حذر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» من ضياع مكة إذا لم يستطع المسلمون حماية مدينة القدس، معتبرا أن العالم الإسلامي فشل في امتحان القدس، في إشارة إلى ردود الفعل المتواضعة حيال نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى المدينة التي تضم القبلة الأولى.
وأضاف «أردوغان»، في كلمته أمام حشد جماهيري ضخم «نصرة القدس» بإسطنبول: «ليس العالم الإسلامي فقط من فشل في امتحان القدس بل الإنسانية جمعاء».
وتابع الرئيس التركي قائلا: «سأتحدث بصراحة، إن المسلمين بقدر ما هم أشداء على بعضهم في صراعاتهم الداخلية، فإنهم لا يتحلون بالشجاعة أمام خصومهم».
وحذر «أردوغان» من عدم القدرة على حماية مكة المكرمة إذا تم تضييع القدس، قائلا: «القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة».
وأضاف: «تم التطاول على قدسية القدس مرة أخرى بقرار الولايات المتحدة الأخير، والصهاينة يدنسون المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي محتل، ونحن لا نفعل شيئا».
وشدد على أهمية أن «نوحد صفوفنا كمسلمين، ثم نسعى إلى الدفاع عن مقدساتنا في وجه الظالمين».
وعن موقف تركيا، قال «أردوغان» إن بلاده «حددت موقفها من مسألة القدس وفلسطين، وذلك من خلال العمل عبر القنوات الدبلوماسية والخطوات الفعلية على الأرض».
وتابع: «الدولة العثمانية حافظت على القدس مسيرة 400 سنة ودافعت عنها في وجه الظلم والعدوان»، مشيرا إلى أن «آثار الدماء لم تمح عن جدران القدس وفلسطين منذ سقوط الدولة العثمانية».
ومضى بالقول إن «المجزرة الإسرائيلية بغزة أوضحت لنا بشكل جلي بأننا لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي».
وقال «أردوغان»: «نؤمن بأنه لا غالب إلا الله فمهما امتلكت (إسرائيل) من سلاح فتاك فإن سلاح الله أقوى»، مشيرا إلى أن «(إسرائيل) تستهدف تركيا ورئيس جمهوريتها ولذلك فإنني في الطريق الصحيح».
واعتبر أن «اللغة الوحيدة التي يفهمها الظالم عديم الأخلاق (في إشارة إلى إسرائيل) هي القوة؛ لذا في حال اتحد العالم وجميع المسلمين لن تتمكن (إسرائيل) من مواصلة ما تقوم به».
وشدد «أردوغان» على أن «الولايات المتحدة لم تعد وسيطا يمكن الاعتماد عليه بل أصبحت جزءا من المشكلة القائمة».
واعتبر الرئيس التركي أن «العالم أصبح محكوما بين شفتي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأقواله ولا يمكن أن نقبل بهذا».
وجدد وصفه لـ(إسرائيل) بأنها «دولة تمارس الإرهاب»، داعيا العالم إلى أن «يقف صفا واحدا ضد الانتهاكات الإسرائيلية»
وأكد أنه «على الإسرائيليين أن يتنبهوا وأن يقفوا في وجه دولتهم التي تمارس الانتهاكات بشكل مستمر».
وانتقد «أردوغان» فشل الأمم المتحدة في إدانة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 60 شهيدا فلسطينيا بالتزامن مع افتتاح السفارة، قائلا: «الجرائم الإسرائيلية تقوض مصداقية الأمم المتحدة».
واتهم الأمم المتحدة التي صمتت، حيال احتلال القدس في 1967، بـ«المشاركة في هذا الظلم من خلال بقائها متفرجة على كافة ممارسات (إسرائيل) المجحفة والفاقدة للضمير».
واعتبر «أردوغان» أن «(إسرائيل) ومنذ العام 1947 تفعل ما يحلو لها في فلسطين، وتواصل اليوم ذلك دون هوادة»، مشددا على أنه «لا يمكننا تجاهل هذه الحقائق».
