غادر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية المعترف بها دوليا «فائز السراج»، العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، بعد زيارة غير معلنة استغرقت عدة أيام.

وقال مصدر ملاحي بمطار القاهرة إن «السراج» غادر على متن طائرة خاصة.

وبحسب وسائل إعلام مصرية وليبية، فإن «السراج» تواجد في القاهرة قبل يومين، والتقى عددا من الشخصيات الليبية، بينها قيادات محسوبة على النظام الليبي السابق.

وقالت إن «السراج» أجرى مشاورات حول التعديل المرتقب في حكومة الوفاق المقبلة خلال وجوده بالعاصمة المصرية، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه العاصمة الفرنسية باريس، لاستضافة اجتماع حول الأزمة الليبية بحضور ممثلين إقليميين ودوليين رفيعي المستوى، الأسبوع المقبل، برعاية الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، لدفع العملية السياسية وحلحلة الجمود الراهن في ليبيا لتهيئة الأجواء؛ استعدادا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام الجاري.

وكان «ماكرون» أجرى، الإثنين، مكالمة هاتفية مطولة مع «السراج»، تناولت عددا من الملفات، من بينها آخر تطورات الوضع السياسي في ليبيا وسبل تحريك الجمود الحالي.

وجرى توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى «السراج» وقائد جيش طبرق شرقي ليبيا «خليفة حفتر»، و«عقيلة صالح» رئيس مجلس النواب (شرق)، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا «خالد المشري».

وفي أكثر من مناسبة، أعلنت القاهرة دعمها لـ«حفتر»، و«السراج»، واتفاق الصخيرات لإنهاء الحرب في ليبيا.

والعام الماضي، أطلقت «الأمم المتحدة» خطة عمل لإنهاء الصراع، تتضمن ثلاث مراحل، هي: تعديل الاتفاق السياسي الذي وقعته أطراف النزاع عام 2015، وتحقيق مصالحة وطنية شاملة، وإجراء استفتاء شعبي على دستور وانتخابات رئاسية وبرلمانية.

ومع تعثر مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي، ينادي فريق ليبي، خاصة في شرقي البلاد، بالذهاب مباشرة إلى مرحلة الانتخابات، بينما يتمسك فريق آخر بضرورة تحقيق توافق وطني أولا عبر تعديل اتفاق 2015.

ويتصارع على النفوذ والشرعية في ليبيا قطبان؛ الأول حكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس (غرب)، المسنودة بالمجلس الأعلى للدولة، والثاني القوات التي يقودها «حفتر»، والمدعومة من مجلس النواب في شرقي البلاد.