واشنطن تتصل بتحالف «الصدر».. و«العبادي» مازال الحل الوسط

الثلاثاء 22 مايو 2018 09:05 ص

قال مساعد كبير لرجل الدين الشيعي العراقي «مقتدى الصدر» إن الولايات المتحدة تواصلت مع أعضاء بالكتلة السياسية التي يرأسها خصمها السابق «الصدر» بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية الذي وضعه في موقف قوي يتيح له التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة.

ويضع فوز «الصدر» واشنطن في موقف محرج؛ فقد قام جيش «المهدي» التابع له بانتفاضات مسلحة ضد القوات الأمريكية بعد الإطاحة بـ«صدام حسين» في 2003.

وإذا كان لـ«الصدر» تأثير قوي في اختيار رئيس الوزراء الجديد، فربما يتعين على الولايات المتحدة العمل معه لتأمين مصالحها في العراق، أحد أهم حلفائها العرب، والذي يرتبط أيضا مع إيران بعلاقات وثيقة.

وقال المساعد الكبير لـ«الصدر»، «ضياء الأسدي»، إنه لا توجد محادثات مباشرة مع الأمريكيين لكن جرى استخدام وسطاء لفتح قنوات مع أعضاء من تحالف (سائرون) الذي يقوده الزعيم الشيعي.

وأضاف: «سألوا عن موقف التيار الصدري عندما يتولى السلطة؛ هل سيعيدون إلى الوجود أو يستحضرون جيش المهدي أم يعيدون توظيفه؟ هل سيهاجمون القوات الأمريكية في العراق؟».

وقال: «لا عودة إلى المربع الأول؛ نحن لا ننوي امتلاك أي قوة عسكرية غير قوات الجيش والشرطة والأمن الرسمية».

ومن المعتقد أن لدى الولايات المتحدة نحو 7 آلاف عسكري في العراق حاليا برغم أن وزارة الدفاع الأمريكية أقرت فقط بوجود 5200. ويقوم هؤلاء في الغالب بتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية.

ويعارض كل من واشنطن و«الصدر» تغلغل نفوذ إيران في العراق؛ حيث تسلح طهران وتدرب وتمول فصائل شيعية وتقيم علاقات وثيقة مع كثير من السياسيين.

وحقق «الصدر» عودته السياسية المفاجئة مستفيدا من الاستياء الشعبي تجاه إيران وما يقول بعض الناخبين إنها نخبة سياسية فاسدة في بغداد تدعمها طهران.

 إيران والضغط الأمريكي

وهددت الولايات المتحدة بفرض «أقوى عقوبات في التاريخ» على إيران ما لم تقم بتغييرات كبيرة بما في ذلك التخلي عن برنامجها النووي والانسحاب من سوريا.

وسيدفع ذلك إيران على الأرجح إلى الدفاع عن مصالحها بقوة في العراق؛ حيث تتنافس على النفوذ مع واشنطن.

ووجهت كتلة «سائرون» دعوة إلى السفير الإيراني في بغداد لحضور اجتماع لدبلوماسيين كبار الأسبوع الماضي؛ وقال «الأسدي إن السفير اعتذر وقال إنه لا يمكنه الحضور».

ويجتمع «الصدر» مع زعماء العديد من الكتل ويحدد شروطا لدعمه للمرشحين لمنصب رئيس الوزراء، ويقول إنه يريد مرشحا يرفض الطائفية والتدخل الخارجي والفساد.

ولن يتولى «الصدر» المنصب لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات.

ويمكن أن تقوض إيران أي محاولة منه لتحديد شكل أي حكومة مستقبلية، وسبق لطهران أن تلاعبت بمهارة بالسياسة العراقية لمصلحتها.

وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات، وصل قائد فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، إلى بغداد لمقابلة سياسيين.

وقال مستشار لحكومة العراق: «أتى سليماني لإضعاف الكتل. إنه يعمل من أجل تفكيك التحالفات».

وقال مسؤول عراقي كبير سابق إن «الصدر سيحاول التغلب على إيران، لكنه أضاف أن طهران لن تتسامح مع أي تهديدات لحلفائها الشيعة».

وأضاف: «هناك حدود لما يمكن للصدر السعي إليه. في النهاية يمكنهم (الإيرانيون) السيطرة عليه. إنهم يمنحونه مساحة كبيرة للمناورة. لكن في نهاية الأمر، عندما يتحدى الشيعة ومصالحهم، أعتقد أنهم سيكونون صارمين للغاية؛ فـ(الإيرانيون) لديهم أدوات كثيرة جدا تمكنهم من النيل منه».

ولم تستبعد كتلة «الصدر» تشكيل ائتلاف مع الكتلة التي يقودها أقوى حلفاء إيران، «هادي العامري»، ما دام سيتخلى عما يقول «الأسدي» إنها سياسات طائفية ويصبح وطنيا عراقيا.

وقال «الأسدي»: «لم نعقد اجتماعا رسميا معهم (الإيرانيين)، أحيانا نتلقى بعض الاتصالات المرتبطة بما يدور حاليا، لكن لا يمكن اعتبار هذا اجتماعا أو نقاشا حول أي قضية».

ووجهت الانتخابات ضربة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته «حيدر العبادي»، الذي حل «ائتلاف النصر» بقيادته ثالثا، لكن دبلوماسيين غربيين ومحللين يقولون إن «العبادي»، وهو مهندس تلقى تعليما في بريطانيا، لا يزال لديه أوراق يمكنه اللعب بها.

ويبدو أنه سيخرج مرشحا كحل وسط مقبول من جميع الأطراف؛ لأنه أدار المصالح المتنافسة للولايات المتحدة وإيران خلال ولايته.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

العراق أمريكا إيران الصدر اتصال تشكيل الحكومة العراقية