينية، بالشكر لنظيرتها المصرية، على «استجابتها العاجلة والمقدرة لإنقاذ حياة جرحى قطاع غزة، وفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى، وتزويد مستشفيات قطاع غزة بأدوية ولوازم طبية عاجلة».

 

من جانبها، قالت هيئة مسيرة العودة إن «مشهد الجماهير التي انطلقت اليوم، بمئات الآلاف نحو السياج الفاصل بيننا وأرضنا المحتلة عام 1948، تلبية لمليونية العودة، هو مشهد عز وفخار سجله هذا الشعب العظيم، عندما استجاب طوعاً لداعي العودة والكرامة».

وحملت الولايات المتحدة وإدارة رئيسها «دونالد ترامب»، مسؤولية هذه الدماء التي سالت من عشرات الشهداء، وقالت: «سيظل هذا التاريخ الأسود وصمة عار في جبين كل من تواطأ أو تخاذل عن نصرة شعبنا».

وأكدت أن هذه الدماء التي سالت لن تزيدنا ولن تزيد كل شرفاء الأمة إلا إصراراً على استمرار مسيرة العودة حتى كسر الحصار وتحقيق العودة.

وأضافت: «سنجعل من تاريخ النكسة في 5 يونيو/حزيران المقبل، ذكرى احتلال القدس تاريخاً لاسترداد الكرامة الوطنية، واستعادة الأرض والمقدسات، فالاحتلال الصهيوني إلى زوال، والحقوق لا تسقط بالتقادم».

 

 

فيما أعلن في الضفة الغربية المحتلة، عبر مكبرات المساجد، الإثنين، أن الثلاثاء، إضراب شامل يشمل جميع الأراضي الفلسطينية؛ حدادًا على أرواح الشهداء، حيث أكدت القوى الوطنية والإسلامية استمرار الفعاليات الثلاثاء، تنديدا بمجازر الاحتلال.

وجرت الإثنين، مواجهات ومسيرات في مدن رام الله ونابلس والخليل والقدس المحتلة، وقلقيلية ومدن أخرى بالضفة؛ تنديدا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وفي الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية.

 

يشار إلى أن الفلسطينيين اعتادوا في 15 مايو/آيار من كل عام إحياء ذكرى ضياع وطنهم وقيام (إسرائيل) على أنقاضه.

وكانت الأنشطة التي يجرى تنظيمها في الضفة الغربية وغزة وأراضي 48، وفي أماكن انتشار اللاجئين، تركز على إنعاش الذاكرة، وتنوير الجيل الجديد بأحداث النكبة ومعانيها.

غير أن الذكرى السبعين حملت إيقاعا مختلفا للحدث لأول مرة، خاصة مع الكشف عن صفقة أمريكية تسلب الفلسطينيين وطنهم بالكامل، بدأت معالمها بقرار واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في نفس يوم ذكرى النكبة.

 

لكن الفلسطينيين ومنذ 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نزلوا إلى الشوارع في القدس والضفة وغزة ومناطق أخرى؛ تعبيرا عن رفضهم للصفقة.

وبحلول ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/آذار الماضي، قرروا تجديد كفاحهم السلمي، وإصرارهم على تثبيت حق العودة.

وسبق أن توقعت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تصعيدا عسكريا، في حال وقع عدد كبير من الضحايا في ذروة مسيرات النكبة اليوم وغدا، حيث من المتوقع أن يقتحم المئات السياج الأمني، وهو ما حدث بالفعل.

وأضافت أن الجيش رسم سيناريوهين مختلفين للأحداث: الأول، أن يخلق عدد الخسائر وضعا تفقد فيه «حماس» المزيد من القدرة على كبح جماح جناحها العسكري، وخوض مواجهة عسكرية، ما سيدفع الأمور إلى حرب جديدة.

أما السيناريو الثاني، هو أنه بعد أحداث 15 مايو/آيار، الذي لم يعد من الممكن منعه، ستظهر مبادرة سياسية واقتصادية في الساحة توفر حلا للحصار، وهذا هو الأساس في تنفيذ الخطة الإسرائيلية الدولية، التي طرحت سابقا لتحسين الوضع بغزة بعيدا عن السلطة.

  كلمات مفتاحية

إضراب غزة الضفة إسرائيل فلسطين النكبة ذكرى النكبة شهداء مصابين