كشف مصدر مسؤول بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عن عقد قادة من المجلس لقاء مع عدد من القادة التاريخيين الجنوبيين في دولة الإمارات.
وأشار المصدر إلى أن اللقاء جمع بين الرئيس الجنوبي السابق «علي ناصر محمد»، وقادة من المجلس الانتقالي، بهدف لم الشمل وتوحيد الصف الجنوبي ووضع تصور للمرحلة المقبلة.
وأضاف أن «لقاء اليوم (الجمعة) يأتي ضمن سلسلة لقاءات ستعقد خلال الأيام المقبلة في القاهرة والإمارات، بين قادة الأحزاب الجنوبية ومسؤولين سابقين في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ومنهم عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب الرابطة، وخالد بحاح رئيس الحكومة اليمنية السابق»، وفقا لوكالة «سبوتنيك».
وتابع «ما يشهده الجنوب اليوم من إجماع وتوحيد الصف والهدف، لم يحدث منذ الثمانينات، وهو إنجاز يحسب للمجلس الانتقالي».
وأردف «لو لم يكن موجودا لما شاهدنا هذه الصور واللقاءات على هذا المستوى».
وهناك من يرى أن محاولة «الانتقالي»، وكيل الإمارات في الجنوب، التقرب من «علي ناصر محمد»، الحليف الاستراتيجي لإيران، يضرب مصداقية الدور الذي تقوم به الإمارات، بل أيضاً الدور الذي يؤديه التحالف، والشعار الذي رفعه وأطلق عليه مواجهة مد المشروع الإيراني، إذ أنه بدلا من دعم الشرعية، التي جاء التحالف من أجلها، تلجأ الإمارات إلى التحالف مع طرف موالٍ لإيران، يرفض فكرة التحالف نفسه، وهو ما قد يعطي دفعة للشرعية والأطراف الداعمة لها لاستغلال الفرصة لمهاجمة الدور الإماراتي.
ولدى الإمارات سوابق في تبديل تحالفاتها مقابل ضمان تحقيق مصالحها، على غرار ما حدث في العلاقة بينها وعائلة الرئيس الراحل «علي عبدالله صالح»، الذي قتل على أيدي الحوثيين قبل أشهر.
أما المسار الثاني الذي تسعى إليه الإمارات، والذي يعتبره مراقبون يمنيون أنه الأخطر، فيتمثل في محاولتها فرض ما يشبه السياج والحصار العسكري، ليس على الحوثيين بل على قوات الشرعية، أو ما تحاول الإمارات وحلفاؤها تسميته بمناطق وجود حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن).
لكن هذا السياج الذي تحاول فرضه يستهدف الجيش الوطني، الموالي للرئيس «هادي»، والذي ينتشر من الشرق إلى الغرب، إلى مناطق الوسط. وتحاول الإمارات أن تحد من هذا التمدد، وذلك من خلال استغلال نفوذها في التحالف وتمكين وكلائها.
