دعوة بـ(إسرائيل) لإخراج العلاقات مع السعودية إلى العلن

السبت 26 مايو 2018 11:05 ص

دعا المعلق في إذاعة الجيش الإسرائيلي «جاكي حوكي»، السعودية إلى تحويل العلاقة السرية مع بلاده، إلى العلن، وتبادل الزيارات بين البلدين.

وفي مقاله السبت، بصحيفة «معاريف» العبرية، قال إن «إغداق المديح على (إسرائيل) والموقف المعادي تجاه الفلسطينيين، الذي تعبر عنه الصحف والكتاب السعوديون يعد تطبيقا لتوجيهات مباشرة لنظام الحكم في الرياض».

وأضاف «حوكي»، وهو معلق الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية، أن السعودية شنت مؤخرا هجمة لمغازلة (إسرائيل)، منوها إلى أن مقالات الإشادة تعكس توجّه الرياض الرسمي.

وأشار إلى أن توجهات النظام شجعت الكتاب السعوديين المرتبطين بدوائر الحكم على إضفاء شرعية على التعاون مع (إسرائيل).

واعتبر «حوكي»، أن التحولات الدراماتيكية على مواقف السعودية من (إسرائيل) يعكسها منح الضوء الأخضر لكتاب المقالات البارزين في الرياض للتعبير عن مواقفهم المدافعة عن التعاون مع (تل أبيب).

«الراشد» نموذجا

وضرب مثالا بمقالات مدير قناة «العربية» السابق «عبدالرحمن الراشد»، في صحيفة «الشرق الأوسط»,

وأضاف: «الراشد يمثل الخط الذي يمليه سادته في نظام الحكم، الذين يجاهرون بأنه يتوجب عدم الوقوف ضد (إسرائيل) بشكل أتوماتيكي»، حسب تعبيره.

ونوه بشكل خاص إلى تأكيد «الراشد» أنه من حق السعودية الوقوف إلى جانب (إسرائيل) عندما تقوم بضرب القوات الإيرانية في سوريا.

وكان «الراشد»، قال في مقال له في 16 مايو/أيار الجاري، بعنوان «صعود (إسرائيل) إقليميا»، إن دور الكيان الإسرائيلي الجديد في الشرق الأوسط «ملائم للأطراف العربية»، معربا عن أمله بأن يتوسع مستقبلا.

وفي مقال آخر بعنوان «مع من تقف: إيران أم (إسرائيل)؟»، كتب «الراشد» في مقال بتاريخ 11 مايو/أيار الجاري: «نحن أمام مرحلة مختلفة، وحرب جديدة من نوعها (..) وفي السياسة، تتغير المواقف بحسب ضرورات المصلحة».

وبالعودة إلى المعلق الإسرائيلي «حوكي»، فقد أشار إلى أن السعوديين المتأثرين بتوجهات الحكم في الرياض لم يعودوا يترددون في التواصل مع الإسرائيليين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ منوها إلى أن مغردين سعوديين يجيدون العبرية يرسلون تهاني لـ(إسرائيل) بمناسبة حلول الأعياد اليهودية.

وأوضح أن (إسرائيل) ترد بطريقتها على مغازلة السعودية من خلال إبداء رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» تضامنه مع المملكة بسبب تعرّضها لهجمة صواريخ إيرانية يطلقها الحوثيون من اليمين.

وتابع «حوكي» ساخرا: «متى كان رئيس حكومة (إسرائيل) يشعر بالقلق فعلا عندما تتعرض دولة عربية لهجوم من عدو خارجي؟».

ودعا إلى إخراج العلاقة السعودية الإسرائيلية للعلن، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تعبر عن التحول الذي حصل على صعيد العلاقة بين الرياض و(تل أبيب)، ممتدحا ما قاله وزير الطاقة وعضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن «يوفال شطاينتس»، الذي أقر بوجود علاقة على مستويات عليا بين الرياض و(تل أبيب).

مواجهة إيران

في السياق نفسه، شدد «حوكي»، على أن مبادرة (إسرائيل) بشكل رسمي، وعلى أعلى المستويات، بالكشف عن طابع علاقتها بالسعودية لن يدفع الحكم في الرياض إلى وقف اتصالاته معها، على اعتبار أن السعوديين يعتمدون على (إسرائيل) في مواجهة إيران، التي يرون أنها تمثل التحدي الأكبر لهم.

والشهر الماضي، قال تقرير للقناة «الثانية عشر» العبرية، إن العلاقات الإسرائيلية السعودية، تتمحور حول العداء المشترك لإيران، مضيفا: «في حين أن العائلة المالكة السعودية معروفة بعدائها لإيران، التي تهدد (إسرائيل) بأسلحة دمار شامل، فإن السعوديين يحاربون الإيرانيين بصورة غير مباشرة في سوريا واليمن ومنطقة الخليج».

وسبق أن كشفت مصادر إسرائيلية عن اتجاه الولايات المتحدة مع (إسرائيل) لتشكيل تحالف مع السعودية لمواجهة إيران، والدفع باتجاه «صفقة القرن»، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.

كما طالب «حوكي»، صناع القرار في (تل أبيب) بأن يقوموا بإنذار الحكام في السعودية بأنه في حال لم يقوموا هم أيضا بالكشف عن طابع العلاقة مع (تل أبيب)، فإن الأخيرة لن توافق على مواصلة هذا النوع من العلاقات.

وأوضح أنه يتوجب عدم السماح للسعودية بالحصول على المساعدات الإسرائيلية في مواجهة إيران، في حال واصلت نفي وجود علاقات مع (تل أبيب)، مشددا على وجوب أن تستقبل الرياض مسؤولين إسرائيليين علنا، إلى جانب إرسال وفود رسمية إلى (تل أبيب).

وسبق أن نشر موقع «المونيتور» مقالا للكاتب الإسرائيلي «أوري سافير»، أثني فيه على ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، مشيرا إلى أن الأخير هو أول زعيم سعودي يدعم حق (إسرائيل) في إقامة دولة، مؤكدا أن «عهده سيكون العهد الأمثل للتطبيع».

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

ويقود كتاب سعوديون وإعلاميون حملة، منذ أسابيع، لتمجيد (إسرائيل) والدعوة إلى التقارب معها، معتبرين أن مصلحة السعودية ودول الخليج الفارسي باتت في هذا الأمر.

وتعلق الحكومة الإسرائيلية آمالا كبيرة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل السعودية تل أبيب إيران معاريف اتصالات زيارات متبادلة العلاقات السعودية الإسرائيلية