في ذكرى النكبة.. «حنظلة» يعود للكويت حيث ظهر أول مرة

الأربعاء 16 مايو 2018 12:05 م

عادت شخصية «حنظلة» التي ابتكرها فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل «ناجي العلي» مرة أخرى إلى العاصمة الكويتية، من خلال معرض يحمل اسمه بتنظيم من «منصة الفن المعاصر (كاب)»، والذي افتتح في 8 من مايو/آيار الجاري في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين.

ويضمّ المعرض مجموعة كبيرة من أعمال الفنان الراحل، رسمها خلال عمله في صحف الكويت في الفترة ما بين 1967 و1985، إلى جانب تمثال يجسد شخصية حنظلة للفنان العراقي «ضياء العزاوي» (1939)، صنعه من البرونز عام 2011.

ونظم فنان الكاريكاتير الفلسطيني الراحل «ناجي العلي»، في حياته القصيرة نسبيا (1937 - 1987)، معرضا وحيدا في دولة الكويت، تضمن عددا من الأعمال التي اختارها بنفسه.

وهو ما قد يرجع سببه لمواقفه تجاه مرحلة بأكملها شكّلت الدافع الأساسي وراء إنتاجه الغزير الذي جاوز 40 ألف رسم و«اسكتشا»، غلب عليه المباشرة في الطرح والتركيز على المضمون والرسائل السياسية الواضحة.

وقبيل رحيله بسنوات، أعاد «العلي» صياغة عدد من كاريكاتيراته التي نشرها في السبعينات، لتعكس «نضجا أكبر في امتلاك أدواته الفنية»، وذلك بحسب تقرير مفصل عن الرسام الفلسطيني الشهير على موقع «العربي الجديد».

وتابع الموقع أن إعادة الصياغة للرسومات «كانت تندرج ضمن رغبته الملحة بالتفرغ للرسم واستكمال تجربته السابقة في الرسم بالأكرليك، خاصة على المرايا في 4 أعمال شهيرة، لكن لم تتح له فرصة المضي أكثر في مشروعه رغم أنه أنجز العديد من لوحاته التشكيلية التي لم تُعرض حتى اليوم».

وفي تقديمه للأعمال المعروضة، يقول الروائي المصري «إبراهيم فرغلي»: «هذا المعرض دعوة لإعادة تأمل أعمال هذا العبقري، ومدلولاتها، وقدراتها على استشراف المستقبل وذكاء مبدعها، والتعريف به أيضاً للأجيال الشابة في عالمنا العربي التي فاتتها أيام، بل سنوات طويلة، كان العرب يقتنون الصحف التي كان ينشر في إحداها يوميا، من أجل مطالعة الكاريكاتير اليومي لفنان اسمه ناجي العلي».

وتشكل الرسومات توثيقا للفترة التي ظهر فيها «حنظلة»، منذ أول مرة عام 1969 في جريدة «السياسة» الكويتية، لصبي في العاشرة من عمره قبل أن يدير ظهره بيدين معقودتين بعد عام 1973، معبرا بدون كلمات، أو بأقلها أحيانا، عن رفضه الجذري لمنطق التسوية والاستسلام، وانتقاده لسلوك العديد من القادة الفلسطينيين وانقساماتهم التي لا تنتهي، وتنافسها على المغانم والمكاسب الشخصية، وفقا للموقع.

وفي أعمال أخرى، يؤكد «ناجي العلي» انحيازه للفقراء والمهمّشين من المحيط إلى الخليج، حيث آمن أن مهمة الكاريكاتير التعبير عن «الكادحين والمقهورين.. كلّ شيء لديهم صعب الحصول عليه.. كلّ شيء قاس يحاصرهم ويقهرهم لكنهم يناضلون من أجل حياتهم، ويموتون في ريعان الشباب في قبور بلا أكفان.. هم دائما في موقع دفاع مستمر لكي تستمر بهم الحياة.. أنا في الخندق معهم أراقبهم وأحس نبضهم ودماءهم في عروقهم»، وفق مقولته التي كتبها ذات يوم والتزم بها حتى يوم اغتياله.

كما كشفت رسومات «العلي» تبعية الأنظمة العربية للغرب وتخاذلها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتجاوز الخلافات فيما بينها، التي رأى أنها «ستقود إلى مزيد من التفتيت والتجزئة».

  كلمات مفتاحية

ناجي العلي القضية الفلسطينية الكويت كاريكاتير فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل