باحث أردني: المشروع الإصلاحي الذي يتبناه «بن سلمان» فردي غرائزي

الأحد 20 مايو 2018 11:05 ص

وصف باحث أردني بارِز المشروع الإصلاحي الذي يتبناه ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» بأنه «فردي غرائزي»، وذلك من خلال عقد مقارنة علمية بين مشروع «بن سلمان» و3 مشاريع أخرى مرت على العالم في العقود الأخيرة.

وعبَّر عالم المُستقبليات الأردني «وليد عبدالحي» عن اعتقاده أن يُلاقي مشروع «بن سلمان» مصير مشروع آخر رئيس للاتحاد السوفييتي «غورباتشوف» الذي انتهى بتفكك الاتحاد، ومشروع الرئيس المصري الراحل «أنور السادات» الذي انتهى بمَقتلِه.

وبحسب صحيفة «رأي اليوم»، فقد تضمنت دراسة «عبدالحي» مقارنةً علميّةً بين أربعة تجارب هي تجربة «البريسترويكا والغلاسنوست» التي طرحها «غورباتشوف» في الاتحاد السوفييتي عام 1985، وتجربة التحديثات الأربعة (دينغ هيساو بنغ) والصعود السلمي (بيجيان) في الصين الشعبية بدءا من عام 1978.

وقبل المشروع الذي يتحدث عنه «بن سلمان» تجربة «المنابر والانفتاح» التي قادها «السادات» في مِصر بعد عام 1970.

اثنتان من هذه التجارب فشلتا فشلاً ذريعًا، فقد أدى مشروع «غورباتشوف» إلى تفكك الاتحاد السوفييتي إلى 15 جمهورية والعودة لحدود روسيا القيصرية تقريبًا، وعدم تحقيق أيّة نتائج اقتصاديّة أو سياسيّة أو عسكرية، أمّا تجربة «منابر السادات» فانتهت بمَقتَلِه وبتراجع في كُل القِطاعات وبفُقدان مِصر لمكانتها الإقليميّة.

التجربتان الأخريان: السعودية، وهي تجربة ما تزال قيد الاختبار، بينما التجربة الصينية حققت تقدمًا اقتصاديًّا نقل الصين من المرتبة 36 في زمن «ماوتسي تونغ» إلى المرتبة الثانية حاليًّا، كما أن التشنج الأيديولوجي تراجع لصالح براغماتيّة لا تتطاول على أركان النظام السياسي المركزيّة لكنّها تُهذِّبها.

وتحدث «عبدالحي» عن «النزعة الثأريّة الفرديّة في المشروع السعودي من خلال طمس الوهابيّة وتفجير حالة الوئام داخل الأُسرة الحاكِمة تحت ستار التلذذ بطَريقة ذكوريّة بوَهم البُطولة».

واعتبر «عبد الحي» أن «الدولة الريعيّة في السعوديّة فقدت الكثير من مَصادِر تمويلها وازداد الأمر تعقيدًا في الانغماس السعودي في مُغامرات عسكريّة في اليمن بشكل مباشر وفي الشأن السوري بشكلٍ غير مُباشر، ثم تأزيم الجو الإقليمي بتحولات في أولويّات السياسة الخارجيّة من (إسرائيل) نحو إيران، وإصدار تصريحات تشكل صدمة للكثيرين لا سيما فيما يتعلق بالقدس والموضوع الفلسطيني بكامله».

وأشار إلى «عدم وضوح الخط الفاصل بين الثروة الفرديّة والثروة المجتمعيّة، وعدم إدراك أنّ الإصلاح الاقتصادي لا يأتي دون قدر من الإصلاح السياسي المُوازي له وبمُشاركة النُّخبة العلميّة النَّزيهة في المُجتمع».

وتتركز مشكلة المشروع السعودي، برأي الباحث، في أنه «فردي غرائزي» يحمل الكثير من قسمات المشروع السوفييتي والساداتي، بينما المشروع الصيني قام على إصلاح أيديولوجي يتبنَّاه أكثر من 82 مليون عضو في الحزب الشيوعي الصيني.

المصدر | الخليج الجديد + رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

بن سلمان فردي غرائزي مشروع إصلاحي ماوتسي تونج غورباتشوف السادات