تواصل الاتهامات بين رموز التيار المدخلي وجمعية العلماء بالجزائر

السبت 19 مايو 2018 11:05 ص

تزايدت حدة الصراعات والاتهامات بين رموز التيار المدخلي في الجزائر ومسؤولي جمعية العلماء المسلمين، والتي اندلعت قبل بضعة أسابيع.

وكان أحد رموز التيار المدخلي «محمد علي فركوس» هاجم، في رسالته الشهرية، الكثير من الجماعات والتيارات وأخرجهم من «أهل السنة والجماعة» متهما إياهم بشتى التهم، الأمر الذي جعل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ترد على «فركوس».

بدوره هاجم «فركوس» الجمعية الجزائرية ورموزها، متهما إياهم بالانحراف على نهج مؤسسها الشيخ «عبدالحميد بن باديس»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

ووصف «فركوس» الجمعية بأنها «حزبية تحارب عقيدة التوحيد ودعوة الحق، وتكن العداوة لأهلها، وتوغر صدور الناس عليهم»، كما هاجم قادة الجمعية قائلا: «أضحت جمعية العلماء المسلمين الأصيلة بين أيدي جمع من الفلاسفة والمتصوفة وأضرابهم من المتحزبين، سلبوا الجمعية الباديسية جوهرها ومضمونها، لم يتركوا ـ بعد هذا التدليس ـ للجمعية الباديسية سوى الاسم دون المحتوى».

وجاء الرد على لسان رئيس لجنة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين «العابدين بن حنفية»، الذي قال إن «الجمعية تقوم بالعديد من النشاطات، أبرزها تحفيظ القرآن لآلاف الجزائريين، وتدرسهم العقيدة، وتعلمهم المواد العلمية الشرعية».

وخاطب «فركوس» قائلا: «ما الفرق بين من يدرس في مسجد أو جامعة أو ثانوية أو مدرسة أو غيرها مما تشرف عليه الدولة، وبين من ينشط في نطاق هذه الجمعية أو تلك؟»، في إشارة إلى أن «فركوس» يدرس في كلية العلوم الإسلامية بالخروبة في العاصمة.

وتساءل: «ماذا يقال عن عشرات بل مئات الدعاة والمعلمين والمدرسين، الذين يقومون بأعمال جليلة لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العقيدة وغيرها من المواد العلمية الشرعية، وأحيانا يكون ذلك والله بكفاءة عالية، كيف يكون غرض هؤلاء محاربة عقيدة التوحيد، وما هي عقيدتهم إذن؟».

وعلق «بن حنيفة» على قضية جواز الانخراط في الجمعيات التي يحرمها «فركوس» قائلا: «الانتساب إلى هذه الهيئات غير مخالف للشرع فهو تقوية للتحالف المشروع القائم ببن المؤمنين بمقتضى إيمانهم في التعاون على البر والتقوى، أما الحكم على هذه الهيئات ومدى نفعها للأمة فلا ينبغي أن يستند فيه إلى من يتولون إدارتها ومن أعطوا حق تمثيلها القانوني، أو الإشراف الإداري، من فعل ذلك فعليه إذن أن يمنع كل عمل صالح نافع متى كان تحت إمرة من ليس مرضيا حقا، أو ليس مرتضى عنده، وهذا في كل الهيئات والإدارات والدوائر الحكومية».

وعاد «فركوس» ليرد على رئيس لجنة الافتاء في جمعية العلماء المسلمين، فقال إن «لها نشاط مكثف ومشاركات عميقة في انتشار المخالفات والبدع والمنكرات» وذلك في رد عنونه بـ«مواقف سلفية في دحض دعاوى ابن حنفية وشبهات الجمعية» مشيرا إلى أن «من مفاخر الدعوة السلفية، انتهاجها نهج الرد على أهل الخصومات والبدع بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة ومجادلتهم بالحق».

واعتبر أن رئيس لجنة الإفتاء اعتمد في رده على «عبارات ضبابية تعارض ما عليه المنهج السلفي في أهم أساليبه الدعوية، لتنم عن شخصية منهزمة مقهورة غير مطلعة على منهج الرد على المخالف من جهة، أو تنجلي ـ من جهة أخرى ـ عن شخصية هروبية لا تملك القدرة على مواجهة الحق بدليله؛ فتختفي هروبا وراء الشعارات والعبارات والمنحدرات القلقة، كما هو صنيع الإخوان والجزأرة».

واتهم مجددا جمعية العلماء، التي قال إن «لها نشاط مكثف ومشاركات عميقة في انتشار المخالفات وفشو البدع والمنكرات وسكوت عليها؛ وبالمقابل لها عزوف عن نشر التوحيد الخالص والسنة الصحيحة والدعوة إليهما؛ فأين حال الجمعية الحالية من وصايا مؤسسها الأول، متسائلا هل أقلامهم لضرب المتمسكين بالسنة قائمة؟ وألسنتهم في تشويه سمعة المصلحين فاشية؟».

وما زال الصراع بين أتباع التيار المدخلي في الجزائر مستمرة، بعد انقسامهم إلى فريقين، الأول يقوده «محمد علي فركوس» و«لزهر سنيقرة» و«عبدالمجيد جمعة»، وهو الفريق الذي حصل على التزكية من «محمد المدخلي»، والفريق الثاني حصل على تزكية «ربيع بن هادي المدخلي»، ويمثل التيار «عبدالمالك رمضاني» و«عز الدين رمضاني».

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التيار المدخلي صراعات اتهامات جمعية العلماء المسلمين الجزائر