عندما تفتح مصر حدود غزة.. تظهر الحقيقة القاسية

الأحد 27 مايو 2018 09:05 ص

بعد الفجر، نزل «حامد الشاعر» من الدرج الضيق لمنزل عائلته جنوب غزة وسحب حقيبة سوداء وقال وداعا لوالدته.. احتضنوا بعضهما عند البوابة وقبل يديها في إظهار الولاء وهي تحاول جاهدة السيطرة على مشاعرها.

لكن مع حلول الظلام عاد مجددا بعد محاولة ثالثة فاشلة له هذا الأسبوع للخروج من قطاع غزة المحاصر عبر معبر رفح الحدودي المزدحم.

وفتحت مصر معبر رفح طوال شهر رمضان المبارك، مما خفف مؤقتا الحصار الحدودي لغزة الذي فرضته (إسرائيل)، على مدى السنوات الـ11 الماضية. لكن الآلاف من الناس الذين يأملون في السفر هم على قائمة الانتظار، وتراكم ناتج عن فترات طويلة من الإغلاق، ومسؤولو الحدود المصريون يعالجونهم ببطء.

«الشاعر» الذي كان اسمه بالقرب من قائمة الانتظار للسفر، أصبح يائسا بشكل متزايد. إذا لم يخرج في وقت مبكر من شهر يونيو/حزيران، فسوف تنتهي صلاحية تصريح إقامته السعودي.

وقال «الشاعر»: «لقد صُدمت»، مضيفًا أنه لم يعد إلى منزل والدته بعد محاولته الفاشلة الأخيرة، «لأنني لا أريد أن أصنع جولة أخرى من الوداع».

على الرغم من محنته المليئة بالقلق، يعتبر الشاعر (34 عاما) نفسه محظوظا، حيث لا يستطيع معظم سكان غزة السفر على الإطلاق تحت الحصار الصارم الذي تفرضه (إسرائيل) بعد أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع عام 2007.

وتسمح (إسرائيل) فقط لعدد صغير من المرضى ورجال الأعمال وعمال الإغاثة بالخروج كل شهر.. مصر تفتح معبر رفح بشكل متقطع، ويجب على من يحاولون مغادرة غزة أن يتفقوا مع حماس، التي تعطي الأولوية للمرضى، والطلاب في الجامعات الأجنبية، والمواطنة المزدوجة، والأشخاص الذين لديهم إقامة في دول أخرى.

في الأسابيع الأخيرة، أثارت الاحتجاجات المناهضة للحصار على الحدود بين غزة و(إسرائيل) - التي نظمتها حماس، والتي يقودها سكان غزة - اهتماماً جديداً بالمشقات التي يواجهها سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

وهي محاطة بقطاع ضيق من الأرض يبلغ طوله 25 ميلاً (40 كيلو متراً) وعرضه ستة أميال (10 كيلومترات).

إن عدد القتلى المرتفع خلال الاحتجاجات - أكثر من 100 قتيل فلسطيني و3600 جريح منذ أواخر مارس/ آذار بنيران الجيش الإسرائيلي - أدى إلى إلحاح جديد للجهود الدولية لتحسين الأوضاع في غزة.

وقال مسؤولان كبيران من حماس، إن محادثات سرية جارية من خلال وسطاء مثل سويسرا والنرويج بشأن تولي الأمم المتحدة زمام القيادة في تحسين الوضع الإنساني في غزة.

وتعهدت مصر بإعادة تقييم سياسة الإغلاق بعد رمضان، مما يزيد من إمكانية السماح بدخول السلع إلى غزة كجزء من أي مشروعات تقودها الأمم المتحدة، حسبما قال مسؤولو حماس الذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مسموح لهم بمناقشة الاتصالات الخلفية.

خلال العقد الماضي، منعت المواجهة المستعصية التغيير الجوهري في غزة.

الحصار المدمر سلب سكان غزة أي فرصة لتخطيط حياتهم. تشير الاستطلاعات إلى أن واحدًا من كل اثنين من سكان غزة سوف يهاجر إذا أتيحت له الفرصة. ثلثا شبابها عاطلون عن العمل.

وبالنسبة لأولئك الذين يملكون المال، هناك أيضاً خيار ما يسميه سكان غزة بسخرية «التنسيق المصري».

ويشير هذا إلى المدفوعات، التي تفيد التقارير بأنها تصل إلى 3000 دولار لكل مسافر، للوسطاء الفلسطينيين الذين يزعمون أن لهم صلات مع الجانب المصري.

وتنفي كل من مصر وحماس أخذ الرشوة، رغم أن بعض المسافرين قد شاهدوا أشخاصًا يتم نقلهم إلى مقدمة الخط من أجل «التنسيق».

المصدر | أسوشيتد برس

  كلمات مفتاحية

مصر فلسطين قطاع غزة معبر رفح حصار غزة الاحتلال الإسرائيلي