الإلحاح على تشكيل قوة عربية مشتركة أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الثلاثاء 3 مارس 2015 10:03 ص

عنوان شبه موحد لأغلب افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم، وربما محتوى مشابه يركز أغلبه على معركة الإمارات مع الإرهاب سواء من خلال تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، أو البحث في توصيات مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة لمواجهة فكرية مع الإرهاب أو التوحد الذي ينحي الاقتتالات الطائفية وصراعات السلطة جانبا.. بجانب تحذير دول المنطقة من خطر الإرهاب الذي سيطال أعناق الجميع..

صحيفتا «البيان» و«الخليج» دارت افتتاحيتهما حول تشكيل قوة عربية مشتركة - وهو مطلب تلح عليه دول مل يسمى «بدول الاعتدال» تضم الإمارات ومصر والأردن وعلى استحياء السعودية – حيث اعتبرت صحيفة «الخليج» أن لا التحالف الدولي القائم الذي تقوده الولايات المتحدة قادر وحده على هزيمة تنظيم «داعش» وكل الدواعش الآخرين ولا المؤتمرات التي عقدت في واشنطن وعواصم غربية أخرى..

ورأت الصحيفة في افتتاحياتها تحت عنوان «ما حك جلدك مثل ظفرك» أن «الأمم المتحدة» ممثلة بـ«مجلس الأمن» في حالة عجز وعدم قدرة على وضع خطط واضحة وحاسمة في هذا الخصوص ويكتفي المجلس بإصدار قرارات بخصوص تجفيف منابع الإرهاب المالية والبشرية..

وقالت نحن أمام وضع مريب إزاء جدية الآخرين في محاربة هذا الإرهاب المستشري الذي يطرق كل الأبواب العربية.. كذلك نحن أمام وضع عربي مرتبك يدرك الخطر لكنه لا يواجهه بالقدر الكافي والمطلوب الجدية.. فضلا عن حالة الانقسام التي يعانيها النظام العربي بشكل عام.

ولفتت إلى أن الإرهاب لن يهزم من خلال المواجهة المنفردة لأنه قادر على التسرب والإفلات وعبور الحدود ولأنه يستند إلى فكر وتنظيم خارج عن المألوف.. وشددت على أنه لابد من عمل جماعي يتجاوز الأطر المعروفة من خلال استراتيجية مركبة عسكرية وفكرية وثقافية ودينية.. وهذه لن يستطيع القيام بها إلا العرب مجتمعين..

وأشارت إلى أن مصر دعت إلى تشكيل قوة عربية مشتركة تتولى مهمة التصدي للإرهاب حيث يوجد كإحدى آليات المواجهة الضرورية في الوقت الراهن والتي يجب أن تترافق مع آليات أخرى مكملة فكرية وثقافية.. مشيرة إلى أن ردود الفعل الأولية على المقترح المصري لم تلق على ما يبدو ردا إيجابيا واسعا.. محذرة في ختام افتتاحيتها من أنه إذا لم يتم الاتفاق على عمل عربي جماعي موحد فكل الحروب المنفردة لن تنفع ومعها كل التحالفات المستعارة التي لن تنوب عن المثل العربي «ما حك جلدك مثل ظفرك».

وفي سياق متصل، قالت «البيان» إن كلفة الحروب الداخلية التي خاضها العرب والاقتتالات الطائفية والمذهبية والعرقية وصراعات السلطة خلال العقود الأخيرة وصولا إلى مرحلة الربيع العربي كانت كارثية على صعيد المال والإنسان.

وأشارت الصحيفة تحت عنوان «كلفة الحروب» إلى أن المراكز البحثية التي تحاول تقييم هذه الكلف ستجد أنها كبيرة حد الفجيعة إلى الدرجة التي يمكن اعتبارها كلفة قادرة على إنشاء دول أخرى وتنمية حياة شعوبها.. فمئات المليارات تبددت في هذه الحروب وتمويلها فوق الخسائر الاقتصادية والتنموية في كل القطاعات من السياحة إلى الصناعة مرورا بالأضرار التي وقعت على قطاعات الصحة والتعليم.

ورأت «البيان» أن الفوضى الدائرة الآن في بعض أقطار الوطن العربي هي احتلال غير مباشر تتعاون على إنجاحه قوى داخلية وخارجية هدفها استنزاف قدرات هذه البلدان حتى تنوء تحت أثقال الخضوع للخارج والاستجابة لشروطه.. وهذه الأوضاع تؤثر بعمق على أمن المنطقة والأمن الإقليمي خاصة في ظل تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية المتطرفة وغياب موقف عربي تضامني وحالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض الدول الإقليمية وتزايد التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.

ودعت «البيان» في ختام افتتاحياتها إلى ما دعت إليه «الخليج» إلى أنه حان الوقت لموقف عربي موحد إزاء المؤامرة التي تضرب بعض الدول العربية بمعالجة المشاكل التي تهز أركان الدولة وقطع الطريق أمام أي تدخل من شأنه تقسيم هذه الدول إلى دويلات.

وفي تفاصيل الموقف والوحدة توحدت الإمارات مع مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر واستثنت من التوحد مؤتمر محاربة الإرهاب الذي نظمته السعودية في مكة تحت رعاية الملك «سلمان بن عبدالعزيز» قبل عقد مؤتمر القاهرة ربما لاستضافته من تعتبرهم الإمارات إرهابيين كأمين عام «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، «القرة داغي» وغيره من المنتمين لحركة «الإخوان المسلمين»- فتحت عنوان «مواجهة ادعاءات الإرهابيين» قالت نشرة «أخبار الساعة» إن أهمية التوصيات التي خرجت عن المؤتمر العام الدولي الـ24 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - الذي اختتم أعماله مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة – تكمن في تركيزها على كيفية الرد على قوى التطرف والإرهاب وإثبات بعدها عن الإسلام وزيف وفساد أفكارها وإزالة كل ما يشجع على بروز الأفكار المتطرفة وتغذيتها وإيجاد الحواضن الثقافية لها.

وأضافت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية - أن المؤتمر أوصى بإقامة مرصد بكل لغات العالم لرصد أخطاء هذه القوى والرد عليها بالحجة والبرهان وإعادة النظر في مناهج الدراسة الدينية والثقافية في المؤسسات التعليمية في العالمين العربي والإسلامي وتنقيتها بما يوافق زماننا ويؤدي إلى نشر مفهوم التعايش بين البشر مهما كان اختلافهم في الدين أو العرق أو المذهـب.

ولفتت إلى أن القضية الثانية هي «تصحيح بعض المفاهيم» التي تسيء الجماعات الإرهابية استخدامها وأهمها مفهوما «الخلافة والجهاد» حيث أكد أن الخلافة هي وصف لحالة حكم سياسي متغير يمكن أن يقوم مقامها أي مسمى يحقق مصالح البلاد والعباد وفق الأطر القانونية والدولية.

أما الجهاد فهو وفق ما عرفه العلماء المشاركون في المؤتمر رد العدوان عن الدولة بما يماثله من دون تجاوز أو شطط ولا يحق للأفراد إعلانه لأنه حق لرئيس الدولة والجهات المختصة وفق الدساتير والقوانين المطبقـة.

وختمت النشرة مقالها الافتتاحي بأن توصيات المؤتمر وثيقة مهمة قبل مؤتمر القمة العربية القادمة في القاهرة خلال شهر مارس الجاري التي سيكون موضوع الأمن القومي العربي وفي القلب منه الخطر الإرهابي على قمة اهتماماتها حيث يحتاج الأمر إلى تحويل هذه التوصيات من خلال قرارات القمة إلى برامج عمل..

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

تحديات تواجه دور مصر الإقليمي

ترحيب مصري بحريني بمشروع تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة