في الوقت الذي احتفي فيه مغردون سعوديون بقرار ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، التكفل بإنهاء أزمة الديون الخارجية للأندية السعودية، شن آخرون هجوما حادا عليه، باعتبار أن معالجة البطالة وتوفير وظائف وتحسين الخدمات أولى من الرياضة.
وتحول وسم «محمد بن سلمان ينقذ الأندية»، من شكر لولي العهد، إلى هجوم عليه، حيث أكد المغردون عبر «تويتر»، أن دعم وإنقاذ مرابطي الحد الجنوبي، ودعم الفقراء أهم وأكثر تأثيرا ومثوبة من الرياضة.
البداية مع رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية «تركي آل الشيخ»، الذي غرد مقدما الشكر لولي العهد، ولفت إلى أن الرياضة تغيرت في المملكة، برعاية «بن سلمان».
وأضاف رجل الأعمال «عبدالله العمراني»: «هذه الخطوة الجبارة سيكون لها الأثر الإيجابي على مستوى الرياضة السعودية بالمستقبل القريب والبعيد».
وتابع الصحفي «أحمد الرباعي»، بعدما نشر مقطع فيديو من مؤتمر «بن سلمان» لتدشين «رؤية 2030»: «آمن ولي العهد بالشباب في تحقيق رؤية 2030، فقدم الدعم للقطاع الرياضي.. يوم تاريخي لن تنساه الرياضة السعودية».
فيما اتهم الناشطون، الداعمون للقرار بأنهم «مطبلون» لولي العهد، لافتين إلى أن هناك أولويات وأساسيات، أهم من الرياضة.
وقالت «نورة العسبلي»: «يا سيدي الرياضة ما عليها خوف.. وكلها لعب بالملايين.. لكن الحق لجنود الوطن على الحد وديونهم والمساجين المديونين وفقراء هذا البلد والمتقاعدين وربّات الأسر».
وأضاف «تركي»: «والله ما ينحرم إلا العاطل في هالبلد.. يشوف الملايين توزع يمين شمال وهو عايش في فقره وحاجته».
ولفت ناشطون، إلى أن هناك ما هو أفيد للسعودية من الرياضة ودعمها، مثل الصرف على الجامعات وطلاب العلم أو الموظفين الحكوميين.
فيما علق «نواف» بالقول: «في زحام الألم.. لا شكوى إلا لله».
وغرد حساب «شؤون عربية»: «عقبال ما ينقذ الفقراء والمعسرين وأصحاب المناشدات بعلاج أبنائهم أو ذويهم الذين نراهم يوميا على تويتر يناشدون الحكومة».
وكتب «علي الخزمري»: «لو دعم المواطنين المحتاجين واحنا في رمضان يكون أفضل له عند الله وعند شعبه».
ويبلغ إجمالي ديون الأندية السعودية، نحو مليار ريال سعودي (266.641 مليون دولار).
يذكر أن الأندية السعودية تعاني من تراكم الديون المالية على ميزانيتها مما تسبب على سبيل المثال في عدم إشتراك نادي «اتحاد جدة» السعودي في دوري أبطال آسيا في المواسم الأخيرة.
وقبل أيام، وجه عضو مجلس الشورى السعودي السابق «محمد آل زلفة»، انتقادات حادة للفقراء في المملكة، مستنكرا شكواهم من الغلاء وارتفاع الأسعار.
وأفضت «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل السعودي ووقف الارتباط بالنفط، إلى فرض ضرائب، وضمنها ضريبة القيمة المضافة، إلى جانب تقليص الدعم المخصص للكهرباء والمياه والوقود، الذي تضاعف سعره مطلع العام الجاري.
كما أن الرؤية لم تحل دون بقاء البطالة في معدلات مرتفعة، إلى جانب أنها لم تسهم في تحسين معدلات النمو الاقتصادي.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه صحيفة «وول ستريت جورنال»، العام الماضي، أن «بن سلمان» الذي يقود حملة تقشف في بلاده، هو المشتري الحقيقي للوحة «سالفاتور موندي» (مخلص العالم) للفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، التي تعد الأغلى في التاريخ، ويبلغ ثمنها 450 مليون دولار، فضلا عن شراء يخت بقيمة 500 مليون دولار.
