صحيفة تركية لـ«بن زايد» و«بن سلمان»: سيذكر التاريخ خيانتكما للقدس

الأربعاء 16 مايو 2018 11:05 ص

شنت صحيفة «يني شفق» التركية المقربة من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم هجوما حادا على ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وولي عهد السعودية «محمد بن سلمان»، وذلك بسبب موقفهما من نقل السفارة الأمريكية  إلى القدس والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة، في مقال لرئيس تحريرها «إبراهيم قراغول» وصف فيه «بن زايد» بالظلامي و«بن سلمان» بالذي يحكم بدون بصيرة: «ألا تخجلان؟ ألا تدركان أنكما تتعرضان للإهانة؟ لم يبق لديكما أي شيء من الشخصية والكبرياء، أليس كذلك؟».

وأضاف «قراغول»: «الإهانة التي شعرنا بها جميعا في القدس أمس تحمل توقيعكما أيها الأميران».

وتابع: «ثمة اتفاق سري بعتما به العالم الإسلامي، مساومة قمتما بها مع أمريكا و(إسرائيل)، علاقة ظلامية تنازلتما فيها عن شعبيكما وبلديكما وتاريخكما وقيمكما».

ومضى بالقول: «لقد بعتما الإسلام والمسلمين حتى الأنبياء.. إنكما زعيمان لدولتين عربيتين، رجلان عُينا على رأي بلديهما! إنكما دميتان بأيدي الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.. أنتما عبدان مسكينان لا يعصيان كلام أسيادهما».

وأردف «قراغول» قائلا: «إنكما من ضمن خونة هذه المنطقة، لقد بعتما الأمة العربية والمنطقة وتلك المدن الرائعة، لقد بعتما الأمة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، بل إنكما قد بعتما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم».

واستطرد بالقول: «سيذكركما التاريخ بخيانتكما التي هي أكبر من خيانة من ضربوا الإسلام والمسلمين بالتعاون مع الإنجليز إبان الحرب العالمية الأولى، لقد بعتما السعودية ودول الخليج وفلسطين، وبعتما شرفكما وأهليكما ووطنكما».

واعتبر أن مراسم نقل السفارة الأمريكية في القدس تمت  بفضلهما، قائلا: «قد خضبت أيديكما بدماء الشهداء الذين سقطوا أمس ولطخت تلك الدماء وجهيكما، لقد نفذت تلك المجزرة بموافقتكما، فالتاريخ سيذكر هؤلاء بصفتهم شهداء القدس، وأما أنتما فسيذكركما كخونة القدس»، مشيرا إلى أن وليي عهد أبوظبي والسعودية «سيرفعان قريبا الأعلام الأمريكية والإسرائيلية فوق تراب مكة والمدينة».

وحذر من أن وليي العهد بعد بيعهما للقدس سيبيعان مكة والمدينة، قائلا: «فالكعبة ومكة والمدينة موجودة كذلك في اتفاقاتكما السرية، سيذكركما التاريخ بأنكما من باع مقدسات المسلمين وهاتين المدينتين بعد رهنهما بأيدي أعدائنا».

وقال «قراغول»: «قريبا سيكشف النقاب عن كل تلك المساومات والاتفاقات القذرة ليعرف الجميع المخططات التي تضعانها بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وفي مقابل ماذا تنازلتما عن المدن الإسلامية المقدسة»، مشيرا إلى أن الأرض لن تسعهما ولن يجدا مكانا يدفنان فيه.

وأردف: «وفي الوقت الذي يقاوم فيه حفنة من الفلسطينيين بشجاعة رغم أنفكم وأنف أمريكا و(إسرائيل) ويحاولون حماية القدس، فإن ثمن الرصاص الذي استهدف هؤلاء الشجعان سيظهر قريبا، وحينها سيهدم سلطانكما فوق رأسيكما».

الموقف التركي

وفيما يتعلق بالموقف التركي قال «قراغول»: «نحن نغضب على الولايات المتحدة و(إسرائيل)، نكافحهما، نحمل الكراهية والحقد لهما، ونصفي حساباتنا معهما في كل بقعة من بقاع العالم، لكننا نعتبر الغش والخيانة أكبر إساءة، ولهذا سنعلنكما كأكبر المذنبين وممثلي الإساءة أكثر من أعدائنا من هؤلاء».

وأوضح أنه «لا الشعب السعودي ولا سائر الشعوب الخليجية تدري ماذا يحدث، وكذلك هو الحال بالنسبة لبقية الأمة العربية، فالأمة الإسلامية لا تدري إلى الآن ماهية ملفاتكما المشؤومة، وعندما يعلمون ستقوم قيامتكما وستواجهان غضبا واستياء كبيرين، لا تنسيا أبدا أن قيامتكما ستقوم ذلك اليوم».

ومضى «قراغول» في هجومه قائلا: «نعلم جميعا ما هو دور نقل المحتلين إلى ديار الإسلام وما هي المهمة الموكلة إليكما وما هي المهام التي تعبران عنها بخسة ودناءة، وقريبا سيعلم الجميع وسيسمع بذلك».

واعتبر أنه «حان وقت نشر المقاومة»، قائلا: «لقد احتلت القدس بسببكم للمرة الثانية بعد 101 عام، فبريطانيا كانت قد احتلت قلب الإسلام قبل قرن وأهدته لـ(إسرائيل)، وفي الوقت الذي لم ننس فيه معارك غزة ولم تمح ذاكراتنا التي يمثل أمامها شباب الأناضول وهم يقاومون في تلك الديار، فإنهم كانوا يهينون القدس والعالم الإسلامي أجمع».

 وتابع: «لقد احتلت القدس للمرة الثانية بعد مائة عام بمباركة وريادة هذين الزعيمين، فإننا نتابع خطة احتلال جديدة مبنية على إهانة العالم الإسلامي بأسره ويدعمها الخونة أنفسهم الذين خانوا قبل قرن من الزمان».

وشدد على أنه «حان وقت المقاومة، حان وقت توسيع نطاق المقاومة في العالم الإسلامي من أواسط أفريقيا إلى أقاصي آسيا، يجب تعزيز لغة المقاومة والتضامن، لقد حان وقت مقاومة خونة المنطقة في الوقت الذي نقاوم فيه أمريكا و(إسرائيل)».

وأردف: «لقد حان وقت العصيان في الشوارع العربية، يجب على الشعوب العربية الانتفاض للتخلص من قادتهم قبل وقوع المزيد من الأضرار، وتدمير المزيد من البلدان الإسلامية، وتحول المزيد من المدن إلى أطلال وانتشار المزيد من موجات الاحتلال».

وتوجه الكاتب التركي لـ«بن زايد» و«بن سلمان» بالقول: « أتثقا أيها الأميران، بن زايد وبن سلمان، بالدعم الأمريكي والإسرائيلي ومليارات الدولارات التي تمتلكانها، فكل من تسبب في وقوع هذا الاحتلال سيدفع الثمن غاليا».

واختتم مقالته قائلا: «لقد حان وقت شل حركة أنظمة هؤلاء، وقت القضاء على اتفاقاتهم الخبيثة، لقد حان وقت أن يتحرك الناس مدينة مدينة وشارع شارع، وقت إغلاق أبواب الخيانة الكبرى، وقت تعزيز قدرة مقاومة إقليمية كبيرة.. ولا تنسوا، لو فشلنا في فعل أي شيء للقدس اليوم، لن نستطيع أن نفعل شيئا كذلك غدا لمكة والمدينة، بل لن نستطيع فعل شيء لأوطاننا».

  كلمات مفتاحية

القدس المحابرات الامريكية مكة المدينة بن زايد بن سلمان