وزير إسرائيلي: الاعتراف بسيادتنا على الجولان الخطوة الأمريكية المقبلة

الخميس 24 مايو 2018 08:05 ص

قال وزير المخابرات الإسرائيلي، «إسرائيل كاتس»، إن (إسرائيل) تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان السورية المحتلة، وتوقع موافقة الولايات المتحدة على ذلك خلال شهور.

وفي مقابلة مع «رويترز»، أضاف «كاتس» أن الإقرار بسيادة (إسرائيل) على الجولان المحتلة منذ عام 1967 هو الاقتراح الذي «يتصدر جدول الأعمال» حاليا في المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وتأتي تلك الخطوة في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» منذ توليها السلطة، لصالح (إسرائيل)، ومنها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، وقبلها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وفتح سفارة أمريكية جديدة بالمدينة هذا الشهر.

ومرتفعات الجولان هي هضبة استراتيجية سورية تبلغ مساحتها حوالي 1200 كم مربع، واحتلتها (إسرائيل) في حرب عام 1967، ونقلت مستوطنين إلى المنطقة التي احتلتها ثم أعلنت ضمها إليها في 1981 في إجراء لم يلق اعترافا دوليا.

وكان الإسرائيليون في وقت ما على استعداد لبحث إعادة الجولان مقابل السلام مع سوريا، إلا أنهم قالوا في السنوات القليلة الماضية إن الحرب في سوريا ووجود قوات إيرانية هناك تدعم دمشق يظهر أنه ينبغي لـ(إسرائيل) الاحتفاظ بالهضبة الاستراتيجية.

ووصف «كاتس»، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، المقترح الخاص بالجولان بأنه جزء محتمل من نهج لإدارة «ترامب» يقوم على مواجهة ما ينظر إليه على أنه توسع إقليمي وعدوان من جانب إيران؛ العدو اللدود لـ(إسرائيل).

وزعم أن «هذا هو الوقت المثالي للإقدام على مثل هذه الخطوة.. الرد الأشد إيلاما الذي يمكن توجيهه للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان بإعلان رئاسي أمريكي منصوص عليه (في القانون)».

وأضاف أن الرسالة إلى طهران ستكون «أنتم تريدون تدمير إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، وإثارة هجمات (ضدها)، فانظروا، لقد حدث العكس تماما».

اقتراح «نتنياهو»

وذكر الوزير الإسرائيلي أن المسألة، التي طرحها «نتنياهو» في أول اجتماع له في البيت الأبيض مع «ترامب» في فبراير/شباط 2017، قيد النقاش حاليا على مستويات متعددة داخل الإدارة والكونغرس في الولايات المتحدة.

وأضاف: «أعتقد أن هناك فرصة عظيمة مواتية واحتمالا كبيرا لحدوث هذا».

وردا على سؤال عما إذا كان مثل هذا القرار قد يتخذ هذا العام قال: «نعم، في بضعة أشهر قد تزيد أو تنقص قليلا».

ولطالما أصرت موسكو حليفة النظام السوري على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وهو موقف يستلزم ضمنا إعادة الجزء الذي تحتله (إسرائيل) من الجولان في نهاية الأمر.

غير أن «كاتس» هون من احتمال حدوث أي توتر بين موسكو وواشنطن، واصفا الاعتراف الأمريكي المقترح بسيادة (إسرائيل) على الجولان بأنه جزء من صورة فسيفسائية أكبر لسوريا.

وقال إنه مع دحر رئيس النظام السوري «بشار الأسد» للمعارضة المسلحة، فإن الفرصة ربما تكون سانحة الآن أمام «الأسد» وروسيا لإخراج الإيرانيين.

واعتبر الوجود الإيراني في سوريا الشاغل الرئيسي لحكومة «نتنياهو».

وتابع: «هذه لحظة الحقيقة بالنسبة للأسد. هل يريد أن يكون وكيلا لإيران أم لا، .. إذا أصبح وكيلا لإيران، فهو يدين نفسه عاجلا أو آجلا لأن إسرائيل تتحرك ضد إيران في سوريا... وإذا لم يفعل ذلك، فقد قلنا دوما إنه لا مصلحة لنا في التدخل هناك».

وقال إن روسيا سترد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان بإعلان «أنهم لن يفعلوا نفس الشيء وأنهم ليسوا مضطرين لدعمه».

وأشار «كاتس» أيضا إلى أن الخطوة الأمريكية بشأن الجولان يمكن أيضا أن تدفع الفلسطينيين لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ أبريل/نيسان 2014.

وحاولت سوريا استعادة الجولان في حرب عام 1973، لكن تم إحباط الهجوم، ووقع الجانبان هدنة في 1974 وساد الهدوء الحدود البرية نسبيا منذ ذلك الحين.

ومنذ 1967، انتقل قرابة 20 ألف مستوطن إسرائيلي إلى الجولان التي ترتبط بحدود مع الأردن أيضا، ويعيش هناك أيضا نحو 20 ألفا من الدروز، وأتاحت (إسرائيل) للدروز خيار الحصول على الجنسية لكن أغلبهم رفض ذلك.

وفي عام 2000، عقدت (إسرائيل) وسوريا أرفع محادثات بشأن احتمال إعادة الجولان وإبرام اتفاق سلام، لكن المفاوضات انهارت، كما فشلت محادثات لاحقة توسطت فيها تركيا.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، إن (إسرائيل) ستبقي في الجولان إلى الأبد.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل سوريا أمريكا الجولان إسرائيل كاتس