«العطية»: دول الحصار لا تتقبل استقلال قطر وحريتها

الثلاثاء 15 مايو 2018 08:05 ص

قال وزير الدفاع القطري «خالد العطية»، إن ما وقع في العام الماضي من فرض للحصار على قطر والمطالب التي حدّدتها دول المقاطعة أكدت أن قادة تلك الدول «لا يتقبلون استقلالنا أو حرّيتنا، أو المنبر الإعلامي الذي أنشأناه لتعزيز الحوار والوسطية في المنطقة، إنهم لا يريدوننا مستقلين».

وأضاف في تصريح لـ«واشنطن بوست»، أن الحصار، وبعد نحو عام على فرضه، فشل في إضعاف الاقتصاد القطري بشكل كبير أو تأليب القطريين ضد الدولة، بل بالعكس ارتفعت شعبية سمو الأمير، بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها الدوحة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل عدم إظهار أي من الجانبين أي علامة على التسوية، يبدو أن الخلاف سيستمر إلى أجل غير مسمى.

ونقلت «واشنطن بوست» عن «كريستيان أولريتتسن»، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، أن «ما تريده دول الحصار هو تغيير النظام في قطر أو إجباره على تقديم تنازلات كبيرة، والسعوديون والإماراتيون يدركون أنهم لن يحصلوا على ما يريدون، وما يمكن قوله في هذا الصدد أن الولايات المتحدة لن تتخلّى عن قطر، وغياب الخطة البديلة يبقي الأزمة الخليجية عالقة بسبب تعنت جميع الأطراف وعدم تقديم أي تنازلات».

من جهتها قالت «جوسلين ميتشل»، وهي أستاذة مساعدة في فرع جامعة نورث وسترن في قطر: «كانت هناك دائما منافسة وغيرة من قبل دول الحصار، لكن الصدمة الكبرى كانت عندما نجحت قطر في أن تكون وجه العالم العربي من خلال استضافة كأس العالم».

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى تاريخ محاولات دول الحصار السيطرة على الدوحة، حيث قالت إنه في العام 1867 كانت الدوحة جزيرة مستهدفة من القبائل المتنافسة، وتآمرت كل من أبوظبي والبحرين لغزوها، واليوم وبعد أن أصبحت الدوحة عاصمة حديثة متألقة لديها ثروات مهمة مازالت موضوع حقد من جيرانها.

ويستشهد القطريون بتاريخ طويل من الجهود التي تبذلها السعودية والإمارات والبحرين لإخضاع الدولة والهيمنة عليها، بدءا من معركة عام 1867 والاستمرار من خلال محاولة انقلاب فاشلة عام 1996 ضد الأمير الوالد.

ووفق الصحيفة، فشلت محاولة البحرين بمساعدة أبوظبي في تنفيذ الانقلاب وتعايشت الدوحة مع جيرانها بشكل غير مريح.

وأشارت «واشنطن بوست»، إلى أن التنافس الذي كان يتخذ في السابق شكل مؤامرات انقلابية، ومعارك وغارات، تحول في هذه الأيام إلى ممارسة ضغط مكلف في واشنطن، وإهانات على «تويتر» والكثير من القرصنة الإلكترونية.

وبينت الصحيفة أن قطر تشدد على أن مزاعم الإرهاب حيلة لإخضاعها تحت سيطرة دول الحصار، وتصر على أنها لن تتنازل عن مبادئها وأنها محل غيرة بسبب ثروتها ونجاحها على الساحة العالمية.

وأوضحت الصحيفة أن قطر تعمل على فتح آفاق وتعزيز التعاون مع عدة بلدان حليفة من أجل الصمود أمام العدائية الموجودة من قبل جيرانهم، لا سيما وأنها تتمتع بأعلى معدل دخل للفرد في العالم، ولديها أهم المتاحف العالمية، والجامعات الأمريكية الرائدة، كما تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، وفي عام 2022 ستكون قطر المستضيف لأكبر حدث رياضي في العالم ، كأس العالم لكرة القدم.

وأوردت الصحيفة أن «ترامب» غير موقفه من الأزمة الخليجية، واستضاف الشهر الماضي في واشنطن أمير قطر ووصفه بـ«صديق عظيم» وفي زيارته للسعودية قبل أسبوعين، وجه وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» رسالة صارمة لقادة دول الخليج، وحثهم على حل خلافاتهم والتأكيد على أن وحدة الخليج أمر حتمي إذا أرادت الولايات المتحدة وحلفاؤها مواجهة إيران، التي تبقى أولوية لدى إدارة «ترامب».

وقالت في الوقت ذاته، إن السعودية والإمارات اللتين قادتا حملة الحصار، لا يظهران أي علامة على استعدادهما لحل الأزمة الخليجية.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

قطر حصار العطية الأزمة الخليجية