«ترامب» ومونديال 2026.. تهديدات تقلل حظوظ المغرب وتسحب الدعم

الخميس 17 مايو 2018 10:05 ص

الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، أغلق الباب أمام عدد من الدول العربية والأفريقية، في التعبير العلني عن دعمها لصالح الملف المغربي.. هكذا قالت شبكة «إي أس بي أن»، التليفزيونية متحدثة عن المنافسة الأمريكية المغربية لاستضافة مونديال كأس العالم 2026.

واعتبر تقرير الشبكة الأمريكية المتخصصة في الرياضة، أن الأمر يرجع إلى «خوف تلك البلدان من الدخول في مواجهة مباشرة مع الرئيس الأمريكي الذي يمارس ضغطا قويا من أجل تغيير مواقف عدد من الدول الأفريقية».

وذكر التقرير أن الشبكة حاولت معرفة مواقف اتحادات كرة القدم في كل من نيجيريا وغانا وزامبيا وإثيوبيا ورواندا، غير أنها رفضت الإدلاء بأي تصريحات بهذا الخصوص، مشيرة في الآن ذاته، إلى أن قرارها النهائي ستعبر عنه في 13 يونيو/ حزيران المقبل، في روسيا.

وكان جدل واسع فجّره تهديد «ترامب»، للدول التي لن تصوّت لصالح الملف الثلاثي الذي يضمّ بلاده، والمنافس لملف المغرب، لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2026.

وينافس المغرب في استضافة المونديال، الثلاثي المُكوّن من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وسيحسم الصراع فيه عبر مرحلة التصويت المقرّرة في 13 يونيو/ حزيران المقبل بروسيا، عشية افتتاح مونديال 2018.

تهديد وترقب

في تغريدة عبر «تويتر»، نشرها «ترامب» الشهر الماضي، كتب يقول: «قدمت الولايات المتحدة مشروعا قويا مع كندا والمكسيك بخصوص كأس العالم 2026».

وأضاف: «سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكي، لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا، (بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة)؟».

«تهديدات ترامب الضمنية»، فجّرت جدلا دوليا واسعا، خصوصا أنها تستبطن أوّل تدخل للرئيس الأمريكي في هذا الملف.

كما أثارت مخاوف لدى المغرب من انصياع عدد من الدول، لاسيّما الأفريقية منها، ممن قد تتراجع عن دعمها للمملكة.

خوف المغرب، تجسد في ردود الأفعال تجاه تغريدة «ترامب» من أقصى جنوب القارة السمراء، وتحديدا من اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم «سافا»، الذي أعلن في قبل أيام، تراجعه عن دعمه العلني والكلي للمغرب لاستضافة المونديال.

موقف صادم بالنسبة للمملكة المغربية، خصوصا أن «سافا» رفض توضيح ملابسات وأسباب تراجعه عن دعم المغرب، وقال إنه «لن ينظم أي ندوة صحفية»، كما أن رئيسه «داني جوردان»، تحفّظ عن الإدلاء بأي تصريحات بهذا الخصوص.

قرار منفصل

الخبير المغربي في القانون الرياضي «يحيى السعيدي»، اعتبر أن «قرار جنوب أفريقيا الأخير ينسجم مع نفسه، بغض النظر عمّا إن كان قد خضع لتأثير ترامب أم لا، كما أنه لا يختلف عن مواقف العديد من الدول التي زارها المغرب، على غرار بلجيكا وصربيا».

وأوضح أن «أغلب الاتحادات الدولية لكرة القدم، في القارات الخمس، لم تعلن بعد عن موقفها النهائي بشأن البلد الذي ستصوت لصالحه خلال مرحلة التصويت، لسبب بسيط، وهو أنها غير متأكدة بأن المغرب سيصل لمرحلة التصويت».

غير أن محللين يرون أن موقف جنوب أفريقيا غير منفصل عن تهديد «ترامب»، وإنما هو استجابة مباشرة للتهديد الضمني الوارد بتغريدة الأخير، وللدعوة العلنية التي وجهها مؤخرا لعدد من البلدان الأفريقية بالترويج للملف الثلاثي.

ودعا «ترامب»، في لقاء جمعه مؤخرا بالبيت الأبيض، بالرئيس النيجيري «محمد بوخاري»، كل من نيجيريا وجنوب أفريقيا، للترويج للملف الثلاثي الأمريكي في القارة الأفريقية، ما يشكل «ضربة موجعة» لحظوظ المغرب، الذي يراهن كثيرا على أصوات هذه القارة.

ومع أن العديد من المواقف، خاصة من أفريقيا، أعربت عن دعمها العلني للملف المغربي، بل إن رئيس الاتحاد الأفريقي بنفسه الملغاشي «أحمد أحمد»، ظل يردد أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» سيرعى «الملف المغربي، لأنه ملف أفريقيا كلها وليس فقط المغرب»، إلا أن شبح تهديدات «ترامب» تخيم بثقلها على الملف بأسره.

لا تأثير

دخول «ترامب» على خط ملف استضافة مونديال 2026، أطفأ شعلة الدعم العلني للملف المغربي، في ردود فعل تبدو بديهية على خلفية إقحام الرئيس الأمريكي لمنافسة رياضية في أتون الصراعات السياسية.

في المقابل، اعتبرت العديد من التقارير الدولية أن تصريحات «ترامب» لن تخدم مصلحة الملف الثلاثي، وإنما ستصب لصالح الملف المغربي، وذلك بسبب ما تضمنته من «تهديدات، إضافة إلى التدخل السياسي السافر في منافسة رياضية، ما يتعارض مع الأعراف والمواثيق الأخلاقية التي وضعها الاتحاد الدولي للعبة».

طرح أيده الخبير المغربي في العلاقات الدولية «سمير بنيس»، الذي قال إن تهديدات «ترامب» لن تغير معادلة التصويت.

وتابع: «ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها ترامب بهذه الخطوة المخالفة للأعراف الدولية، فقبيل تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على مشروع قرار يرفض قرار نقل السفارة الأمريكية في (إسرائيل) للقدس، هدّد «ترامب» الدول التي كانت تعتزم التصويت ضد الخطوة الأمريكية وتوعدها بوقف الدعم المالي».

وتزامن ذلك التهديد مع الرسالة التي بعثتها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «نيكي هالي»، لـ180 دولة حذرتها من التصويت لصالح مشروع القرار.

وووفق «بنيس»، فإنه رغم ذلك، فقد صوتت 128 دولة على مشروع القرار الرافض للقرار الأمريكي، ولم تبال الدول الأفريقية والعربية بالتهديدات الأمريكية.

واعتبر أن «هذه التهديدات بخصوص الملف الأمريكي لتنظيم المونديال تنم عن الجهل المطلق لترامب بأبجديات الدبلوماسية، ولما يسميه الدعم الذي تقدمه بلاده للعديد من الدول».

تغريدة «ترامب»، حسب «بنيس»، صبت الزيت على النار، وأججت نفور العديد من الدول، خاصة في أفريقيا، من سياسات وتصريحات «ترامب»، خاصة بعدما كان قد تكلم بشكل ازدرائي وعنصري عن القارة في إحدى تصريحاته، بوصفه الدول الأفريقية بـ«الحثالة».

وتراهن أمريكا الشمالية على بنياتها التحتية المتطورة، من ملاعب وطرقات، ومنشآت سياحية متقدمة، لاستضافة المونديال.

إلا أن الدعم، الذي يلقاه المغرب من القارة الأفريقية وعدة بلدان آسيوية وأوروبية، قد يرجح كفة الملف المغربي في مرحلة التصويت النهائية.

  كلمات مفتاحية

المغرب أمريكا مونديال 2026 ترامب الفيفا كأس العالم