شنت مجلة «لو بوان» الفرنسية، هجوما حادا على الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وذلك بعد موقف تركيا القوي في مواجهة المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

ففي عددها الصادر، الخميس، اختارت المجلة لغلاف صورة كبيرة للرئيس التركي، كتب عليها «الدكتاتور».

وجاءت افتتاحية العدد المذكور التي كتبها المدير السابق للصحيفة، «فرانز أوليفييه جيسبرت»، تحت عنوان: «أردوغان، هل هو هتلر جديد؟». 

ويرى مراقبون أن الافتتاحية لم تحترم الموضوعية الصحفية المتعارف عليها.

وزغم الصحفي الفرنسي أن «أردوغان يصف أكراد سوريا بالإرهابيين، ويستمر في معاملة أكراد تركيا على أنهم أقل درجة من الإنسان، ويُقتّلون دون علمهم من قبل الشرطة».

ولم يسبق للرئيس التركي ولا لأي مسؤول حكومي في بلاده، أن وصف أكراد سوريا بـ«الإرهابيين»، وأن استخدام هذا التوصيف اقتصر على منظمة «ب ي د/بي كا كا» التي تصفها السلطات التركية بالإرهابية، حسب «الأناضول».

واستخدم «جيسبرت» عبارة «Untermenschen»  الألمانية، التي تعني «دون البشر» أو «مرتبة أقل من الإنسان»، وهي كلمة مشتقة من المعجم النازي، تضمينا لإشارة مقصودة إلى «التمييز» المفترض الذي يعاني منه الأكراد في تركيا، في تلاعب بالمصطلحات يفنّده الواقع التركي. 

وفي الصفحة 50 من المجلة، ورد مقال آخر بعنوان «عفرين، القرية الشهيدة»، ضمنه صاحبه أيضا كما من التأويلات والقراءات المغلوطة بشكل متعمّد، يرمي لتحريف الحقائق وتوجيه الرأي العام. 

وجاء في المقال أن «المحتلّ يطارد الأنصار السابقين وأعضاء (ب ي د)، الحزب الكردي الذي كان يسيطر سابقا على المنطقة، والمرتبط بـ(بي كا كا)، الحركة الثورية التي تعتبرها الدولة التركية إرهابية». 

وسبق في افتتاحية المجلة بعددها الصادر في 16 ديسمبر/كانون أول 2017، أن ادّعى الأمريكي «جيسبرت» (حامل أيضا للجنسية الفرنسية) أن «(إسرائيل) أرض يهودية، والقدس عاصمتها التاريخية»، مرحّبا بإعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، حينها، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وحظي المقال وما تضمنه من سلسلة تصريحات بإشادة كبيرة من الصحافة العبرية، ما يسلط الضوء، وإن بشكل ضمني، على دوافع الهجوم الذي تقوده المجلة ضد «أردوغان».

ووفق مراقبين، تمثل تلك الحملة فاتورة دعم «أردوغان» للقضية الفلسطينية، وتكشف تعاملا انتقائيا غير مهني، وتجنيدا للأقلام، وتسييسا للإعلام بشكل فجّ.