فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» تعرقل مشروعا صحيا ضخما لـ«فيسبوك»

الجمعة 25 مايو 2018 07:05 ص

طلبت منصة التواصل الإجتماعي «فيسبوك» من العديد من المستشفيات في الولايات المتحدة مشاركة بيانات حول مرضاهم بدون أسماء، مثل الأمراض والوصفات الطبية.

وكانت المنصة، وفي إطار مشروع بحثي مقترح، تنوي مطابقة تلك البيانات مع بيانات المستخدمين التي قامت بجمعها؛ بهدف مساعدة المستشفيات على معرفة المرضى الذين قد يحتاجون إلى رعاية أو علاج خاص.

لكن هذا المقترح لم يتجاوز مراحل التخطيط، وتوقف بعد أن أثارت فضيحة تسريب بيانات «كامبريدج أناليتيكا» المخاوف العامة بشأن كيفية قيام «فيسبوك» وغيره بجمع واستخدام المعلومات المفصلة حول المستخدمين.

هل توقف فعلاً؟

لكن في الشهر الماضي تحدثت المنصة إلى العديد من المنظمات الصحية، بما في ذلك كلية طب ستانفورد وكلية القلب الأمريكية، حول توقيع اتفاقية مشاركة لبيانات.

وفي حين أن البيانات المشتركة ستحجب معلومات التعريف الشخصية، مثل اسم المريض، اقترحت «فيسبوك» استخدام تقنية منتشرة في علوم الكمبيوتر لمطابقة هذه المعلومات مع البيانات التي جمعتها،.

وتقول منصة التواصل الإجتماعي إن البيانات ستستخدم فقط للأبحاث التي يجريها المجتمع الطبي.

وكان من الممكن أن يثير المشروع مخاوف جديدة حول كمية البيانات الهائلة التي تجمعها «فيسبوك» حول مستخدميها، وكيف يمكن استخدام هذه البيانات بطرق لم يتوقعها المستخدمون أبدًا.

كانت هذه المشكلة في بؤرة الضوء بعد التقارير التي تفيد بأن «كامبريدج أناليتيكا» -منظمة أبحاث سياسية عملت لصالح «دونالد ترامب»- حصلت بشكل غير سليم على معلومات مفصلة حول مستخدمي «فيسبوك» دون إذن منهم، ثم حاولت استغلال هذه البيانات لاستهدافهم بإعلانات سياسية.

واعترفت «فيسبوك» بأن «كامبريدج أناليتيكا» حصلت -في هذا الصدد- على بيانات 87 مليون مستخدم، وأعلنت عن سياسات وضوابط خصوصية جديدة تهدف إلى تقييد نوع البيانات التي تجمعها وتشاركها، وكيفية استخدام هذه البيانات.

مهمة سرية

الشخص الذي قام بقيادة الجهد الاستكشافي لمشروع مشاركة البيانات الطبية، هو طبيب قلب يدعى «فريدي أبنوسي»، والذي يصف دوره على موقع «لينكد إن» بـ«قيادة المشاريع السرية للغاية».

وكان المشروع تحت إشراف «ريجينا دوغان»، رئيسة مجموعة المشاريع التجريبية السابقة في «فيسبوك»، قبل مغادرتها منصبها في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وقالت مصادر مطلعة إن نية «فيسبوك» تكمن في الجمع بين ما يعرفه النظام الصحي عن مرضاه (مثل: شخص مصاب بمرض القلب، يبلغ من العمر 50 عامًا، يأخذ دواءين وذهب للمستشفى 3 مرات هذه السنة)، مع ما يعرفه «فيسبوك» (مثل: عمر المستخدم 50 عامًا، متزوج ولديه 3 أطفال، والإنجليزية ليست لغته أساسية، وينخرط بنشاط مع المجتمع عن طريق إرسال الكثير من الرسائل).

كان على المشروع أن يكتشف بعد ذلك ما إذا كانت هذه المعلومات مجتمعة يمكن أن تحسن رعاية المرضى، وكان سيركز في البداية على صحة القلب والأوعية الدموية.

على سبيل المثال، إذا تمكنت «فيسبوك» من تحديد أن هناك مريضًا مسنًا ليس لديه العديد من الأصدقاء المقربين أو الكثير من الدعم المجتمعي، فقد يقرر النظام الصحي إرسال ممرضة لتفقده بعد إجراء عملية جراحية كبرى.

فيسبوك يساعد المرضى

عرضت «فيسبوك» اقتباساً للرئيسة التنفيذية المؤقتة للكلية الأمريكية لأمراض القلب، «كاثلين غيتس»، وهي تشرح الفوائد المحتملة للخطة قائلة: «لأول مرة في التاريخ، يشارك الناس معلومات عن أنفسهم عبر الإنترنت بطرق قد تساعد في تحديد كيفية تحسين صحتهم».

وأضافت «غيتس» موضحة: «كجزء من مهمتها لتحسين الرعاية القلبية الوعائية وتحسين صحة القلب؛ تشارك الكلية الأمريكية لأمراض القلب في مناقشات مع فيسبوك حول استخدام بيانات مستخدمين بدون ذكر أسماء، إلى جانب بيانات من الكلية الأمريكية بدون ذكر أسماء كذلك، لتطويرالبحث العلمي حول الطرق التي يمكن لوسائل التواصل الاجتماعية أن تساعد بها في الوقاية من أمراض القلب وعلاجها».

وتتوخى الأنظمة الصحية الحذر في مشاركة المعلومات الصحية للمرضى، ويعود ذلك جزئياً إلى قوانين الخصوصية المصممة لضمان عدم وصول المعلومات الطبية الحساسة للأشخاص إلى الأيدي الخطأ.

تفادي قوانين الخصوصية

ولكي تتجاوز «فيسبوك» قوانين ومخاوف الخصوصية، اقترحت حجب معلومات التعريف الشخصية، مثل الأسماء، في البيانات التي يتشاركها الطرفان.

ومع ذلك، اقترحت الشركة استخدام تقنية تشفير منتشرة لمطابقة الأفراد في كلا المجموعتين من البيانات.

وبهذه الطريقة، سيكون بإمكان كلا الطرفين معرفة متى تتطابق مجموعة محددة من بيانات «فيسبوك» مع مجموعة محددة من بيانات المرضى.

ويقول خبراء السياسة الصحية إن هذه المبادرة الصحية ستسبب المشاكل إذا لم تفكر «فيسبوك» في تداعيات الخصوصية.

«فيسبوك» يعلق المشروع

عندما سئلت «فيسبوك» عن خططها، تم إصدار البيان التالي: «لطالما أدركت الصناعة الطبية أن هناك فوائد صحية عامة لوجود دائرة متماسكة من العائلة والأصدقاء، لكن هناك حاجة إلى بحث أعمق في هذا الرابط لمساعدة المتخصصين في المجال الطبي على تطوير خطط علاجية محددة تأخذ الروابط الاجتماعية في الاعتبار».

وأضافت المنصة: «مع وضع هذا في الاعتبار، بدأت فيسبوك، العام الماضي مناقشات مع المؤسسات الطبية الرائدة، بما في ذلك الكلية الأمريكية لأمراض القلب وكلية الطب بجامعة ستانفورد، لاستكشاف ما إذا كان البحث العلمي باستخدام بيانات الفيسبوك مجهولة الأسماء يمكن أن يساعد المجتمع الطبي على تعزيز فهمنا في هذا المجال. ولم يتجاوز هذا العمل بعد مرحلة التخطيط، ولم نستلم أو نشارك أو نحلل بيانات أي شخص».

وتابعت: «قررنا الشهر الماضي أنه ينبغي لنا إيقاف هذه المناقشات مؤقتًا حتى نتمكن من التركيز على أعمال أخرى مهمة، بما في ذلك القيام بعمل أفضل في حماية بيانات الأشخاص، وأن نبين لهم كيفية استخدام هذه البيانات في منتجاتنا وخدماتنا».

  كلمات مفتاحية

فيسبوك رعاية صحية الخصوصية بيانات المستخدمين