السعودية تعتقل ثلاث ناشطات.. من هن؟ وكيف دافعن عن المرأة؟

السبت 19 مايو 2018 12:05 م

«لجين الهذلول»، و«إيمان النفجان»، و«عزيزة اليوسف».. ثلاث سعوديات ضجت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والعالمية، بخبر توقيفهن في المملكة، منذ 15 مايو/أيار الجاري.

وفي الساعات الأولى من صباح السبت، أعلنت رئاسة أمن الدولة السعودية، إلقاء القبض على 7 أشخاص (لم تسمهم)، قالت إنهم قاموا بـ«تواصل مشبوه مع جهات خارجية، وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة».

جاءت الاعتقالات الجديدة، ضمن حملة بدأها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، في سبتمبر/أيلول 2017، ضد رجال دين وأكاديميين وناشطين وغيرهم، فيما يبدو أنها حملة منسقة ضد أي معارضة محتملة.

في هذا التقرير، نستعرض دور النساء الثلاثة في الدفاع عن حقوق المرأة بالمملكة:

«لجين الهذلول»

«لجين الهذلول»، ناشطة حقوقية سعودية في مجال حقوق المرأة، ولدت بفرنسا في 1989، ودرست الأدب الفرنسي في جامعة «كولومبيا» البريطانية، وتم تصنيفها كثالث أقوى امرأة في العالم العربي عام 2015.

نددت مرارًا عبر حساباتها الرسمية بحقوق وحريات المرأة في المملكة، وتحدّت حظر قيادة السيارة المفروض على المرأة في السعودية.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، احتُجِزَت لمدة 73 يوما لأنها نشرت على «تويتر» صورتها وهي تقود السيارة، قادمة من الإمارات إلى السعودية.

وعقب إطلاق سراحها في فبراير/شباط 2015، مضت قدما للترشح للانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، وهي المرة الأولى التي سمح فيها للمرأة بالتصويت والترشح.

وعلى الرغم من الاعتراف بها كمرشحة، لم تتم إضافة اسمها إلى لوائح الاقتراع.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، منعتها الإمارات من الدخول إلى أراضيها، بدعوى اتهامها بالتحريض على حكومة السعودية، من خلال استغلالها قضية قيادة السيارة للمرأة السعودية.

وقعت على عريضة في سبتمبر/أيلول 2016، ضمت أكثر من 14 ألف توقيع، تطالب الملك «سلمان بن عبدالعزيز» بإلغاء نظام ولاية الرجل.

وفي يونيو/حزيران 2017، اعتقلت «لجين» بمطار الدمام، إثر عودتها إلى السعودية من الخارج، قبل أن يطلق سراحها بعدها بأيام.

«إيمان النفجان»

«إيمان النفجان»، مدونة ولدت في السعودية، لضابط عسكري سعودي، حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ثم عملت في وقت لاحق كمساعدة لمدرس جامعي إلى أن حصلت على درجة الماجستير في نفس تخصصها، لتنتقل فيما بعد لإكمال دراسة اللغة الإنجليزية في جامعة «برمنغهام» في المملكة المتحدة.

في فبراير/شباط 2008، بدأت في الكتابة عبر مدونة «Saudiwoman»، حيث كانت تكتب على قضايا السعودية الاجتماعية والثقافية، مع التركيز على تلك المتعلقة بالنساء.

تقدم نفسها على أنها كاتبة سعودية تنشط في قضايا المرأة السعودية، وتنتقد دائما السعوديات اللاتي تعتبرهن «سطحيات وسلبيات ولا هم لهن سوى المطبخ والأزياء».

برز صيتها في 2011، عندما كتبت مقالات في مدونتها تقول فيها إن سعوديات مثلها يطالبن بالمزيد من الحقوق والأهلية، بينما هناك بالمقابل نساء سعوديات اعتدن حياتهن الواقعية وتشبثن بها حتى أصبحن رافضات لأي تغيير ويحاربن من أجل بقاءه على ما هو عليه.

اختيرت بعد ذلك، في قائمة المائة شخصية مفكرة في العالم، لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

وفي ظل الربيع العربي، قادت «إيمان» في 17 يونيو/حزيران 2011، مع سعوديات أخريات حملة قيادة المرأة للسيارة ليثرن الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، لتعود مسألة القيادة إلى الواجهة من جديد في ظل انشغال العالم العربي بثورات غيرته، حيث لم تقد محاولتهن إلى تغيير كن يأملنه وبقي الأمر على ما هو عليه.

تم توقيفها في أكتوبر/تشرين الأول 2013، مع تصاعد الجدل حول حملة سعودية لتشجيع النساء على قيادة السيارات في السعودية، حين قالت إنها كانت مسؤولة عن تصوير السعوديات خلال قيادتهن للسيارة.

وتخاطب «إيمان» في كل كتاباتها القارئ الغربي، وهذا يدعها تندفع لصد أي تهمة عن توافقها مع الغرب على حساب ثقافتها، لأنها تفتخر بأشياء ثلاثة على حسب قولها: «ثقافتها الإسلامية، وأصولها النجدية، ووطنها السعودية».

تؤكد دوما أن كتابتها تنطلق من حرصها على أن تعامل المرأة السعودية كراشدة، بدلا من أن «تحتقر كقاصر» في احتياج إلى ولي.

«عزيزة اليوسف»

«عزيزة اليوسف»، ناشطة حقوقية سعودية، ولدت في 1950، وتخرجت في جامعة فيرجينيا كومن ولث بالولايات المتحدة.

هي محاضرة متقاعدة في قسم الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود، وناشطة حقوقية في مجالات حقوق الإنسان عامة، والمرأه والمعنفات والمطلقات وحقوق الطفل خاصة.

لها نشاطات عديدة في المطالبة بتمكين المرأة السعودية، وسبق لها أن أرسلت برقيات للديوان الملكي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطالب بتمكين المرأة السعودية.

شاركت بحملة أكتوبر/تشرين الأول 2013، للمطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.

قادت في 2016، حملة نسائية شعبية بعنوان «أنا ولية نفسي»، كانت تطالب بإسقاط ولاية الرجل.

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، عبرت السبت، عن قلقها من اعتقال الناشطات، وقالت إنّه «يبدو أنّ (الجريمة) الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء الناشطون تكمن في أنّ رغبتهم برؤية النساء يقدن السيارات، سبقت رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بذلك».

وسوف يمنح تمكين النساء من قيادة السيارات القدرة على التحرك والانضمام إلى القوة العاملة في البلاد. بعد أن طالبت السعوديات، الحكومة في الماضي، برفع الحظر المفروض عليهن للقيادة.

ويقول ناشطون، إن التغير الاجتماعي لن يكون إلا مجرد إجراء لتجميل الصورة إذا لم يحدث تفكيك لنظام الوصاية الصارم في المملكة، والذي يلزم المرأة بالحصول على إذن قريب ذكر من أجل الدراسة والسفر والمشاركة في أنشطة أخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لجين الهذلول. عزيزة اليوسف إيمان النفجان اعتقالات السعودية حقوق المرأة ناشطات