«عكاظ» السعودية تشن حملة ضد تركيا وتهاجم «أردوغان»

الخميس 24 مايو 2018 08:05 ص

شنت صحيفة «عكاظ» السعودية هجوما ضاريا على الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قبيل أسابيع من انتخابات رئاسية مبكرة في 24 يونيو/حزيران المقبل.

وتحت عنوان «أردوغان.. أوهام السلطان»، أفردت الصحيفة صفحة كاملة، تضمنت انتقادات حادة لسياسات الرئيس التركي، والربط بينه وبين جماعة «الإخوان المسلمون» التي تحظرها السلطات في المملكة، وتشبيه الخطر الذي يمثله على الرياض بالخطر الإيراني.

ووصفت الصحيفة سياسات الرئيس التركي بأنها «مخططات عبثية.. وأجندات مشبوهة»، مسلطة الضوء على العلاقة التركية الإسرائيلية، واعتبار العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب دليلا على ما وصفته بـ«البراغماتية التركية».

وقالت الصحيفة إن «العلاقة التركية الإسرائيلية متشابكة ما بين السياسة والاقتصاد والأبعاد الاستراتيجية الأمنية والعسكرية الأخرى، فهي لا تتوقف عند المواقف العابرة وإنما مبنية على أسس بعيدة ومتينة، وما حالات التوتر إلا سحابة صيف سرعان ما تعود العلاقات إلى مجاريها».

وأضافت: «وحتى اليوم بعد طرد السفير الإسرائيلي من تركيا على خلفية ما جرى من أحداث في غزة الأسبوع الماضي، فإن العلاقات في جوهرها ثابتة لم تتأثر بالمجريات اليومية».

وكانت أنقرة طلبت من سفير الاحتلال الاسرائيلي مغادرة تركيا والعودة إلى بلاده، احتجاجا على مجزرة غزة التي راح ضحيتها العشرات، وأصيب خلالها نحو 3 آلاف فلسطيني.

وقبيل مغادرته الأراضي التركية، خضع السفير الإسرائيلي «إيتان نائيه»، للتفتيش الذاتي في مطار أتاتورك بإسطنبول، وأجبر على نزع سترته وحذائه على مرأى من المسافرين، ووسائل الإعلام التركية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني «عبدالرحيم المنار اسليمي»، تحذيره من أن العالم العربي والإسلامي يواجه خطرين رئيسيين اليوم هما: «الخطر الإيراني الطائفي، وخطر العثمانية الجديدة».

واتهم «اسليمي» الرئيس التركي بأنه «يتنقل في علاقاته الإقليمية والدولية على كل الموائد، محاولا إحياء عثمانية جديدة»، على حد قوله.

واعتبر «اسليمي» أن «احتياطي الإخوان الذين احتضنهم أردوغان طيلة السنوات الماضية يتم توظيفهم في مشروع العثمانية الجديدة»، مدعوما بقوى من داخل العالم العربي.

واتهم خبراء تحدثوا للصحيفة، «أردوغان» بالسعي إلى «دغدغة المشاعر» من خلال خطاباته الإسلامية فى الداخل والخارج، منتقدين موقفه من الأزمة مع قطر، وتأسيس قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، واجهاض الحصار المفروض على قطر من قبل الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي.

وتأتي الحملة على «أردوغان» في وقت حذر فيه السفير السعودي في أنقرة «وليد الخريجي»، من تخريب العلاقات التركية السعودية، متهما أطرافا (لم يسمها) ووسائل إعلام وصحفيين، بنشر الإشاعات والسموم وترويج الكذب بما يضر بمصلحة الطرفين.

وعلق الأكاديمي السعودي المعروف «أحمد بن راشد بن سعيد»، على الحملة الضارية، قائلا في تغريدة على «تويتر»: «بلغت الحملة التي تشنها عكاظ على تركيا مداها، اليوم، بنشر تقرير تتهم فيه أردوغان بتبني أجندات مشبوهة، وتحذر من خطر العثمانية الجديدة الممتزجة بالإخوان».

وأضاف: «اللافت أن الهجوم جاء بعد يومين من تصريح للسفير السعودي بأنقرة، وصف فيه مهاجمي تركيا في الصحف السعودية بالأقلام المشبوهة!».

وتتعرض العلاقات السعودية التركية، من آن لآخر لهزات، ومعارك إعلامية، في ما هو أشبه بتنافس محموم على الزعامة السنية في المنطقة، فضلا عن خلافات جوهرية في ملفات إقليمية حساسة في مصر وقطر وليبيا وسوريا.

وترغب كل من السعودية وتركيا في تزعم صدارة العالم الإسلامي، وهو ما ظهر في التفاعل الضعيف للسعودية مع دعوة «أردوغان» لحضور قمة إسلامية عاجلة في إسطنبول ردا على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان السعودية عكاظ الإخوان العثمانية الجديدة إسرائيل