استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سبعون عاما على النكبة وسنة على حصار قطر

الأحد 20 مايو 2018 11:05 ص

رغم مرارة الحصار علينا من الأشقاء الذين كنا نتطلع الى ان نشد بهم ازرنا في الخليج كله لمواجهة اي قوى تريد سلب إرادتنا نحن أهل الخليج العربي، وسلب ثرواتنا وقرارنا السياسي الخليجي "المأزوم".

رغم الفرقة والمعاناة الأسرية التي يعانيها أهل الخليج العربي جراء هذا الحصار الظالم وغير المبرر، رغم ذلك واكثر إلا اننا لم ننس أهلنا في فلسطين، خاصة في غزة، ومعاناتهم من الحصار الذي يفرضه عليهم النظام المصري الظالم (نظام السيسي) وإسرائيل وسلطة رام الله.

لا ننساهم رغم آلامنا الخليجية، ولن نتخلى عنهم كل ما استطعنا الوصول اليهم لنمدهم بالمال الضروري لحياتهم المدنية وسعادة أبنائهم للحصول على التعليم وخلق فرص عمل لهم. لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه المشروعة وضمان مستقبل اجيال فلسطين من البحر إلى النهر.

الحصار المضروب على قطر منذ الخامس من حزيران 2017 خلق لنا صعوبات الوصول الى بيت الله الحرام، لم نُمنع صراحة من أداء مناسك العمرة في الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم بموجب مرسوم ملكي او قرار وزاري، إلا أن العقبات واللوائح الادارية والاجراءات وإغلاق الحدود برا وجوا التي تفرض علينا تصل الى درجة المنع من أداء مناسك العمرة والحج.

إن صعوبة اجراءات السفر الى الأراضي المقدسة مكة والمدينة تحد من قدرة الناس على السفر، الاجراءات الفندقية مثلا لا تقبل بطاقة الائتمان المصرفية ولا تقبل في معظم المحلات التجارية وهذا لا يكون إلا بموجب توجيهات رسمية قد تكون شفوية كي لا يكون هناك توثيق على ما يفعلون. فاذا كنا لا نستطيع الوصول الى بيت الله الحرام في يسر وسهولة، فأهلنا في غزة لن يستطيعوا الخروج من غزة الى اي جهة كانت في هذا الكون إلا بشق الانفس.

*  *  *

كما اشرت اعلاه، رغم همومنا وآلامنا من الحصار، إلا ان قضية العرب والمسلمين الاولى قضية فلسطين كانت وما برحت على جدول اهتماماتنا. في هذا الاطار عقد في الدوحة عاصمة دولة قطر مؤتمر بعنوان: "سبعون عاما على نكبة فلسطين: الذاكرة والتاريخ"، شارك فيه كوكبة من كبار أساتذة التاريخ في الوطن العربي الكبير، وقدموا بحوثا محكمة أكاديميا غاية في الأهمية.

أستطيع القول: انها محاولة لكتابة تاريخ القضية الفلسطينية بمنظور علمي يعتمد التوثيق وأصالة الوثيقة والمخطوطة وذاكرة من بقي حيا من تلك الأجيال التي عاصرت تلك النكبة.

حوارات ومناقشات بين أهل الفكر المهتمين بتاريخ النكبة انشغل بها المشاركون على امتداد ثلاثة ايام، كل ذلك يهدف الى تقديم قراءة موثقة لتاريخ القضية الفلسطينية للأجيال القادمة بعيدة عن العواطف والانفعال والمبالغة في القول والحدث. ومن هنا نقول: "لا يموت حق وراءه مطالب".

*  *  *

مع قدوم شهر رمضان المبارك وخليجنا يعاني من حصار قطر من قبل الاشقاء إلا ان ابصارنا امتدت الى أهلنا في غزة ارض البطولة والصمود، وسارعت قيادتنا السياسية باصدار توجيهاتها السامية بصرف مبلغ 50 مليون ريال منحة طارئة الى أهلنا في غزة أي ما يقارب 14 مليون دولار لتغطية متطلبات قطاع الصحة والتعليم والإسكان والاحتياجات الغذائية. وتبرع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتحمل تكلفة إفطار مليون صائم في غزة طيلة شهر رمضان المبارك.

في جانب آخر، وفي الوقت الذي يتدافع فيه بعض دول الخليج العربي نحو إسرائيل توددا واسترضاء وصمتا على انتهاكات الصهاينة للمسجد الاقصى، اصدرت دولة قطر بالامس بيانا ادانت فيه اقتحام مستوطنين صهاينة للمسجد الاقصى، كان ذلك على اثر اقتحام 1620 صهيونيا للمسجد الاقصى.

وهو اكبر عدد يقتحم هذا الحرم الشريف منذ احتلال القدس عام 1967 كما تقول وكالات الانباء الاسرائيلية والفلسطينية، كما اعتقلت السلطات الاسرائيلية عددا من حراس بيت المقدس الذين حاولوا التصدي لاقتحام المستوطنين الحرم القدسي.

*  *  *

في الزمن العربي الرديء الذي اصبح بعض القيادات العربية يتسابقون على استرضاء اسرائيل ويرحبون بطريقة مباشرة وغير مباشرة بنقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس وجعلها العاصمة الابدية لاسرائيل والقول إن اسرائيل لها الحق فى الدفاع عن نفسها دون اعطاء الحق للشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه وأرضه، نجد ان معظم يهود أميركا يعارضون نقل سفارة بلادهم (أميركا) للقدس.

الكاتبة الإسرائيلية ياعيل فاتير كتبت في صحيفة يدعوت أحرنوت الاسرائيلية "ان يهود أميركا يقفون ضد نقل السفارة الأميركية لمدينة القدس". المعروف ان ياعيل فاتير هي تشغل مديرة المنظمة اليهودية الأميركية  (J Street أو جيه ستريت) (الشرق 14/5).

وقالت ايضا "إن موقف الرئيس ترامب من إسرائيل ليس لإرضاء الصوت اليهودي في بلاده، وانما من اجل (الإنجيليين) والمسيحيين محبي المستوطنين، وعلى الاسرائيليين ان يفهموا ذلك". وأكدت في مقالها المشار إليه:

"أن أعضاء الوفد الأميركي الذين يشاركون في الاحتفال بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، وكلهم من اليهود، بانهم بهذا الوفد المكون من وزراء أميركيين يهود وقامات أميركية يهودية اخرى يريدون إعطاء صبغة يهودية اضافية للادارة الأميركية الحالية، لكنهم في حضورهم المكثف قد يحدثون العكس دون ان يقصدوا".

الغريب في أمر سلطة محمود عباس برام الله أنها راحت تطالب العالم بالاعتراف بأن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية (الدفترية)، بينما الاسرائيليون يعلنون ان مدينة القدس هي عاصمتهم وشتان بين المطلبين.

والحق ان من يرضى بتقسيم مدينة القدس سيرضى بازاحته الى خارج المدينة ومقدساتها بل الى خارج الضفة الغربية برمتها.

آخر القول: اثنا عشر عاما وغزة محاصرة من العرب وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقطر  تكمل عامها الأول تحت حصار الاعداء والاشقاء، فهل من نهاية لهذا الظلم الأسود؟

  • محمد صالح المسفر - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

  كلمات مفتاحية

حصار قطر الأزمة الخليجية عقبات العمرة ذكرى نكبة فلسطين السلطة الفلسطينية نقل السفارة الأميركية للقدس محمد كوثراني