هنأ أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، بمناسبة ذكرى يوم استقلال الأردن، الذي يصادف 25 مايو/أيار من كل عام، وذلك في خطوة تدفع بعلاقات البلدين إلى حالة من الدفء، إثر برود استمر منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل نحو عام.

وشهدت العلاقات بين قطر والأردن توترا نسبيا، إثر قرار عمان تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة في يونيو/حزيران الماضي، وإغلاق مكتب شبكة «الجزيرة» الإعلامية لديها بعد مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات ومصر لقطر وفرض حصار عليها من البحر والجو والبر.

لكن الأشهر الماضية شهدت عددا من الرسائل، يعتبرها متابعون مؤشرات على آفاق عودة العلاقات بين قطر والأردن إلى مستواها الطبيعي، ومنها استئناف الاتصالات الشخصية بين زعيمي الدولتين.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، في بيان، الجمعة: «بعث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، ببرقية تهنئة، إلى أخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بمناسبة ذكرى يوم استقلال بلاده».

كما تم توجيه برقية تهنئة مماثلة إلى العاهل الأردني من قبل الشيخ «عبدالله بن حمد آل ثاني»، نائب أمير قطر.

وقبل أيام، طالب رئيس وأعضاء لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية بإعادة التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر، خلال مذكرة تبناها النائب «منتهى البعول» وقدمت لرئيس الوزراء الأردني «هاني الملقي».

ولفتت المذكرة إلى أن خطوة اللجنة تأتي انطلاقا من حرصها على الحفاظ على العلاقات بين البلدين، وسبق أن رفعت مذكرتان نيابيتان تطالبان بإعادة التمثيل الدبلوماسي بين الأردن وقطر.

ودعا الموقعون على المذكرة إلى أن تلقى خطوتهم تلك إيجابا من قبل أمير قطر بإعادة السفير القطري إلى عمان حفاظا على «تاريخ العلاقة المشرفة بين الدولتين وبما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين».

وتأتي هذه المبادرات وسط حديث عن تنويع الخيارات الأردنية ومراعاة مصالح الدولة بعيدا عن الانحياز والاستقطاب.

وكانت آخر المذكرات البرلمانية المطالبة بعودة السفير القطري إلى عمان من طرف النائب «عقلة الزبون»، حين خاطب رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة بهذا الطلب الذي وقعه 45 نائبا.

وهذه المذكرة لم تكن الأولى من نوعها، فقد أكد عضو مجلس النواب «صالح العرموطي» أن كتلة الإصلاح النيابية طالبت في فبراير/شباط الماضي بعودة العلاقات الأردنية القطرية إلى طبيعتها الأولى.

وتعطلت الصادرات الأردنية إلى قطر، التي كانت تتم عبر أراضي السعودية، إذ أغلقت الأخيرة المعبر البري الوحيد مع قطر عقب المقاطعة.

وفي 26 مارس/آذار الماضي، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني القطرية (حكومية)، توقيع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الأردنية، لزيادة حقوق النقل بين البلدين.

يأتي هذا بينما تمر العلاقة بين الأردن والسعودية بحالة تتراوح بين الفتور والتوتر المكتوم، لا سيما بعد تباين وجهات نظر الرياض وعمان حيال تطورات القضية الفلسطينية وصفقة القرن وقضية القدس، علاوة على سعي دوائر سعودية إلى التأثير على العلاقات الاستراتيجية الأردنية الأمريكية.