قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في غزة «يحيى السنوار»، إن مسيرات العودة سلمية، ولن تنجرف لعمل مسلح، كاشفا أن الاحتلال الإسرائيلي تراجع عن صفقة لتبادل الأسرى.

وأضاف القيادي الحمساوي في مقابلة مع فضائية «الجزيرة»، الأربعاء، أن الحركة تبذل كل ما تستطيع لكي لا تنزلق المقاومة السلمية إلى عمل مسلح، لافتا إلى أن «هذا الأمر متفق عليه من الأشقاء المصريين».

وشدد على أن «فصائل المقاومة يمكنها تحويل حياة الاحتلال لجحيم»، وتابع: «كنا نستطيع أن نمطر القدس المحتلة بآلاف الصواريخ عند افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة، لكننا لا نتعامل بردات الفعل، وندرس قضايا شعبنا مع الفصائل ونخب شعبنا، ونقرر ما يلزمنا وفق مصلحة الشعب الفلسطيني».

وقال «السنوار»، إن «حماس» أوصلت رسائل إلى وسطاء إقليميين ودوليين، وإن صبر المقاومة الفلسطينية لن يطول على استمرار الحصار، محذرا في الوقت نفسه من تحول الموقف نحو مواجهة مسلحة.

ونفى القيادي بـ«حماس»، أن تكون هناك صفقات تمت حول مسيرة العودة يومي 14 و15 مايو/أيار الجاري.

وأكد أن مصر أبلغت «حماس» عبر رئيس المكتب السياسي للحركة «إسماعيل هنية»، الذي زار القاهرة لعدة ساعات، أنها تؤيد المسيرات السلمية للشعب الفلسطيني، ولكنها لا تريد أن تنجر المقاومة الفلسطينية إلى مواجهة عسكرية مع (إسرائيل).

وأضاف: «الكثيرون من شبابنا خلعوا بزتهم العسكرية، وانخرطوا بمسيرات العودة السلمية بمشهد حضاري»، وتابع: «اعتمدنا خيار المقاومة الشعبية ضمن خياراتنا النضالية الوطنية».

واستطرد: «كشعب فلسطيني من حقنا أن نستخدم وسائل المقاومة المختلفة (..) نستخدم اليوم، ومنذ 30 مارس/آذار الماضي، المقاومة الشعبية».

وشدد على أن «مسيرات العودة لن تنتهي اليوم أو غدا، وستظل متواصلة لفرض إرادة شعبنا على العدو»، إلا أنه عاد وقال: «ذلك لا يمنع اللجوء للوسائل الأخرى إذا رأت الفصائل ضرورة لذلك».

وأكد أن شكل مقاومة الاحتلال تختلف من فترة لفترة، وفقا لظروف ذاتية وموضوعية، مشيرا إلى أن «حركة حماس زاوجت بين استخدام الوسائل لمقاومة الاحتلال، وقد استخدمنا المقاومة السلمية في بداية الانتفاضة الأولى، لكن، وأمام البطش الإسرائيلي طورنا نضالنا إلى المقاومة المسلحة».

ووصف «السنوار»، الظروف الاستراتيجية التي تحيط بالقضية الفلسطينية بأنها «غاية في التعقيد»، خاصة مع الإدارة الأمريكية التي تتبنى الموقف الصهيوني بشكل كامل، وتتعامل مع مقاومة شعبنا على أنها إرهاب.

ولفت إلى أن هذا التعقيد يزداد في ظل حالة الهرولة، ومسارعة الكثير من العرب للتطبيع مع (إسرائيل) على حساب القضية الفلسطينية والمقدسات.

وردا على سؤال حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قال القيادي بـ«حماس»: «تحرير الأسرى أمانة في عنقنا، ومسؤوليتنا وسنفي بوعدنا».

وكشف أنه كان في وقت سابق، هناك حراك في صفقة تبادل، إلا أن قيادة الاحتلال تراجعت، و«هي غير جاهزة لعقد صفقة الآن».

وتابع: «قيادة الاحتلال تكذب على شعبها، ولا يوجد حراك في ملف الأسرى منذ أشهر».

والإثنين، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينيا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ70 لـ«النكبة» الفلسطينية.