وضع «عباس» الصحي يشعل صراع أجنحة داخل «فتح»

الاثنين 28 مايو 2018 11:05 ص

تعيش حركة «فتح» صراعا أكثر حدة من حجم الغموض الذي يحيط بصحة الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وتظهر مؤشرات تصاعد حدّة الصراع المشتعل تحت رماد السلطة منذ دخول الرئيس الفلسطيني قبل نحو أسبوع إلى المستشفى الاستشاري برام الله.

وغادر الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، المستشفى، ظهر الإثنين، بعد تحسن حالته الصحية وتماثله للشفاء.

ونقل موقع «صوت فتح الإخباري» عن مصادر مطلعة قولها إن صراعا حامي الوطيس يدور بين شخصيات بارزة في مركزية الحركة تطمع في أن تجلس على كرسي الرئيس، وأبرز تلك القيادات الفتحاوية التي دخلت هذه الأيام إلى «حلبة المصارعة» هم  نائب رئيس حركة «فتح» «محمود العالول»، إلى جانب «جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي وماجد فرج»، وكذلك مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية «صائب عريقات» كونه أمين سر اللجنة التنفيذية.

وأكدت المصادر أن «العالول» يقاتل بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على تكليفه كنائب لرئيس حركة «فتح» رغم مطالبات أعضاء في اللجنة المركزية وعلى رأسهم  «الطيراوي» و«الرجوب» بأن يتنحى عن منصب نائب رئيس الحركة كون تكليفه كان لعام.

وقالت إن «العالول» بدأ بمحاولات السيطرة على مفاصل التنظيم في محافظات الضفة، وامتدت مساعيه إلى القطاع، حيث يتخندق الناطق باسم الحركة عاطف أبو سيف إلى جانبه في محاولة ترتيب البيت الفتحاوي وصولا للسيطرة على مقاليد الحكم الثلاث السلطة و«فتح» والمنظمة .

من جهتها، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة عن توافق داخل الأروقة القيادية لحركة «فتح» والمجلس المركزي للمنظمة على تعيين «ناصر القدوة» لخلافة «عباس».

وعلمت المصادر أن اتصالات مصدرها رام الله تمت مع بعض العواصم العربية بينها القاهرة وعمان لإطلاعها على ما تم التوصل إليه بشأن خلافة الرئيس عباس، وأنه لا يوجد فراغ سياسي حال غيابه عن رئاسة السلطة.

ووفق مصادر عربية مطابقة، فإن القاهرة هي أول من وجه باتجاه «ناصر القدوة»، حيث عملت المخابرات المصرية طيلة الـ72 ساعة الأخيرة على إقناع الجميع للوصول لهذه النتيجة.

وتبقى حالة الجدل والنقاش قائمة ومفتوحة على مصراعيها بشكل حثيث حول الخليفة المرتقب لـ«عباس»، وستكون المرحلة المقبلة صعبة على الشعب الفلسطيني في ظل وجود الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وتصعيده الخطير ضد الفلسطينيين، والتحرك لإيجاد رئيس فلسطيني جديد يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الإدارة الأمريكية ضاعفت محاولاتها خلال الأسابيع الماضية، لفتح «قنوات اتصال» مع شخصيات فلسطينية «غير حزبية»، للحديث عن المرحلة المقبلة، بعد قرار القيادة الفلسطينية وقف اتصالاتها مع واشنطن، رفضا لقرار الرئيس «دونالد ترامب»، اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأشارت المصادر إلى أن المستوى السياسي الفلسطيني يعلم جيدا التحركات الأمريكية واتصالاتها الأخيرة التي أجريت مع بعض الشخصيات الفلسطينية، التي تضمنت دعوة البعض لزيارة واشنطن خلال الأيام الماضية، بعيدا عن القيادة.

وتسعى الإدارة الأمريكية بذلك لإحراج القيادة الفلسطينية وإضعاف موقفها القاضي بتجميد الاتصالات لحين عدول أمريكا عن قراراتها الأخيرة، وهو أمر تدركه جيدا مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، كما أكدت المصادر السياسية.

  كلمات مفتاحية

فلسطين حركة فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس صراع أجنحة