مسؤول إسرائيلي: الأزمة مع تركيا لن تنتهي قريبا

الخميس 17 مايو 2018 11:05 ص

توقع مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألا تنتهي الأزمة مع تركيا في وقت قريب، في ظل استمرار حرب التصريحات الكلامية والتصعيد الدبلوماسي بين البلدين في اليومين الماضيين.

ونقل موقع القناة «الثانية» الإسرائيلية، عن مسؤول رفيع (لم تكشف هويته) قوله، إن «الأزمة مع أنقرة لم تنته. كان بمقدرونا أن نبتلع طرد السفير، ولكن إهانته وإجباره على خلع حذائه هو عمل لا يمكن أن يمر ويجب علينا الرد عليه بطريقة أخرى».

وذكر الموقع أن (إسرائيل) تعتزم اتخاذ إجراءات إضافية في أعقاب إهانة السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، ولكن لم يتبلور بعد رأي موحد في أوساط المؤسسة السياسية حول أشكال الرد.

ولفت المصدر إلى أن هناك آراء تدعو إلى ضرورة الانتظار لمعرفة ما سيقدم عليه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وهل ينوي مزيدا من التصعيد ضد (إسرائيل).

وأضاف أن وزارة الخارجية الإسرائيلية عرضت ثلاثة خيارات على رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو»، للرد على إهانة السفير، الأول: «بحث الاعتراف بشمال سوريا دولة مستقلة»، والثاني: «تعزيز التحرك للاعتراف بما يسمى مذبحة الأرمن، وهو الإجراء الذي عرقلته حتى الآن حكومة نتنياهو»، والثالث: «إلحاق الضرر بالمصالح الاقتصادية التركية».

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التعليق على ما ذكرته القناة الإسرائيلية.

وأظهرت مشاهد وثّقتها وسائل إعلامية تركية تعرّض السفير الإسرائيلي في تركيا «إيتان نائيه»، للإهانة خلال مغادرته إسطنبول عبر المطار الدولي، حيث طلب منه الحراس نزع حذاءه، وفتشوا ملابسه بشكل دقيق.

ونقل عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن ما جرى كان مقصودًا، حيث جرى استدعاء الصحافة إلى داخل المنطقة المعزولة بالمطار، حيث يجري تفتيش الركاب قبيل صعودهم على الطائرات.

الأكراد والأرمن

من جانبها، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أن وزير التعليم ورئيس حزب «البيت اليهودي»، «نفتالي بينيت»، طالب «نتنياهو» بعقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، لمناقشة الاعتراف بالأقلية الكردية في سوريا، كأقلية قومية «لتقليص فرص استهدافها من قبل تركيا».

كما أكد «بينيت» دعمه لمشروع قرار أعده عدد من أعضاء الكنيست، يلزم (إسرائيل) بالاعتراف بـ«إبادة الشعب الأرمني على أيدي الدولة التركية»، مشيراً إلى أنه اتصل برئيس الكنيست «يولي أدلشتاين»، وطالبه بالعمل على دفع مشروع القانون قدماً.

وذكرت الصحيفة أن كلا من النائبين «أمير أحانا» (الليكود) و«إيتسيك شمولي» (العمل) يعملان حالياً على تجنيد أكبر عدد من النواب لدعم المشروع وتمريره.

وأشارت إلى أن جميع التقديرات تؤكد أن الغالبية الساحقة من أعضاء الكنيست في الائتلاف الحاكم والمعارضة، يؤيدون مشروع القرار، لافتةً إلى أن زعيم حزب «العمل»، «آفي جباي»، متحمس لتمرير مشروع القانون.

ونقلت الصحيفة عن محافل في ديوان رئيس الحكومة قولها إن «أي قرار بشأن الاعتراف بإبادة الشعب الأرمني، لن تكون مرتبطة بالتوتر الأخير مع أنقرة أو رداً عليه».

وقبل يومين، طلبت تركيا من سفير (إسرائيل) في أنقرة وقنصلها في إسطنبول مغادرة البلاد، وهو الأقرب إلى الطرد الرسمي، ثم سمحت لوسائل الإعلام التركية بتصوير السفير وهو يخضع لفحص أمني شامل غير معتاد في مطار إسطنبول.

وفي إطار المعاملة بالمثل، طلبت (إسرائيل) من القنصل العام التركي في القدس مغادرة البلاد، واستدعت أيضا مسؤولاً تركياً آخراً لتوبيخه كرد بالمثل على معاملة السفير الإسرائيلي.

ودعا «أردوغان» إلى قمة استثنائية لمنظمة «التعاون الإسلامي»، الجمعة، ردا على المجزرة التي ارتكبتها (إسرائيل) بحق المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.

واتهم «أردوغان»، نظيره الأمريكي «دونالد ترامب» و«نتنياهو»، بتحمل مسؤولية ما جرى بحق الفلسطينيين في غزة.

والإثنين، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينيا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ70 لـ«النكبة» الفلسطينية.

  كلمات مفتاحية

أردوغان

مساجد «الفاتح» بإسطنبول تكتظ بالمشاركين في تجمع «دعم القدس»