«نيويورك تايمز»: «ترامب» يقود تحالفا صهيونيا إنجيليا للتعجيل بعودة المسيح

الثلاثاء 15 مايو 2018 05:05 ص

«كانت المناسبة غريبة، وتتميما لتحالف مصلحي بين الصقور اليهود والإنجيليين الصهاينة الذين يعتقدون أن عودة اليهود إلى (إسرائيل) ستعجل بالقيامة وعودة المسيح».

هكذا تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن المشهد المتنافر بين القدس وغزة، الإثنين، حين تم افتتاح السفارة الأمريكية بـ(إسرائيل) في مدينة القدس، في وقت قتل فيها العشرات وأصيب المئات في مسيرات غزة.

وفي مقال للكاتبة «ميشيل غولدبيرغ»، قالت إن «إيفانكا ترامب (ابنة ترامب) و(زوجها اليهودي) غارد كوشنر، وغيرهم من الرموز البارزة في الترامبية اليمينية، اجتمعوا في القدس لنقل السفارة الأمريكية، فيما نظر إليه كصفعة للفلسطينيين وحلمهم بدولة عاصمتها القدس الشرقية».

ولفتت إلى اختيار قس كنيسة دالاس «روبرت جيفريس»، لافتتاح السفارة بصلاة، خاصة أنه يعتقد أن «المورمونية والإسلام واليهودية والهندوسية ستقود الناس إلى انفصال دائم عن الرب في النار»،

وأضافت: «كما شارك جون هاغي الذي يعد من أهم المبشرين الأمريكيين عن نهاية الزمن، مع أنه القائل أن الرب أرسل هتلر كي يدفعهم إلى أرض أجدادهم».

وتابعت «غولدبيرغ»: «المشهد كله موجه نحو قاعدة دونالد ترامب المسيحية الأمريكية وتزامن مع مذبحة لا تبعد أربعين ميلا».

وتعلق الكاتبة، على المذبحة التي شهدتها غزة، قائلة: «لو وضعنا صورة القتل في غزة إلى جانب صورة إيفانكا الباسمة مثل ماري أنطوانيت صهيونية فإنها تعطينا فكرة عن علاقة أمريكا مع (إسرائيل) في الوقت الحالي. ولم تكن أقرب منها اليوم ولكن مع القرب هناك بذور الاختلاف».

وأشارت إلى أن «المدافعين عن أفعال الجيش الإسرائيلي في غزة سيقولون إنه لا دولة ستسمح للرعاع كي يقوموا بالهجوم على حدودها، وسيقولون إن حماس -التي لم تدع للتظاهرات- رمت بثقلها وراءها».

وأضافت «غولدبيرغ»: «حتى لو رفضنا حق العودة الفلسطيني، فلا يوجد ما يبرر التصرفات الإسرائيلية غير المتناسبة».

وتابعت: «في الوقت الذي شجب فيه العالم القتل في غزة، أعطت الولايات المتحدة، الراعي الأكبر لـ(إسرائيل)، الأخيرة اليد الحرة لكل تفعل ما تريد مع الفلسطينيين.. وبالتأكيد فقد تخلى ترامب بنقله السفارة إلى القدس عن أي مظهر من الحيادية».

واستطردت الكاتبة: «ترامب قوى أسوأ ما في (إسرائيل)، وطالما بقي في الرئاسة فإن إسرائيل تستطيع قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم ومصادرة أراضيهم بدون خوف من المحاسبة، لكن ترامب سيذهب يوما ما، ومع موت الآمال لحل الدولتين فإن التوجهات الجديدة تقترح حكم أقلية يهودية غالبية مسلمة في كل الأراضي التي تقع تحت سيطرة (إسرائيل)».

وختمت بالقول: «كل هذا يدفعنا إلى دولة عنصرية فيها ساحة باسم ترامب ويتساءل عن صداقتها لنا».

وتم تدشين السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس، في احتفال الإثنين، بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام دولة (إسرائيل)، وكذلك مع الذكرى السبعين لـ«النكبة»، عندما تهجر أو نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وتخلى «ترامب» في قراره نقل العاصمة من (تل أبيب) إلى القدس، عن الإجماع الدولي الذي استمر على مدى عقود بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق على وضع القدس كجزء من اتفاق سلام على حل الدولتين بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

وثار غضب الفلسطينيين من تغيير «ترامب» السياسة التي التزمت بها الإدارات السابقة، والتي كانت تربط بقاء السفارة الأمريكية في (تل أبيب) بإحراز تقدم في جهود السلام.

وجاء الاحتفال بالتوازي مع مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين في قطاع غزة، الإثنين؛ ما أدى إلى استشهاد 62، وإصابة أكثر من 3 آلاف.

  كلمات مفتاحية

ترامب عنصرية إسرائيل نقل السفارة الأمريكية إنجيليون صهاينة القدس غزة فلسطين

«فايننشيال تايمز»: «ترامب» يشعل الحرب في الشرق الأوسط