استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأزمة مع إيران لكن الحرب في سوريا

الخميس 17 مايو 2018 06:05 ص

أنهى الرئيس الأميركي إعلانه عن إلغاء الاتفاق النووي، مستخلصاً أن إيران ستعود عاجلاً أو آجلاً إلى التفاوض على اتفاق «أفضل». لكن، أفضل لمَن؟ طبعاً للولايات المتحدة، ولإسرائيل.

وفي نظر الفريق الذي يفكّر لدونالد ترمب، منذ حملته الانتخابية وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، لم تكن معادلة المصالح التي انبثقت من اتفاق 2015 مناسبة أو متكافئة، فبموجبه جمّدت إيران برنامجها النووي عند نسبة معيّنة لتخصيب اليورانيوم، وحصلت في المقابل على أموال من أرصدة كانت الحكومات الغربية جمّدتها قبل أربعة عقود.

كما أنها استغلّت المفاعيل السياسية للاتفاق نفسه، لتتصرّف كما لو أنه منحها غطاء دولياً لتوسيع نفوذها الإقليمي، ثم إنها وظّفت تحرّرها من ضغوط الأزمة النووية للانطلاق بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية.

العودة إلى التفاوض، كما افترضها ترمب مستوحياً تجربته مع كوريا الشمالية، ليست على جدول أعمال إيران التي تستند إلى تجربة طويلة من العمل تحت العقوبات، وتعتبر أنها نجحت في الالتفاف عليها.

رغم تشابهات كثيرة ثمة فوارق كبيرة بين إيران وكوريا الشمالية، أهمها أن الأخيرة تملك السلاح النووي الذي منحها قوة ردعية تعوّضها محدودية نفوذها خارج حدودها، لكن استخدامه الفعلي غير متاح إلا في حال مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والصين.

لذلك وجدت بيونغ يانغ أن هذا السلاح يصلح الآن لـ«التفاوض» على رفع العقوبات التي بلغت أخيراً حدّها الأقصى في تقويض اقتصادها. أما إيران فاحتاطت لعدم حصولها على السلاح النووي بسلاح الميليشيات المذهبية لحماية نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وبإعادة تشكيل تهديد لإسرائيل، بعدما كانت هذه تخلّصت منه على معظم حدودها.

إلغاء الاتفاق يمثّل إشارة انطلاق لسلسلة ضغوط على إيران، منها تشديد للعقوبات سيمسّ صادراتها النفطية ليزيد خسائرها ويفاقم أزمتها الداخلية، ومنها أيضاً إفلات إسرائيل ضد مواقع الوجود الإيراني في سوريا.

هل يتسبّب ذلك بمواجهة إقليمية - دولية؟

مقابل الدعم الأميركي المعلن لإسرائيل، هناك شبه «حياد» تتّبعه روسيا ولا تشترط سوى الحفاظ على النظام السوري، لتمكينها من حماية وجودها في سوريا.

وتعني المواجهة في الحد الأدنى إضعاف السلاح البديل من النووي (الميليشيات + الصواريخ الباليستية + التغلغل في المناطق السورية) الذي طوّرته إيران، ويبدو أكثر مضاءً وخطراً، خصوصاً أنها تستخدم فيه مقاتلين غير إيرانيين، ولا تقحم سوى عدد محدود من عسكرييها وخبرائها.

أما في حدّها الأقصى فترمي المواجهة إلى «تقليص نفوذ إيران» بإخراج قوّتها العسكرية من سوريا، وهو أحد أهداف الاستراتيجية الأميركية المتطابقة مع الأهداف الإسرائيلية، ذاك أن طهران أفصحت بلسان مسؤوليها مراراً أن الوجود العسكري وحده يحمي نفوذها.

هل هذه هي الأهداف الحقيقية والوحيدة للمواجهة؟ مع افتراض أنها كذلك هل يمكن للمواجهة أن تحققها؟

لا بد من الملاحظة أن طرفيها يتقاتلان على أرض سوريا وليس على أرضهما، وأن صراعهما يدور أولاً على تثبيت مصالح «محقّقة» في سوريا. ثم إن إيران لا تقاتل بجيشها، ولا يحبطها الدمار أو المزيد منه، ولا تخشى على مواطنيها.

قد تعنيها سوريا كمركز نفوذ، لكن ليس إلى حدّ إيذاء إسرائيل في العمق. وفي المقابل تتفادى إسرائيل توريط جيشها، وتعوّل على فاعلية أحدث الأسلحة الفتّاكة.

إذاً فهي مواجهة قد تطول إلى أن يتفق الأميركيون والروس على شروط وقفها.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا إسرائيل الاتفاق النووي الإيراني روسيا أميركا الميليشيات الطائفية محمد كوثراني