«صفقة القرن» تشمل ضم 10% من الضفة إلى (إسرائيل)

الجمعة 25 مايو 2018 11:05 ص

كشف المحلل العسكري الإسرائيلي، «أليكس فيشمان»، أن الطبعة الأخيرة من ما يعرف بـ«صفقة القرن» تنص على سلب 10% من الضفة الغربية بما فيها مدينة الخليل، واعتبار أحياء بمحيط القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

وقال «فيشمان»، في تقرير نشرته «يديعوت أحرونوت»، الخميس، إن «صفقة القرن شهدت تعديلات مرتين».

وأضاف أن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما قال في يناير/كانون الثاني الماضي -غداة قراره بنقل السفارة للقدس المحتلة- إن (إسرائيل) ستسدد ثمنا، ما لبث أن غير محتوى الصفقة بـ180 درجة بعدما التقاه (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في مارس/آذار الماضي».

واكد أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يكن سعيدا لسماعه محتوى صفقة القرن من (مبعوث الرئاسة الأمريكية الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون) غرينبلات في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنه لم يطرده من مكتبه».

ونقل المحلل الإسرائيلي عن جهات قرأت «صفقة القرن» قولها إنها «تدمج بين أفكار أمريكية تم تقديمها في فترة الرئيسين باراك أوباما وبيل كلينتون، مبنية على مبدأ الدولتين ولكن برائحة إسرائيلية».

وأوضح أن «الصفقة تنص على دولة منزوعة السلاح، والاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة قومية لليهود، وتبادل أراض، كما تحدثت عن عاصمتين للدولتين في منطقة القدس دون تحديد حدود العاصمة الفلسطينية».

وأشار «فيشمان» إلى أن «من تصدى لهذا النص هو السفير الأمريكي دافيد فريدمان بعدما نجح عبر مقابلات مباشرة وشخصية في إقناع الرئيس ترامب وصهره غاريد كوشنر بأنه لا داع للدخول في نزاع مع (إسرائيل) لاسيما في الشأن الفلسطيني حيث لا يوجد أصلا احتمال حقيقي بتسويته دون زعزعة ائتلاف نتنياهو الحاكم».

وتابع: «الموضوع المركزي في الأجندة الأمريكية هو إيران، وإسرائيل هي مكوّن مهم في هذه المعركة، وهكذا تغيرّت صفقة القرن عدة مرات في الشهور الأخيرة».

وحسب تسريبات أمريكية من واشنطن فإن النص الجديد يشمل نقل 10% من مساحة الضفة الغربية بما في ذلك الخليل للسيادة الإسرائيلية دون مبادلة.

أما العاصمة الفلسطينية فتشمل أحياء في منطقة القدس لم تكن جزءا من المدينة قبل 1967 ولا تترابط جغرافيا.

وأوضح «فيشمان» أنه «بمثل هذا المقترح يستطيع نتنياهو الاحتفاظ بائتلافه الحاكم حتى لو قاد لدولتين».

وحسب «فيشمان»، سمع ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» عن النص الجديد لـ«صفقة القرن» خلال زيارته واشنطن في أبريل/نيسان الماضي، ولم يهتز، بل بالعكس «عبر عن دعمه لحيوية ودور (إسرائيل)».

وكشف أن الرئيس الفلسطيني أخذته الصدمة حينما أبلغه «بن سلمان» بذلك وأحاطه علما بتغير الموقف الأمريكي، و«شتم ترامب وفريدمان و(إسرائيل)، ومن وقتها لم يعد يتحدث عن ترميم غزة برعاية أمريكية، وقاطع لقاء الدول المانحة في واشنطن قبل شهور».

الأوضاع في غزة

وعن الأوضاع في قطاع غزة، أكد «فيشمان» أن الدول الأوروبية لن ترضى بالمشاركة بمشروع ترميم غزة دون موافقة رام الله، مرجحا بالتالي عدم بدء تطبيقه على الأرض.

وقال إن «(إسرائيل) وحماس غير معنيتين بنزاع عسكري جديد ويتمنيان تدخل قوة عليا تؤجله».

 ولفت إلى أن «جيش الاحتلال يراهن على أن الأجواء الخمسينية تبعد الشباب عن المشاركة بمسيرات العودة في منطقة الحدود، أما حماس فتنتظر فرجا أمريكيا من خلال خطة إعمار للقطاع يرعاها موفد الرئيس جيسون غرينبلات».

وأشار إلى «تبخر التفاهمات لوقف المظاهرات على الحدود»، معتبرا أن «المعطيات الأساسية التي تسببت بالمواجهات على الحدود لم تتغير».

وذكر أن «الجيش الإسرائيلي ما زال يقصف أنفاقا وثكنات عسكرية في غزة للتذكير بويلات الحرب، فيما تواصل حماس عملياتها على الحدود وترسل بطائراتها الورقية المحترقة وتشعل الحقول في مستوطنات مجاورة وتستعد لمسيرات شعبية تستمر أربعة أيام في ذكرى النكسة».

واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أن «الخيار الوحيد الذي يمنح حماس فرصة لتحاشي نزاع مسلح جديد مع (إسرائيل) يكمن بخطة لترميم غزة بمبادرة أمريكية».

وكشف أن «اعتراف حماس بأن 50 من الضحايا ينتمون لأسرة حماس فاجأ (إسرائيل) التي تعتبر أن صلاح البردويل (القيادي في حماس) بالغ في التعداد وسارعت لاستثماره في دعايتها».

ورأى «فيشمان» أن «اعتراف حماس بانتماء معظم ضحايا المذبحة لها يعكس حالة ضغط وتساؤلات في الشارع الفلسطيني داخل القطاع عن جدوى دفع الناس لمواجهة موت محتوم على الحدود، وعن جدوى تسديد هذا الثمن الباهظ، مثلما أن الشارع الغزّي يتساءل لماذا تسارع حماس بعد كل ذلك نحو وقف إطلاق نار مع (إسرائيل)».

وأشار إلى أن «(إسرائيل) أيضا قلقة من انفجار شعبي هناك نتيجة غليان سببه ضيق اقتصادي واجتماعي».

وزعم «فيشمان» أن «حماس سرت لسماعها غرينبلات وهو يقول في مارس/ ذار الماضي إن الولايات المتحدة ستقدم يد المساعدة لغزة في حال تخلت عن العنف».

وادعى أن «حماس تعلق الآمال على اتصالات غرينبلات في القاهرة والدوحة في محاولة لإحياء خطة ترميم غزة التي سبق وأعلنت عنها واشنطن في مطلع العام الحالي».

 واوضح أنه «لم يتم إطلاع حماس على الغاية الحقيقية خلف زيارة غرينبلات للمنطقة والمتمثلة بمحاولة تجنيد بعض دول المنطقة لخدمة صفقة القرن».

المصدر | الخليج الجديد + يديعوت أحرنوت

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل صفقة القرن ترامب الضفة الغربية الخليل القدس نتنياهو بن سلمان