«أئمة السنغال» يطالب وزير سابق بالاعتذار عن ادعاءات «مسيئة» للمسلمين

الجمعة 25 مايو 2018 10:05 ص

طالب «اتحاد أئمة السنغال» رئيس الوزراء الأسبق «إدريس سيك» بالاعتذار للمسلمين وللعرب والتوبة من ادعاءت «مسيسة» للمسلمين، وتظهر تحيزه للإسرائيليين في مواجهة الفلسطينيين. 

وقال الاتحاد، في بيان أصدره الخميس: «ما قاله سيك مسيء للنبي إبراهيم وللرسول محمد عليهما السلام، كما أنه يعتبر تجنيا على القضية الفلسطينية التي هي قضية المسلمين الأولى، وموالاة للمحتلين الصهاينة».

وأضاف: «لا نريد الدخول في جدل مع سيك، لكننا نريد أن نصحح لفائدة مسلمي السنغال الأخطاء التاريخية والعقائدية الشنيعة التي اقترفها هذا الرجل الجاهل بالتاريخ، واستهزأ فيها بالمقدسات الإسلامية، ولوّث فيها سمعة السنغال داخل الأمة الإسلامية».

وأوضح الاتحاد أنه «بخصوص تبسيط سيك للنضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني لاسترداد أرضه، وقوله إنه مجرد صراع بين إخوة، نؤكد أنه موقف غريب: إما أن يكون جهلا منه بتاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو رغبة في التودد للعصابة الصهيونية المحتلة لتحقيق أهداف غامضة».

وتابع: «إنشاء دويلة (إسرائيل) يعود للرابع عشر من مايو/أيار 1948 بعد وعد بلفور المشؤوم الصادر يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، والذي تعهد فيه للحركة الصهيونية بإيجاد مكان لإيواء اليهود المشردين في العالم، مقابل مشاركة الصهاينة في تمويل الحرب والضغط على الولايات المتحدة لتدعم حلفاء الحرب العالمية الأولى».

واستطرد: «هذه الوقائع التاريخية بعيدة كل البعد عما ذكره سيك بخصوص حصره للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي في صراع قديم بين الإخوة، ولعله يجهل أن الصهاينة كانوا يسعون لإقامة اليهودية في أوغندا أو الأرجنتين».

وفيما يتعلق بادعاء «سيك» أن «السيدة سارة زوجة إبراهيم الخليل كانت يهودية»، أكد «اتحاد أئمة السنغال» أن ذلك الادعاء «يكذبه أنها كانت على دين زوجها إبراهيم عليه السلام الذي أكد الله في سورة آل عمران أنه (ما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين)».

كما فند الاتحاد ادعاءات «سيك» بأن النبي «إبراهيم» -عليه السلام- «طرد هاجر إلى مكة لفرط غرامه بسارة»، مؤكدا «أن هاجر سافرت مع سيدنا إبراهيم بأمر من الله تعالى الذي كلفه وولده إسماعيل ببناء الكعبة المشرفة».

وشدّد في بيانه على «أن الله تعالى حدد بصورة واضحة في القرآن موقع أداء شعائر الحج، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أدى مع صحابته، مناسك الحج في الكعبة المشرفة بمكة وفي موقع جبلي الصفا والمروة وفي منى ومزدلفة، وظل المسلمون من سائر أقطار الأرض، يؤدون الحج في هذه المواقع، والسعي لتغيير هذا الأمر أو التشكيك فيه كفر يخرج القائل به من الإسلام».

واعتبر «اتحاد أئمة السنغال» أن «تصريحات سيك مسيئة كلها للإسلام والمسلمين وبخاصة استهزاءه بنبي الله إبراهيم ووصفه له بـ(العاشق الشبق)، وكذا وصفه للنبي محمد بأنه (عربي بدوي). كل هذا يسيء لأكثر من مليار مسلم عبر العالم».

وأضاف: «كما أن حصر نضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد أرضه وحقوق المغتصبة، في صراع بين إخوة، إساءة بالغة لهذا الشعب البطل والمكافح».

وطالب الاتحاد الوزير السابق «سيك»: «بسحب علني لأقواله، وتقديم الاعتذار لمسلمي السنغال عن استهزائه بمقدساتهم وعن تلويثه لسمعة شعب السنغال ومساسه بالمرجعيات الإسلامية». 

وقبولت ادعاءات «سك» بانتقادات واسعة من أوساط دينية وسياسية سنغالية؛ حيث اعتبرها وزير الشؤون الدينية السنغالي الأسبق، «محمدو بمب انجاي»، «تهافتا» و«ترديدا ببغاويا لرواية صهيونية».

وأضاف «انجاي»: «لم أكن لأتابع تهافتات سيك لو لم يكن يطمح للترشح لرئاسة الجمهورية، إذ لا ينبغي لمن يتطلع لتولي منصب رئيس الجمهورية أن يتلاعب بالأمور الخاصة بعقيدة المجتمع، ولا أن يستخف بالقضية الفلسطينية التي نعتبرها قضية جوهرية».

وأضاف «انجاي»: «من أكبر الأخطاء التي ارتكبها صاحبنا إدريس سيك في تصريحاته قوله إن الله لم يتكلم في القرآن عن (مكة) وإنما عن (بكة)، وكأنه يجهل أو يتجاهل قوله تعالى في سورة الفتح، آية 24: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم). وفي أكثر من آية تكلم المولى جل شأنه وعلا عن مكة المكرمة بألفاظ مختلفة غير أن المقصد كان دائما تلك البقعة المباركة في أرض الحجاز».

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السنغال القدس مكة إدريس سيك اتحاد أئمة السنغال