تركيا تتهم السعودية لأول مرة بالتحرك ضدها في سوريا

الثلاثاء 29 مايو 2018 07:05 ص

اتهمت تركيا السعودية بعقد لقاءات، مؤخرا، مع مسؤولين في حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي (ب ي د)، الذي تصنفه أنقرة «تنظيما إرهابيا»؛ بهدف تأسيس وحدات عربية شمال شرقي سوريا.

يأتي ذلك في خطوة لافتة من الجانب التركي الذي حرص في الأونة الأخيرة على التهدئة مع الجانب السعودي رغم الاستفزازات المتصاعدة من قبل مسؤوليين ووسائل إعلام بالمملكة، والتي وصلت قبل أيام إلى حد نشر تقارير مسيئة للرئيس «رجب طيب أردوغان».

لكن الكيل -على ما يبدو- فاض بتركيا خاصة مع تجاوز الجانب السعودي أحد الخطوط الحمراء لأنقرة، وهو الملف الكردي؛ حيث تبدى مخاوف من تحركات «ب ي د» لإنشاء دول كردية في الشمال السوري تندمج لاحقا مع أجزاء ذات غالبية كردية في الجنوب التركي والشمال العراقي والشمالي الغربي الإيراني.

وتعتبر أنقرة «ب ي د»، وجناحه المسلح «ي ب ك»، امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا)، الذي يخوض، منذ عقود، تمردا في تركيا، مصحوبا بهجمات إرهابية، وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كـ«منظمة إرهابية».

وقالت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، نقلا عن مراسلها في المنطقة، إن 3 مستشارين عسكريين سعوديين التقوا مسؤولين في تنظيم «ب ي د»، الجمعة الماضي، في القاعدة الأمريكية بـ«خراب عشك» جنوبي مدينة عين العرب (كوباني)، شمالي شرقي سوريا.

وأوضحت أن هدف اللقاء كان «تأسيس وحدات عربية في المنطقة، نواتها فصيل (الصناديد) أحد الفصائل المنضوية تحت ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها ب ي د».

وتستهدف هذه الوحدات تشكيل قوى عسكرية في «فيدرالية شمال سوريا» المزعومة التي أعلن عنها التنظيم في مارس/آذار 2016.

وذكرت الوكالة التركية أن كل منتسب للوحدات المذكورة سيحصل على راتب 200 دولار شهريًا؛ حيث تم إنشاء نقاط ارتباط في منطقتي الحسكة والقامشلي، لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين.

كانت مصادر محلية قالت إن السعودية أرسلت مساعدات في أبريل/نيسان الماضي عبر العراق لتنظيم «ب ي د» في سوريا، وضمت المساعدات سيارات إسعاف.

فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات السعودية، فيما إذا تضمنت المساعدات أسلحة أو معدات عسكرية أم لا.

كما زار الوزير السعودي لشؤون الخليج العربي، «ثامر السبهان»، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، مدينة الرقة شرقي سوريا، التي يسيطر عليها التنظيم، والتقى مسؤولين أمريكيين فيها، حيث اطلع على أوضاع المدينة.

وسبق أن استضافت وسائل إعلام سعودية مسؤولين من تنظيم «ب ي د»؛ حيث هاجموا تركيا بضراوة.

وتتعرض العلاقات السعودية التركية، من آن لآخر لهزات، ومعارك إعلامية، في ما هو أشبه بتنافس محموم على الزعامة السنية في المنطقة، فضلا عن خلافات جوهرية في ملفات إقليمية حساسة في مصر وقطر وليبيا وسوريا.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أمريكا وحدات عربية