تسبب تصنيف إحدى وكالات السفر لمطار «محمد الخامس» بالمغرب كأحد أسوأ خمس مطارات بالعالم في جدل داخل مجلس النواب المغربي، في الوقت الذي اعتبرت فيه الحكومة المغربية أنه «مغرض» ويهدف إلى التشويش على ملف ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026 لكرة القدم.

وكانت وكالة «edreams» العالمية للأسفار قد نشرت تصنيفا عبر موقعها الإلكتروني لأفضل وأسوأ خمس مطارات بالعالم، وفي مجال الأسوأ حل مطار «محمد الخامس» في مدينة الدار البيضاء، الصدارة.

واعتبر نواب أن هذا التصنيف يسيء إلى سمعة المغرب، مطالبين الحكومة بتوضيح.

بدورها، قالت كاتبة الدولة لدى وزير السياحة «لمياء بوطالب»، الإثنين، في مجلس النواب ضمن جلسة الأسئلة الشفوية، إن تصنيف الوكالة لمطار «محمد الخامس» الأسوأ عالميا اعتمد على منهجية غير صحيحة، ليست لها أي مصداقية، إذ استند إلى التعليقات المكتوبة على الموقع الإلكتروني للوكالة ذاتها.

ولفتت «بوطالب»، إلى أن المجلس الدولي للمطارات الشهير سبق أن صنف مطار «محمد الخامس» كأفضل مطار في القارة بناء على معايير علمية دقيقة ومحددة، لكنها أقرت بأن هذا المطار لازال بعيدا عن أن يعكس كما يجب سمعة المغرب، خصوصا في معايير الضيافة وفضاءات الاستقبال.

ولفتت كاتبة الدولة إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات الوصية من أجل تحسين جودة الخدمات، من قبيل استكمال المحطة الجوية (Terminal A)  التي ستفتتح أبوابها في يونيو/حزيران المقبل، ووضع تطبيق للمطار على الهواتف الذكية، وتعميم «واي فاي» بالمجال، وأيضا تركيز الجهود مستقبلا على تقليص فترات الانتظار.

وأكدت تدخلات الفرق البرلمانية أن الجهات التي تقف وراء هذا التصنيف «جهات مغرضة»، تهدف إلى التشويش على ملف ترشح المغرب لمونديال 2026، غير أنها شددت على ضرورة العمل على تسريع الخدمات الأمنية بالمطار، وتسريع خدمة تسلم الأمتعة ناهيك عن ربط هذا الفضاء الجوي بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بالمزيد من وسائل النقل.

من ناحيته، أكد المكتب الوطني للمطارات في المغرب أن استنتاجات الوكالة لا تستند إلى أية مقاربة علمية متعارف عليها في مجال استطلاعات الرأي والدراسات الاستقصائية، لاسيما فيما يتعلق بمعايير أخذ العينات، مشيرا إلى أن الوكالة لم تعتمد مقاربة علمية في التصنيف بقدر ما اعتمدت على استنتاجات قراءاتها، انطلاقا من التعليقات التي يكتبها الزوار على موقعها الإلكتروني.

وشدد المكتب الوطني على أنه يحتفظ بالحق في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية فيما يتعلق بهذا الموقع الذي يبحث عن الإثارة فقط، على حد وصفه.

ويواجه ملف المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 لكرة القدم صعوبات عدة، أبرزها منافسة ملف مشترك مقدم من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وفي وقت سابق، هدد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في تغريدة على «تويتر»، الدول التي قد تعارض الترشح الأمريكي، أو التي قد تصوت لمصلحة الملف المغربي، واصفا موقف تلك الدول بـ«المخجل».

كما قال: «أدعو كل الدول الأفريقية إلى دعمنا لاستضافة كأس العالم إلى جانب كل من المكسيك وكندا، وأن يكون دعمها مثلما تدعمها الولايات المتحدة».

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن البلد المضيف لمونديال 2026، بموجب تصويت تشارك فيه للمرة الأولى كل الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي «فيفا»، بدلاً من اللجنة التنفيذية كما جرت العادة سابقاً، في 13 يونيو/حزيران المقبل.